ديوان المحاسبة: تحقيق وفورات مالية بلغت 22.3 مليون دينار
جعفر حسان: صوبوها ولا تراكموها
الحكومة تدرس استخدام سيارات الإسعاف لمسرب (الباص السريع)
القاضي: الأعياد مناسبات جامعة تعزز وحدة الأردنيين
رئيس الوزراء يتسلم التقرير السنوي لديوان المحاسبة
تكليف الدكتورة رنا المهيرات عضوًا في لجنة الشؤون القانونية بالهيئة الدولية للتنمية والتعاون
غزيون تحت القصف بلا مأوى يخشون تهجيرا جديدا شرق "الخط الأصفر"
لجنة العمل تشيد: الحكومة تفي بوعدها وتوقف قرارات إنهاء الخدمات
سميرات: 4 مراكز حكومية و207 خدمة رقمية تخدم أكثر من مليون مواطن بالأردن
وزير الخارجية يجري مباحثات مع نائب الرئيس الفلسطيني
أبو رمان يطالب بتخصيص جزء من موازنة السياحة لدعم المنتخب الوطني وتعزيز صورة الأردن عالميًا
أورنج الأردن تواصل دعم الشباب وتختتم جولة خطوط YO معاك بتجارب تفاعلية في الجامعات
القبض على سارقي 53 رأسًا من الأغنام في بني كنانة
جامعة العلوم والتكنولوجيا تستقطب تمويلًا دوليًا لمشاريع ريادية
السميرات: بوابات إلكترونية في مطار ماركا مطلع 2026
النوايسة: الأردن يتقدم 10 مراتب في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية
القبض على حدثين سرقا مصاغات ذهبية وأموالًا من منزل في عمّان
الاقتصاد الرقمي: استكمال رقمنة 80% من الخدمات الحكومية
بدء محاكمة الناشطة التونسية المناهضة للعنصرية سعدية مصباح
الإخوان والهوية الوطنية الأردنية
د.بسام البطوش
Bassam_btoush@yahoo.com
لم يبد الخطاب الاخواني ببعديه الفكري والسياسي اهتماما يذكر بمسألة الهوية الوطنية الأردنية، وذلك له أسبابه، سواء لجهة طبيعة المرجعيات الدينية والفكرية للجماعة، أو لجهة مراعاة التكوين الاجتماعي لها ، إضافة إلى طبيعة تجربتها التنظيمية ،التي أبقت على الالتحام التنظيمي قائما حتى وقت قريب بين جناحيها الأردني والفلسطيني . ومن هنا لم تعن الجماعة على الاطلاق ببلورة الهوية الوطنية الأردنية بوصفها هوية نضالية ينبغي تعزيزها إلى جانب الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة الادعاءات والمخاطر والبرامج الصهيونية، التي تهدد كلتا الهويتين. ولم تحفل الهوية الوطنية الأردنية داخل أطر الجماعة التربوية والتثقيفية والإعلامية والسياسية والنقابية والطلابية بأي اهتمام يذكر، بل جرى التعامل مع من يحاول إبرازها داخل الجماعة بوصفه مثيرا للفتنة أو لشكل من أشكال الثقافة الجاهلية،أما الهوية الفلسطينية فلم يجر التعاطي معها ببعدها الوطني النضالي ،وإنما بوصفها هوية شعب مسلم يواجه عدوانا واحتلالا.
وفي ظل جدل الهوية الدائر عبر عقود في الأردن ،فإن الجماعة بقيت تنأى بنفسها عن هذه المواجهات الفكرية والسياسية ، مفضلة البقاء في المساحة الرمادية ،التي تعلي من شأن الرابطه الدينية بين شعوب الأمة،والتي تنظر للأردن باعتباره " أرض الحشد والرباط" ،المعني بنصرة قضية فلسطين المسلمة،هذه العموميات سمحت للجماعة بالإفلات من وضع النقاط على الحروف فيما يخص تعقيدات العلاقة الأردنية – الفلسطينية . وفي السياق ذاته بقي الموقف الاخواني منشغلا بالحديث إعلاميا عن حق العودة، فيما هو عمليا يرسخ نهج التوطين عبر الموقف والسلوك .
وجاء موقف الجماعة الرافض لقرار فك الارتباط الاداري والقانوني مفضلا للمصالح التنظيمية على حساب المصالح الوطنية الأردنية -الفلسطينية في بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية ، وحماية الهوية الوطنية الأردنية ، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني،ومحاصرة الطروحات الصهيونية حول الخيار الأردني والوطن البديل والدولة البديلة . وتبين أن هذه المخاطر الصهيونية المهددة للهويتين لم تستفز الجماعة ولم تلجئها إلى بلورة تصور فكري - سياسي عملي ينطلق من محددات الواقع ، ويتطلع لمعالجة إختلالاته، ،ويواجه المخاطر المعلنة والخفية .
أما اليوم وفي ظل الضغوط المتصاعدة لإعادة ترسيم المشهد وفقا لخيارات التوطين ، لا نجد سوى تشكيكا إخوانيا بما يسميه المراقب العام "فزاعة الوطن البديل"! ولم نسمع رفضا إخوانيا للضغوط والمطالبات والمواقف الأمريكية المنادية بالتجنيس المكثف . والمدهش أنه في ظل كل التعقيدات والهواجس المعلومة جيدا إخوانيا جاء البيان الأول لشباب24 آذار ذي النقاط الثمان مؤكدا في بنده الثالث على ما سمي (الكثافة السكانية) . كما يجيء التبني الاخواني اليوم للمطالبة بالملكية الدستورية والحكومة المنتخبة في هذه السياقات المثيرة. ولم تأت المقاربات الإصلاحية السياسية التي تقدمها الجماعة في العموم مراعية للخصوصية الأردنية و جدل الهوية وتحدياتها ؟
ما دفعني لهذه المقاربة هو قول الدكتور رحيل غرايبه : "الإصلاح قادم لا محالة, ذلك الإصلاح الحقيقي الذي يحافظ على هوية الأردن الوطنية وروح الانتماء للمشروع العربي النهضوي الكبير " ؛ فللمرة الأولى أقرأ كلاما إخوانيا حول الهوية الوطنية الأردنية !! لكن المعضلة تكمن في كيف نوفق هذا الكلام مع مجمل الخطاب والسلوك العام للجماعة ،إضافة إلى جهلنا بالرؤية الاخوانية إن وجدت لقضية الهوية الوطنية الأردنية بعيدا عن العموميات والتنظير والشعارات،كما أن من حقنا الشعور بأن التطمينات الإخوانية حول رؤيتهم الاصلاحية المحافظة على الهوية الوطنية الأردنية تجيء لتؤكد المخاوف لا لتنفيها .