أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
القوات المسلحة تعلن أسماء مستحقي قرض الإسكان العسكري للأفراد الأردن يشارك في الحوار التاسع حول مكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط الاتحاد الأوروبي: منع عمل المنظمات الدولية في غزة يحجب المساعدات المنقذة للحياة الأردن يثمن جهود السعودية والإمارات في تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن «لا أشك في زوجتي» .. الرواية الكاملة لوالد ضحايا جريمة اللبيني بمصر الحملة الأردنية توزع وجبات المنسف في مواصي خان يونس الدبلوماسية الأردنية في صدارة الدفاع عن القضايا العربية تتقدمها فلسطين 1.428 مليار دينار صادرات الصناعات الجلدية والمحيكات خلال 10 أشهر تمديد دوام جمرك عمان حتى الساعة العاشرة مساءً يومياً بدءاً من 1/1/2026 46 مصريا للعمل في الأردن بعقود رسمية مدفأة "الشموسة" تتسبب بإصابة 8 أشخاص والدفاع المدني يتعامل مع 37 حريقاً خلال 24 ساعة النفط يتراجع وبرنت يتجه لتسجيل أطول سلسلة خسائر سنوية للمرة الأولى منذ 1950 .. تباطؤ غير مسبوق في النمو السكاني (بإسرائيل) علي علوان ضمن أبرز هدافي المنتخبات الوطنية عالميًا لعام 2025 دراسات تكشف عن (أسلحة خفية) لتحصين المناعة في الشتاء الأردن يختتم 2025 بإنجازات ملموسة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي ويستعد للمرحلة الثانية مصادر إسرائيلية: ترمب ونتنياهو حددا مهلة شهرين لنزع سلاح حماس وفاة (حكواتي فلسطين) حمزة العقرباوي تربية قصبة اربد تنجز حزمة من المشاريع التنموية في مدارسها وزير الزراعة: الموسم المطري الحالي عزّز المخزون المائي في التربة ورفع جاهزية المحاصيل
الاقتصاد مقابل التوطين حين يتحول الابتزاز إلى عقيدة سياسية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الاقتصاد مقابل التوطين حين يتحول الابتزاز إلى...

الاقتصاد مقابل التوطين حين يتحول الابتزاز إلى عقيدة سياسية

31-12-2025 10:53 AM

ما قاله عبدالكريم الكباريتي لا يجوز التعامل معه كتقدير شخصي ولا كحنين رجل دولة إلى زمن مضى بل كنص سياسي كاشف يخرج من قلب التجربة لا من هامشها
الرجل لم يحذر من مؤامرة غامضة بل سمّى آلية اشتغال واضحة ظل الأردن يواجهها بصمت طويل وبخطاب عام خجول
معادلة الاقتصاد مقابل التوطين ليست خطأ في السياسات ولا سوء تقدير بل فلسفة كاملة لإدارة الأردن بوصفه دولة قابلة لإعادة التشكيل
الفكرة الجوهرية في هذا الابتزاز أن الدولة لا تُكسر دفعة واحدة بل تُستنزف حتى تقبل إعادة تعريف نفسها
وحين تُربط القدرة على دفع الرواتب وتثبيت العملة وتأمين الخبز اليومي بقبول حلول سياسية ديموغرافية فهذه ليست مساعدة بل وصاية
الأردن لم يكن يومًا دولة فاشلة لكنه جرى تقديمه دائمًا كدولة على حافة الفشل
هذا الخطاب لم يكن بريئًا بل مقصودًا
الدولة التي تُقدَّم كضعيفة يسهل دفعها نحو التنازل
والدولة التي تُقنع شعبها بأنها تعيش بفضل الآخرين يمكن أن تُطالَب بدفع الثمن
الابتزاز هنا لا يعمل بلغة الأوامر بل بلغة الضرورة
يُقال للأردن إن الجغرافيا خانته وإن الموارد شحّت وإن الإقليم ينهار وإن الواقعية تقتضي المرونة
وفي الترجمة السياسية تعني المرونة التخلي الصامت عن الثوابت
وهكذا يتحول الوطن البديل من مشروع مرفوض إلى نتيجة حتمية لا أحد يعترف بها لكنها تتحقق عمليًا
الأخطر في هذا المسار أن التوطين لا يُطرح كفكرة سياسية بل كأمر واقع إداري
لا حديث عن تغيير الهوية بل عن تحسين ظروف العيش
لا حديث عن إنهاء حق العودة بل عن حلول إنسانية
لا حديث عن تصفية القضية بل عن استقرار إقليمي
وهكذا يُفرغ الصراع من معناه ويُعاد تحميل كلفته على دولة لم تكن أصل المشكلة
حديث الكباريتي يفضح لحظة مفصلية
نحن لم نعد أمام ضغوط بل أمام عروض
والعرض أخطر من الضغط لأنه يُقدَّم كخيار لا كإكراه
من يقبل به يشارك في الجريمة ومن يرفضه يُتهم بتدمير الاقتصاد
لكن الحقيقة التي لا تُقال إن الاقتصاد الذي يُبنى على ابتزاز الهوية اقتصاد هش
والدولة التي تُموّل مقابل تغيير وظيفتها دولة مؤقتة
والازدهار الذي يُشترى بثمن سياسي ازدهار كاذب سرعان ما يتحول إلى عبء
الأردن ليس فقيرًا إلى درجة بيع نفسه لكنه أُدير طويلًا بعقلية الفقر
وليس ضعيفًا إلى درجة القبول بالحلول الجاهزة لكنه جرى إقناعه بذلك
هنا تتقاطع المسؤولية الداخلية مع الضغط الخارجي
نخب استسهلت التسويات
خطاب رسمي فضّل التعميم
ومجتمع أُنهك حتى صار الخوف جزءًا من وعيه السياسي
ما قاله الكباريتي ليس خروجًا على الدولة بل دفاع عنها
هو يقول بوضوح إن القبول بالمعادلة مرة واحدة يعني استدعاءها إلى ما لا نهاية
ويقول إن الدولة التي تقايض سيادتها بالاستقرار تفقد الاثنين معًا
ويقول إن الوطن البديل لا يولد بقرار بل بصمت
هذه ليست معركة اقتصاد
ولا معركة ديموغرافيا
هذه معركة معنى
هل الأردن دولة ذات وظيفة وطنية
أم مساحة لتصريف أزمات الآخرين
الصمت في هذه اللحظة ليس حيادًا
بل اصطفاف بطيء ضد فكرة الدولة
وكل تأجيل للنقاش الصريح هو تمرير ناعم للمسار
والأخطر أن يُختزل التحذير في شخص الكباريتي
بينما القضية أكبر من الأسماء وأبقى من الحكومات
الخلاصة القاسية
الأردن اليوم لا يُبتز لأنه ضعيف
بل لأنه رفض دائمًا أن يكون حلًا نهائيًا
ومن يرفض أن يكون حلًا
يدفع ثمن الرفض طويلًا
لكن التاريخ لا يرحم الدول التي تساوم على معناها
ولا يكافئ من يبيع نفسه ليؤجل أزمته
الاقتصاد يمكن إصلاحه
أما الهوية إذا سُحبت من تحت الدولة
فلن تعود بقرض ولا بمنحة
هذا ما قاله الكباريتي
وهذا ما يجب أن يُفهم
قبل أن يصبح التحذير تأبينًا
وقبل أن نكتشف متأخرين أن أخطر ما في الوطن البديل
أنه لا يأتي فجأة
بل يأتي حين نتعب من الرفض.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع