عمان تتزين بالأعلام الأردنية وقمصان المنتخب قبيل نهائي كأس العرب
رئيس الوزراء: المناقشة المبكرة لموازنة 2026 تسرّع تنفيذ المشاريع الرأسمالية
من سيعلق على نهائي كأس العرب؟
الشؤون المحلية كنعان: بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .. من ينقذ القدس من العبرنة
غارات إسرائيلية عنيفة على البقاع والجنوب اللبناني
ولي العهد: جماهير الأردن الوفية انتم الداعم الاول ومصدر قوة وعزيمة النشامى
وزارة المياه: مشاريع للطاقة الشمسية توفر 8 ملايين دينار سنويا
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
نائب يسأل الحكومة: هل مديرة المواصفات المسؤول فقط؟
سلطة إقليم البترا تضيء الخزنة بالعلم القطري بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر
مواعيد مباريات اليوم الخميس 18-12-2025 والقنوات الناقلة
"العقبة الخاصة" تقرر تشكيل لجنة تطوير القطاع السياحي في وادي رم
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
التعليم العالي تخصص 2632 منحة جزئية وقرض لأبناء المعلمين في الجامعات الرسمية
(مباراة النشامى) ترفع حجوزات المطاعم والمقاهي إلى %100
أجواء باردة اليوم وتحذيرات من الصقيع وحدوث الانجماد
البرد القارس يودي بحياة رضيع في خان يونس
صفقة أسلحة أميركية ضخمة لتايوان
عمر العبداللات يمثل الأردن في الحفل الختامي لكأس العرب 2025
مشاهد الاحتفالات الشعبية في عمان والمحافظات بفوز المنتخب الوطني الأردني "النشامى" في تصفيات كأس العرب وتأهله للمباراة النهائية، تشي بأكثر من فرح جمهور كرة قدم.
من متابعة تلك المشاهد لآلاف المواطنين على شاشات التلفزيون، وتصفح تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، تلاحظ وبسهولة مجاميع اجتماعية من مختلف الأعمار، لا تربطها صلة دائمة بالرياضة أو كرة القدم، ويمكن تمييزها عن المجموعات المعروفة التي تشجع الأندية الأردنية الكبرى في دوري المحترفين.
روح احتفالاتهم ليس مجرد تعبير عن فرحة رياضية، إنما تأكيد للذات والهوية الوطنية الأردنية. احتفال بقدرة الأردن على المنافسة، والحضور والقدرة على مقارعة الكبار والفوز عليهم. ليس بوصفها كرة قدم فحسب، بل كدولة ومجتمع وهوية، طالما لاحقتها الشكوك والطعون.
"النشامى" في هذه المواعيد جسدوا رغبة الأردنيين الجارفة لتقديم هويتهم بما تحمل من سمات وصفات.
الأعلام والشماغ والأهازيج والمنسف طافت عبر الشاشات ومواقع التواصل دول العالم العربي كلها. حضرت كرموز لهوية طالما جرى تجاهلها في السرد التاريخي العربي.
وفي اعتقادي أن نزول الأردنيين بهذه الأعداد الكبيرة إلى الشوارع، وحضورهم المدهش على منصات التواصل، كان بمثابة احتفال بنيلهم الاعتراف بهويتهم الوطنية؛ لا بهم كدولة يحترمها الجميع فقط. بدا هذا الشعور الواثق بالهوية يتشكل منذ أن تمكن الأردن من التأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، وقد سبق منتخبات عربية عريقة، كان لها من قبل، باع طويل في البطولات العالمية.
الرياضة والثقافة والموسيقا والأعمال الإبداعية عموما، هي اليوم مفاتيح المجتمعات للحضور العالمي وإثبات الذات في المشهد الحضاري.
كل ما عرفناه صغارا عن البرازيل والأرجنتين كان بفضل كرة القدم. وكل ما حلم به الشبان، من بذلات وربطات عنق كان إيطاليا. عالم الموضة عند النساء يرتبط بباريس وميلانو، ومثلها أشهى أطباق الطعام.
والإبداع في صنوفه تلك، له رموز شقوا عنان السماء في نجوميتهم وحضورهم. لم نكن أن نتخيل يوما أن يكون لدينا نجوم في عالم كرة القدم، سواء في أوساط شبابنا الأردني أو العربي. كان لنا هذا أخيرا؛ يزين النعيمات صار أيقونة بالنسبة للأردنيين، وموسى التعمري مبعث فخر وطني في حضوره العالمي بالدوري الفرنسي. عودة الفاخوري، الشاب الواعد الذي فتن الجمهور في المدرجات. علوان والرشدان وشرارة وسواهم من فرقة المقاتلين، تجسد شعورا بأن لهم أخيرا مكانا في عالم المنافسة العربي والعالمي.
وللإنصاف، الأردني لم يكن غائبا عن ميادين المنافسة بشكل عام، فقد كان حاضرا في قوائم التفوق العلمي والأكاديمي والطبي، وفي قصص النجاح الاقتصادي على أكثر من صعيد، مثلما كان وما يزال حضورنا في الرياضات الفردية مميزا على المستويين العربي والعالمي.
لكن تبقى كرة القدم الأكثر شعبية على المستوى العالمي، والحضور فيها لا يدانيه حضور.
بالنسبة للأردنيين، فوز "النشامى" ومشاركتهم المقبلة في كأس العالم، ليست حدثا رياضيا بالمعنى المعتاد، إنها لحظة الهوية الوطنية الأردنية بكل مكوناتها ورموزها.
الرغبة بالفوز في نهائي العرب، ليس طموحا بالكأس، بل بالبطولة. يرغب الأردني أن يملأ صدره بالفخر بهويته ووطنه، ذلك ما يحرك المجاميع التي خرجت في الليالي الباردة للاحتفال بتأهل النشامى.