أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابات بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان روسيا تعتزم زيادة صادرات الألبان إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق أوستن يدعو إسرائيل لحماية المدنيين قبل أي عملية في رفح اليوم الـ 224 من العدوان .. غارات عنيفة على جباليا ومطالبات دولية بمنع هجوم رفح مواطنون يشتكون من تجاوز أسعار دجاج النتافات للسقف السعري في الأردن أونروا: 630 ألف فلسطيني أجبروا على الفرار من رفح يديعوت تكشف كلفة الحكم العسكري في غزة ارتفاع اسعار الذهب مجلس النواب الأميركي يصوت لصالح إلزام بايدن بإرسال أسلحة لإسرائيل النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط مؤشرات على تحسن الطلب احتواء حريق في مصفاة روسية بعد هجوم أوكراني بمسيرات "السياحة": تصور جديد لبرنامج "أردننا جنة" مع استهدافه 170 ألف مشارك العام الحالي سرايا القدس تقصف تجمعين للاحتلال في جباليا أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف العائم رجال أعمال أميركيون دفعوا عمدة نيويورك لقمع مظاهرات جامعة كولومبيا الاحتلال يوسّع توغله في مخيم جباليا لجان خدمات المخيمات تثمن خطاب الملك في قمة البحرين الجمعة .. ارتفاع ملموس على الحرارة اليوم الـ 223 .. عمليات نوعية للقسام تكبّد العدو خسائر كبيرة / فيديو وصور
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "دروس من زيارة محرر"

"دروس من زيارة محرر"

01-11-2012 04:58 PM

                                          بسم الله الرحمن الرحيم
                                         "دروس من زيارة محرر"

من الناس لو ورد الفرات لخرج عطشا يشكو الظمأ وانه لم ير الماء قط , وكأن الربيع العربي لم يمر من تلك الديار ,يوهم نفسه لبعض الوقت انه في عالم آخر
لم اتمكن من زيارة هذا الخطير على الحياة والاحياء في سجنه , فزيارته ممنوعة الا لذويه.....
معلوم انه في الدول التي لازالت تخشى الحرية كما تخشى نتائج العبودية والاذلال تستخدم التعذيب النفسي لعلمها انه اكثر اثرا على الكرام، واقل كلفة عليها امام الرأي العام الذي يُخشى من استيقاظه او من محاسبته ولو بعد حين .
كنت وبعض الاردنيين عزمنا على حضور الاحتفاء بالمفرج عنهم في حي الطفايلة في عمان ولكننا لم نتمكن من ذلك لأننا لا نحمل التاشيرات اللازمة!!!
وفي صباح الخميس في يوم عرفة قررنا زيارة احد المفرج عنهم وكيف تصل الى بيت في حي الاخضر في عمان الجنوبية إلا بعد الاستعانة بصديق حراكي كان اسرع خطى لأداء بعض الواجب لهذا السجين ولانه لم يتمكن من وصف البيت في هذا الحي المزدحم بالمسحوقين، اضطر الى مرافقتنا بعد ان اغلق متجره لساعات , ومن الدخلة الاولى الى الثانية ومن اليمين الى الشمال ومن هنا لا.لا. من هناك واخيرا صعدنا الدرج لان السلم الكهربائي معطل ولان المصعد السريع مغلق ومن الطابق الاول الى الثاني فوق ،فوق ، قُدَّام قُدام وحتى الثالث قرعنا الباب واذا بالعائد من( ام اللولو) الخارج من هجوم حي الطفايلة الليلة الفائتة الذين شعر انهم اهله قبل اهله وبيته فعانقناه وانا اشعر بالخجل الشديد ماذا عساني ان اقول له واعتذر منه على اشياء كثيرة منها عدم الزيارة والعجز عن فك اسره وهو الاطول سجنا من بين اخوانه العشرين كنت ادبلج حجتي وعذري طول الطريق بل قبل ذلك بأيام سجنه وبخاصة لما بلغنا خبر الاعتداء عليه من السجناء المكلفين بايذائه قبل اسابيع.........
لكنه انقذ الموقف بمزيد من الشكر، لا ادري على ماذا وانا اعلم بفعلي من غيري، ولكنها اخلاق الكبار الذين صقلهم العمل المخلص الجاد بسرعة كبيرة وسبحان القائل (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
نعم ان الحياة في سبيل الله قد تكون اصعب من الموت في سبيل الله ولست متجاوزا الحقيقة فالصبر على كيد الرجال وقلة الانصار وتعالي المفسدين المستبدين وصمت الاخيار وحيادهم ثقيل على النفس
سبقنا الى مجلسه بعض الاصدقاء ممن نعرف ولانعرف لكنهم جميعا من طينة واحدة يتشاركون في بث الالم والحرص على الوطن والخوف عليه من السفهاء مهما علت نياشينهم ((ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا )) .
ليس من الادب ان تقلب نظرك في اثاث البيت وان كان شيطان النظر يلح على معرفة مظاهر التمويل الخارجي للاصلاحيين!! ومنهم سعود المرعي العجارمة , لم يصعب على امثالي تفسير نوعية المقاعد وكثرتها وحداثتها وايدي الابواب التي تعجز عن الاغلاق والقيام بواجبها لكثرة تردد الليالي عليها ولتوفير اثمان المقتنيات لتضاف للرصيد في سويسرا وحتى لا تكتشف الملايين التي يملكها سعود في بيته او تقدم ادنى دليل على امتلاكه لها .
لم يضطر الى الابتداء من الصفر لحكايته في شهور الاعتقال فكل جملة تصلح ان تكون البداية والعنوان وهذا مستحيل في الاحاديث الترفية المثرثرة
فالتهم المصنوعة والتيئيس ومحاولة الاحباط قصيدة ممجوجة وحكاية هزيلة
والعزل الانفرادي قصة لوحدها
والحرب النفسية وانواعها الشيطانية ورصيد ثقافتها من باستيلات الحقب المظلمة وفنون الحرب النفسية بين ايدي الممارسين لهذه الهواية
لكن سعود الاردني العادي الذي لم يتلق من قبل في تثقيف حزبي سياسي كيفية التعامل مع هذا النوع من التعذيب فيما لو حصل كان الابرع حيث لم يكن يصدق ما يقال له ومما يهدد به ومما يشوش عليه وكان واسع الامل راسخ القدم يرى ما لايرون مع قلة الاخبار والمعلومات الصحيحة
كان من اخر ما اوصى به زوجته التي تمشي مائة كيلو مترلزيارته(( في ام اللولو)) يا ام عمر شاركي يوم الجمعة في المسيرة الشعبية انت واطفالك في عمان وانا بخير , مع انها الزائرة الوحيدة والمصدرالموثوق لاخبار العالم الخارجي له ....... لم ابك مطلقا ليس تجلدا انما هو الجمود وتبلد المشاعر او غيابها ربما
لم تتدفق الدماء في عروقي ... وهو يروي كيف فاجأه النزلاء او الاشقياء منهم بالهجوم عليه ضربا وركلا دون رحمه وكأنما وعدوا بالافراج عنهم كلما اغلظوا له العقوبة وبالغوا في ايذائه بالافتراء والشكوى بعد الضرب والشتم ليزداد الما على الم
استوقفه كثيرا كما روى للحاضرين \ تحت القسم المغلظ الذي لا يحتاج اليه \ شدة الهجوم على الحركة الاسلامية وعلى بعض اشخاصها وقيادييها والتحذير منهم ومن اجندتهم الخاصة مما ازال ما كان بنفسه تجاهها قبل ذلك فسبحان الله فالذي عجزت الحركة الاسلامية عن فعله وتوضيحه باقناع هؤلاء الشركاء في مشروع انقاذ الاردن من براءة الحركة مما ينسب اليها فعله السجانون والمخبرون وهم يحسبون انهم يعمقون الخلاف ونزع الثقة بين الاصلاحيين وتشويه صورة البرءاء
لذا كانت وصية ""سعود"" التي يرددها استحلفكم بالله ان تتفقوا ولا تختلفوا ولا تصدقوا الشائعات عن بعضكم بمختلف اتجاهاتكم ومشاربكم
هالني ما قاله عن التحذير من المشاركة في الانتخابات النيابية مع انه سجن وحيدا ولم يتدارس مع احد هذا الموضوع
ويروي لك الارتباك الذي لمسه قبل مسيرة انقاذ الوطن ممن حوله من السجانين والمحققين وكيف انهم اوهموه ان المشاركين اقل من الف شخص فقط !!!
وكيف انهم كتموا عنه قرار الافراج حتى اخر لحظة وهم يقولون انك ستنقل الى سجن السلط وحتى هذه ممنوع ان يفرح بها ويا للعجب
ولا انسى انه روى بالمقابل بتحفظ بعض قصص الضمائر الحية من الشباب على تخوف منهم وشريطة عدم ذكر اسمائهم مما يؤكد خيرية هذا الشعب وصفاءه ووطنيته مما يجعل التعميم دائما غير صحيح
امضينا في ضيافته ساعة او تزيد بابتسامة لم يقطعها الا التدقيق في قسمات الوجه من الجدية والعزم على المضي في الطريق الاجباري حتى اداء الواجب وتحقيق المراد الوطني
لم يكن سعود واعظا ولم يمارس هذا من قبل ولم يكن محللا سياسيا وان كان قدم المشهد بدقة متناهية وبرؤية ثاقبة واصرار على العمل المتواصل
لم يشتك من احد خذلانه ونسيانه او التبرؤ منه من الأقارب والأباعد مع انه يعلم ذلك ولم يعتب ولم يكثر العتب والشكوى ولم ييأس ، ويظهر ان اليأس لايعرف لقلبه طريقا يسلكه وقد يئس منه الشيطان .
علمت أن لسعود في بيته زوجاً كانت سبباً في ثباته وطنية متدينة متنقبة حفظته في بيته واطفاله ونفسها فكانت نعم العون
لم نستطع المغادرة الابشق الانفس ملحا بشدة ان نفطر معه يوم عرفة وبعد اشعاره بالتزامنا غادرنا بيته نعد الدرجات الصحيحة وليست المكسورة وهندستها ورخامها المدعوم والمستورد بالطائرات لشقته في الجبل الاخضر، الأخضر بناسه وليس بأشجاره
اصدقكم انني رجعت بأمل وعزم لم يقترب منه صيامي ليوم عرفة ولا صلاة جماعة ميتة في مسجد او في بيت , وبت اشعر بقرب الفرج والاصلاح من اي وقت اخر وعسى ان يكون قريبا .


سالم الفلاحات
Salem.falahat@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع