ديوان المحاسبة: تحقيق وفورات مالية بلغت 22.3 مليون دينار
جعفر حسان: صوبوها ولا تراكموها
الحكومة تدرس استخدام سيارات الإسعاف لمسرب (الباص السريع)
القاضي: الأعياد مناسبات جامعة تعزز وحدة الأردنيين
رئيس الوزراء يتسلم التقرير السنوي لديوان المحاسبة
تكليف الدكتورة رنا المهيرات عضوًا في لجنة الشؤون القانونية بالهيئة الدولية للتنمية والتعاون
غزيون تحت القصف بلا مأوى يخشون تهجيرا جديدا شرق "الخط الأصفر"
لجنة العمل تشيد: الحكومة تفي بوعدها وتوقف قرارات إنهاء الخدمات
سميرات: 4 مراكز حكومية و207 خدمة رقمية تخدم أكثر من مليون مواطن بالأردن
وزير الخارجية يجري مباحثات مع نائب الرئيس الفلسطيني
أبو رمان يطالب بتخصيص جزء من موازنة السياحة لدعم المنتخب الوطني وتعزيز صورة الأردن عالميًا
أورنج الأردن تواصل دعم الشباب وتختتم جولة خطوط YO معاك بتجارب تفاعلية في الجامعات
القبض على سارقي 53 رأسًا من الأغنام في بني كنانة
جامعة العلوم والتكنولوجيا تستقطب تمويلًا دوليًا لمشاريع ريادية
السميرات: بوابات إلكترونية في مطار ماركا مطلع 2026
النوايسة: الأردن يتقدم 10 مراتب في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية
القبض على حدثين سرقا مصاغات ذهبية وأموالًا من منزل في عمّان
الاقتصاد الرقمي: استكمال رقمنة 80% من الخدمات الحكومية
بدء محاكمة الناشطة التونسية المناهضة للعنصرية سعدية مصباح
بدت مصر حائرة تتلمس طريقها بعد ظهور النتيجة الأولية للانتخابات الرئاسية ؛وتأكد أنها تقف في مواجهة ذاتها،لم تقرر ماذا تريد؟ وما هو الطريق الذي ستسلكه نحو المستقبل ؟خياراتها انحصرت بين جماعة الإخوان المسلمين وبين بقايا وأركان نظام مبارك. مصر على مفترق الدروب،حائرة بين الماضي والمستقبل،بين الثورة والاستقرار، بين الفوضى والأمن، بين الدولة الاخوانية (مجلسي الشورى والنواب، والحكومة، والرئاسة) والدولة العسكرية وإعادة إنتاج النظام البائد. مصر حائرة بين إستكمال الثورة وتحقيق شعاراتها (عيش،حرية، عدالة اجتماعية) وبين الخوف من المجهول،والتردد في المضي في طريق نهايته مجهولة.
بدت مصر حائرة عندما قاطع الانتخابات أكثر من 50%من الناخبين، وعندما منحت للمحسوبين على النظام السابق حوالي 37% من أصوات المشاركين،وحينما وزعت البقية على أحد عشر مرشحا يمثلون ألوان الطيف السياسي والاجتماعي المصري. مصر لم تحسم موقفها من المرشحين،ولم تتجه بكليتها نحو أحد أو تيار بعينه. من المؤكد أنها تريد نظاما جديدا،لكنها حائرة حول طبيعة هذا النظام.
المصري يميل بطبعه إلى الاستقرار، ومصر حكمها الفرعون لقرون وقرون،وحكمها العسكر منذ محمد علي 1805 إن لم يكن عبر عهودها العثمانية والمملوكية،ومصر التي تمنح الفريق أحمد شفيق 24.5% والوزير عمرو موسى 11.6% من أصوات المشاركين في الانتخابات يبدو أنها تعيش هاجس الأمن،وتتطلع للخلاص من الفوضى،وتبحث عن الدولة.
من صنع حيرة مصر؟ صنعتها سلسلة أحداث الفوضى المتراكمة(ماسبيرو،مسرح البلون،محمد محمود،مجلس الوزراء، أحداث بورسعيد،وزارة الدفاع العباسية،وأحداث العنف الطائفي المتكررة،)هذه الأحداث أثارت رعب المصريين ومخاوفهم.شعور المكون القبطي بالخطر شكل معلما من معالم الحيرة المصرية العامة وساهم في تعزيزها. ساهمت منظومة الحزب الوطني (الفلول) والبلطجية، أو ما اصطلح على تسميته الطرف الثالث الخفي في نثر الرعب في كل مكان. ممارسات بعض القوى الثورية المنفلتة والمخترقة، التي اقتربت من الحالة الفوضوية (إحراق المجمع العلمي ) والإصرار على تعطيل الحياة العامة في بؤر حيوية،عززت مخاوف المصريين وحيرتهم.عمليات شيطنة الثورة،عبر الاعلام الموجه.مساهمة قوى اليسار في نشر الخوف من الإسلاميين (رفعت السعيد) حزب التجمع) يعلن وقوفه لجانب شفيق، تفضيلا منه للدولة الشيطانية على الدولة الاخوانية. الفشل في حل المشكلات الحياتية للمصري. ممارسات الإسلاميين وغموض خطابهم. تشدد التيار السلفي الذي رفع شعار «لازم حازم»وتسبب في أحداث وزارة الدفاع. والمواقف الإخوانية كالعودة عن قرار عدم الترشح للرئاسة،وأزمة ترشح دكتور أبو الفتوح،وأزمة تشكيل الجمعية التأسيسية،والأداء البرلماني في ظل غياب الأولويات وإشغال الناس بقضايا هامشية،كإثارة السلفيين لمشكلة القسم الدستوري، ومطالبة نائب سلفي بـ”إلغاء تعليم اللغة الإنكليزية في المدارس”، وقصة النائب البولكيني، وتقدم الاخوان بمشروع قانون لـ”تطوير التعليم”، مثير للجدل في بعض بنوده،هذه كلها من معززات الحيرة والخوف. ولعل الاصرار على استصدار قرار العزل السياسي على أبواب انتخابات الرئاسة نبّه منظومة العهد السابق إلى قوتها الكامنة،وسلط الاضواء على رموز العهد الماضي، وأظهرهم في صورة الضحية،وأثار مخاوف آخرين من تحكم عقلية الإقصاء والعزل، وإن طبقت في هذه المرة على (الفلول).
إخراج مصر من حيرتها تتحمل مسؤوليته اليوم القوى الوطنية والسياسية كلها،وعلى رأسها التيار الاسلامي، فالتطمينات الحقيقية للجميع، وللمكونات المصرية جميعها،أمر هام، والأهم هو الممارسات القائمة على خلق الإيثار،فقد تسعف في تصحيح المسار. ثقتي كاملة بأن مصر لن تفرط في حلمها ومشروعها للتقدم.