جعفر حسان: صوبوها ولا تراكموها
الحكومة تدرس استخدام سيارات الإسعاف لمسرب (الباص السريع)
القاضي: الأعياد مناسبات جامعة تعزز وحدة الأردنيين
رئيس الوزراء يتسلم التقرير السنوي لديوان المحاسبة
تكليف الدكتورة رنا المهيرات عضوًا في لجنة الشؤون القانونية بالهيئة الدولية للتنمية والتعاون
غزيون تحت القصف بلا مأوى يخشون تهجيرا جديدا شرق "الخط الأصفر"
لجنة العمل تشيد: الحكومة تفي بوعدها وتوقف قرارات إنهاء الخدمات
سميرات: 4 مراكز حكومية و207 خدمة رقمية تخدم أكثر من مليون مواطن بالأردن
وزير الخارجية يجري مباحثات مع نائب الرئيس الفلسطيني
أبو رمان يطالب بتخصيص جزء من موازنة السياحة لدعم المنتخب الوطني وتعزيز صورة الأردن عالميًا
أورنج الأردن تواصل دعم الشباب وتختتم جولة خطوط YO معاك بتجارب تفاعلية في الجامعات
القبض على سارقي 53 رأسًا من الأغنام في بني كنانة
جامعة العلوم والتكنولوجيا تستقطب تمويلًا دوليًا لمشاريع ريادية
السميرات: بوابات إلكترونية في مطار ماركا مطلع 2026
النوايسة: الأردن يتقدم 10 مراتب في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية
القبض على حدثين سرقا مصاغات ذهبية وأموالًا من منزل في عمّان
الاقتصاد الرقمي: استكمال رقمنة 80% من الخدمات الحكومية
بدء محاكمة الناشطة التونسية المناهضة للعنصرية سعدية مصباح
قوانين صارمة لحيازة الأسلحة في ولاية أسترالية بعد هجوم بوندي
تميزت الدولة الأردنية بأنها مبرأة من العنف والدموية ،فما عرفت تجارب أقطار عربية عاشت مآسي السلطة وجبروتها وعنفها ودمويتها. و عاش الأردني معززا مكرما في ظل الحكم الهاشمي . وبالرغم من مرور الأردن بمحطات حرجه وإستثنائية ،فإنه وإن لجأ إلى إجراءات إستثنائية في بعض الأحيان ،إلا أنها لم ترق إلى حد المساس بالحقوق الأساسية للإنسان أو بكرامته. فبالرغم من تفعيل الحس الأمني بهدف حماية الوطن ومصالحه ووجوده ، فإن الأردن لم يتحول إلى دولة بوليسية ،و لم يعرف الدموية ،أو إستقواء الدولة على شعبها. و بقي سجل الأردن نظيفا ناصعا في مجال التعامل مع المعارضة السياسية، ولدينا عشرات الأمثلة الدالة على أن الحكمة كانت أقوى من الأحقاد كلها ،وأنها كانت قادرة على إعادة الجميع إلى قلب الحياة السياسية الوطنية .
وهكذا استطاع الأردن أن يخرج في كل مرة بأقل الخسائر وأشرف المكاسب ،و أن يتمكن من تحويل التحديات والمخاطر إلى فرص للتحول نحو مسارات تنموية و اصلاحية جديدة ،وهذا لا يعني أننا لم نتعثر ولم نخطئ ولم نقصر ولم نتلكأ ،فهذا كله حدث ،لكننا امتلكنا قدرات خلاقة وإبداعية في القدرة على لم الشمل وتوحيد الصف الوطني وتجميع الناس حول مشروع وطني نهضوي جديد في كل مرة.
خاضت الأجيال الأردنية معارك التأسيس خلف عبد الله الأول وطلال ،ونجحت في حماية الأردن من براثن المؤامرات الاستعمارية والصهيونية ،وتمكنت من تثبيته على الخريطة . وفي عهد الحسين بن طلال خاض الأردنيون معارك الدفاع عن الأردن الوجود والهوية والمنجزات ،وتمكن الأردنيون مع الحسين وبه من عبور فيافي الهجير العربي ،في أزمان غاب فيها العقل والخلق عن معترك السياسة العربية. وبالرغم من محطات الـتآمر والاغتيالات والاستهداف الجدّي للوجود الأردني إلا أن الحسين حافظ على رباطة جأش عز نظيرها ،وتمكن بالحب والحكمة والشجاعة من تذليل الصعاب،و العبور بنا إلى بر الأمان.
اليوم ، يعيش الأردن لحظة غاية في الدقة والخطورة والحساسية ، ويمضي عبد الله الثاني على النهج الهاشمي ذاته . مما مكن الدولة من التعاطي مع حراك شعبي متشعب بعيدا عن القوة والعنف ،بل إن الأردن نجح على - رأي الأخوة اللبنانيين - في عبور سنتين من عمر الفوضى العربية الخلاقة (بدون ضربة كف) ، مما عزز الجبهة الداخلية ،وفرّغ كثيرا من السيناريوهات البشعة من مضمونها، وأسقط في يد من يعتاشون على لعب دور الضحية .
ومع هذا وجدنا من يصيح مطالبا برفع القبضة الأمنية ! ولا أدري عن أي قبضة أمنية يتحدثون ،إلا إذا صنّفوا توزيع ضباط وأفراد الأمن العام للمياه المبرده على المتظاهرين قبضة أمنية ! وفي المقابل برزت أصوات عاطفية متسرعة تطالب بالأمن الخشن بديلا للأمن الناعم ! وبتوحيد قواعد التعامل مع الحراك السياسي السلمي النظيف والعنف المجتمعي والجريمة والتطاول على هيبة الدولة والحق العام ووضعها في سلة واحدة ! وهذا يقدم في ظني فرصة ثمينة للباحثين عن مأتم يلطمون فيه ! ويمنحهم فرصة ينبغي حرمانهم إياها،مهما سعوا إليها،ومهما حاولوا الاستفزاز .