فرقة جلعاد و»صنع في جمهورية باشان»: الأردن في «خط المخدرات الإسرائيلية» و«كريسماس» بنكهة «تأزيم»
الرسوم الأميركية نؤدي تراجع صادرات الألبسة الأردنية
900 ألف مستخدم لتطبيق حكيمي وايصال الأدوية لـ 145 ألفا
توسيع حدود بلدية بلعما الجديدة
اتفاق مع صندوق النقد يمهّد لصرف 244 مليون دولار للأردن
ترمب: حققنا تقدما كبيرا من أجل إنهاء الحرب بأوكرانيا
مشروع قانون إسرائيلي جديد لحظر رفع الأذان
منخفض ثانٍ خلال مربعانية الشتاء يجلب أمطارًا غزيرة للأردن
الأمن يجدد تحذيراته بتوخي الحيطة والحذر خلال المنخفض الجوي المقبل
وفاة أربعيني داخل منزله في مادبا ويشتبه بتعرضه للاختناق
الأردن .. أبرز ميزات المنخفض الجوي المُرتقب غداً الاثنين
الأمطار تؤدي إلى انهيار جزء من سور قلعة الكرك - صور
الأردن .. سدود مائية امتلأت بالكامل بعد الهطولات المطرية
اتفاقية التنقيب عن النحاس: أسئلة دستورية وقانونية بانتظار إجابات حكومية
زراعة البادية الشمالية الغربية تدعو لاتخاذ إجراءات احترازية خلال المنخفض الجوي
برمجية خبيثة جديدة تهدد هواتف أندرويد
الصفدي يلتقي حسين الشيخ في عمان لمناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية
“صحة إقليم البترا” تعزز جودة الخدمات
نقيب المهندسين: اعتماد المباني الخضراء في عمّان خطوة إيجابية تعزز الجدوى والاستدامة
زاد الاردن الاخباري -
كتب : بسام البدارين - جمهورية «باشان» الدرزية، جنوبي سوريا لها وزارة دفاع تصدر بيانا تهدد فيه بـ«الرد على هجوم أردني» وفي صيغة التلفزيون السوري نفسه أيام زمان «في الوقت المناسب».
لكن الأكثر إثارة لاحقا، بعدما بثت قناة «الجزيرة» شريطا لعملية قصف طالت «معامل مخدرات» ملصق إلكتروني تم ترويجه بكثافة ينقل عن الزعيم المقرب من الكيان الإسرائيلي حكمت الهجري قوله بمطالبة تل أبيب قصف عمان ردا على «العملية الأردنية».
حرس الحدود، وفي معركته «مع المخدرات» يتصرف بصمت ولا يرد على مزاعم إعلامية.
لكن «جمهورية باشان» عبارة نسمع عنها للمرة الأولى عبر شاشة «سكاي نيوز»، التي تطوعت للحديث عن «استهداف قرى وأحياء سكنية».
أُبلغ كاتب هذه السطور أن «ميليشيات الهجري» أقامت بعض خطوط تصنيع المخدرات وأصنافها وسط مساكن بعض القرى.
ورغم حديث ما يسمى بـ»الحرس الوطني» عن «مصابين مدنيين» أخفقت القناة الإسرائيلية 13 التي أفردت تغطية واسعة للحدث في بث ولو صورة واحدة لمصاب «مدني».
حرس «الباشان»
كلاهما جمهورية «الباشان» المستحدثة والقناة العبرية 13 «يشاغبان» على الأردن هذه الأيام بسبب عملياته الأمنية ضد «أوكار المخدرات»، بالتعاون مع الدولة السورية الحالية، فيما ذكرتنا القناة العبرية 12 بدورها بأعضاء كنيست خطبوا ضد الأردن، لأنه رفض إقامة معبر حدودي «مستقل» مع جمهورية السويداء، التي حولها تجار المخدرات وبعض رموزها إلى «مشكلة أردنية» مباشرة، بعدما تمكن التعاون الأردني – السوري من ضبط إيقاع هذه التجارة في محافظة درعا.
التقسيم في العمق السوري يحوله الإسرائيلي من «معنوي» إلى «جغرافي»، ولسبب أو لآخر يعرض التلفزيون الرسمي الأردني البيانات، التي تتحدث عن التصدي لعصابات تهريب مخدرات وأسلحة مرت من التماس الحدودي مع حدود سورية وأخرى من «الحدود الغربية» والعبارة الأخيرة تعني حصرا «بئر السبع»، التي تستخدم عصاباتها تقنيات حديثة في التهريب مثل البالونات والمناطيد.
المثير في «تهديد الأردن»، من جهة «باشان» أن تلك الحملة يرافقها «علم وشعار»، وتصدر «بيانات عسكرية تتوعد بالرد»، دون أدنى إشارة إلى مصانع ومعامل ومستودعات المخدرات التي تنفق على «المجهود الحربي».
المقاربة واضحة في السياق، فمن يهدد عمان بسبب «إجراء أمني احترازي»، بات حليفا قويا للكيان الإسرائيلي، بل قدم الإسرائيليون، حسب القناة 12 لذلك الحليف «أموالا وذخائر وكمية كبيرة من السيارات المدرعة.
«درزي مغلوب على أمره»
الدرزي السوري المسكين المغلوب على أمره، ليس هو الخصم، بل الإسرائيلي، الذي يمول تطلعات قيادته في خوض مغامرة على طريقة الفساد والاستبداد العربية المشهورة، حيث وزارة دفاع وميليشيات ومزاعم وطنية ومظلومية إقصاء، ثم مقاولات وعطاءات فاسدة ومخدرات سرعان ما يفهم الجميع أن مصدرها الكيان إياه.
تل أبيب لسبب أو لآخر – وهذا ما لا تقوله لنا فضائية «المملكة» في عمان – تمول التهديد المباشر للأردن.
ليست صدفة أن الخطاب «الباشاني» يدافع عن «مهربي المخدرات»، فيما تسكت فرقة جلعاد الإسرائيلية العسكرية عن «تلك البالونات والمسيرات»، التي تحمل أغلى وأخطر أصناف المخدرات، وتحاول التسلل عبر نهر الأردن.
تلك ليست صدفة إطلاقا، قريبا ترقبوا «تلفزيون باشان الوطني» وموسيقى مع طبل وفرقة إنشاد ومشهد يتجاوز «صبية غاضبين» من السويداء يرفعون علم الكيان، نكاية بالإدارة الجديدة للدولة السورية.
تفاعلات «الكريسماس»
أحسنت بالتأكيد فضائية رؤيا المحلية في الأردن، وهي تكثف رسالتها في دعم العلاقة المستقرة بين المسيحيين والمسلمين من المواطنين، بعيدا عن «ترهات» بعض الموتورين.
وصنعت شاشة «الحقيقة الدولية» خيرا بتقديم جرعات تثبت بأن المسلم الأردني في طبيعته، ومن أيام أجداده يهنئ جاره المسيحي بأعياد الميلاد والفصح، كما يهنئ المسيحي شقيقه المسلم، لا بل يصلي معه في رمضان أحيانا.
ومع التقدير الشديد للحضور المتلفز لمشايخ البلاد، ودورهم في شرعنة التهنئة للمسيحيين في أعيادهم، لا بد من القول إن «تفاعلات الكريسماس» الأخيرة غادرت بعض القواعد، لا بل شذت عنها.
في كل موسم أعياد يظهر صوت هنا أو هناك، يتفلسف ويجتهد بـ»عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم».
منذ 60 عاما على الأقل وفي كل مرة تظهر بعض الأصوات المعزولة في هذا السياق بصورة تبلغنا بعدم وجود أي مبرر للمبالغة والتضخيم.
حسنا، حكاية التعايش الديني في الأردن مستقرة ومكرسة ومبدئية، لكن التسلل بآراء تضخيمية، في سياق مشهد معزول ومتكرر، نهاية كل عام، لا يعبر عن المقاربة العلاجية الأفضل.
نهنئ الأخوة المسيحيين في العالم العربي، وليس في الأردن فقط، بحماس، ونستنكر من يستاء من تهنئتنا، لكن نلفت الأخوة المسيحيين في الوقت ذاته لضرورة «لجم» بعض السياسيين الذين قرروا التحدث باسمهم لأسباب انتخابية، على ما أعتقد.
أخطأ الفتية، الذين تبادلوا تحذيرا على «فيسبوك» من تهنئة المسيحيين، فهاجمهم أقاربهم قبل الآخرين.
أخطأ أيضا من تحدث عن «خلية تحريض»، ومن بالغ في الرد على «حملة ليست موجودة»، وكذلك من ربط المسألة بـ«الإخوان»… كل هؤلاء ساهموا في تأزيم الـ«كريسماسم».
القدس العربي