الدهيسات: من حق المواطنين محاسبتنا والحكومة تقيد قدرات المجلس
عياش: موازنة 2026 يجب أن تكون نقطة تحول لا أرقام تقرأ
عمليات نسف إسرائيلية بالقطاع وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية مع اقتراب الشتاء
توسعة مدرسة إربد الثانوية يعكس اهتمام الحكومة بالمدارس التاريخية
رئيس ديوان المحاسبة يستقبل نظيره السعودي
الارصاد : منخفض جوي قادم للأردن الاربعاء
مجلس النواب يشرع بمُناقشة "موازنة 2026"
صرف صحي في جنوب غرب عمّان بـ 18.4 مليون دينار
جمعية انتاج: عمّان في المرتبة 127 من أصل 146 في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025
6.4 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان
الدفاع المدني يدعو للالتزام بإرشادات السلامة وحماية الأرواح خلال الشتاء
الاحتلال يبدأ بناء حاجز أمني ضخم على الحدود مع الاردن
تحقيق: فيلق أفريقيا الروسي متهم بالاغتصاب وقطع رؤوس المدنيين في مالي
"الخيرية الهاشمية" تواصل توزيع الوجبات في قطاع غزة
أبو غوش: على الحكومة استغلال مباراة الأردن والأرجنتين في كأس العالم 2026 للترويج السياحي
النقابة العامة لأصحاب محلات المجوهرات تناقش حماية السوق ومنع العروض الوهمية
توقيع مذكرة تفاهم بين الخدمات الطبية والبطريركية اللاتينية لدعم أطفال غزة
سامسونج للإلكترونيات تعلن تعيين قيادات تنفيذية جديدة
الغارديان تكشف: إسرائيل تتجسس على قوات أميركية تراقب اتفاق غزة
زاد الاردن الاخباري -
قال عشرات من المدنيين الذين فروا من القتال لوكالة أسوشيتد برس إن "وحدة عسكرية روسية جديدة حلت محل جماعة المرتزقة "فاغنر" ترتكب انتهاكات تشمل الاغتصاب وقطع الرؤوس أثناء تعاونها مع جيش مالي لملاحقة المتطرفين".
وأفاد اللاجئون بأن "فيلق أفريقيا" يستخدم الأساليب نفسها التي كانت تتبعها "فاغنر"، في روايات لم تنشر في وسائل الإعلام الدولية حتى الآن.
وعرض لاجئان مقاطع فيديو لقرى أُحرقت على يد "الرجال البيض"، وقال اثنان آخران إنهما عثرا على جثث أقارب مع فقدان الكبد والكليتين، وهي انتهاكات سبق أن أشارت الوكالة إلى حدوثها في مناطق ارتبطت بـ"فاغنر".
وقال أحد زعماء القرى في مالي -والذي فر من المنطقة- إنها "سياسة الأرض المحروقة، الجنود الروس لا يتحدثون إلى أحد، يطلقون النار على أي شخص يرونه، لا أسئلة ولا تحذير، لا يعرف الأشخاص لماذا يتم قتلهم".
وأصبحت منطقة الساحل الشاسعة في غرب أفريقيا المكان الأكثر دموية بالعالم من حيث نشاط جماعات إسلامية مسلحة، وتحولت الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر من التحالف مع الغرب إلى روسيا طلبا للمساعدة في قتال المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
"عندما حل فيلق أفريقيا محل فاغنر قبل 6 أشهر كان المدنيون المنهكون يأملون بقدر أقل من الوحشية، لكن جميع أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات بحقهم"، كما تقول الأمم المتحدة.
عشرات الشهود
وحققت وكالة أسوشيتد برس وصولا نادرا إلى الحدود الموريتانية، حيث فر آلاف الماليين خلال الأشهر الأخيرة مع تصاعد القتال.
وتحدثت الوكالة مع 34 لاجئا وصفوا عمليات قتل عشوائية وعمليات خطف واعتداءات جنسية، وتحدّث معظمهم -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- خوفا من الانتقام.
وقال زعيم القرية إنهم "نفس الرجال يتقاضون رواتب من الحكومة ويواصلون المجازر، لا فرق بين فاغنر وفيلق أفريقيا".
ولم تعترف السلطات في مالي علنا بوجود قوات فاغنر أو فيلق أفريقيا، لكن وسائل إعلام رسمية روسية نشرت في الأسابيع الأخيرة تقارير من مالي تشيد بـ"فيلق أفريقيا" لدفاعه عن البلاد من "الإرهابيين".
كما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الوحدة تنشط "بناء على طلب السلطات المالية"، وتقدم مرافقة ميدانية وعمليات بحث وإنقاذ وأعمالا أخرى.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة وكالة أسوشيتد برس.
إهانة السكان
كانت الساعة مبكرة في الصباح عندما كانت موجالوا تعد الشاي الأسود الحلو حين سمعت أصوات إطلاق نار، وبعد ثوان توقفت سيارتان أمام خيمتها، وكانتا مليئتين برجال بيض ملثمين يصرخون بلغة أجنبية.
موجالوا -وهي راعية ماشية من شمال مالي- قالت إنها شهدت نصيبها من الفظائع خلال عقد من العنف، لكنها أكدت أن أحدا لم يكن بوحشية هؤلاء الرجال.
وأوضحت أن الرجال وصلوا برفقة جنود ماليين وأمسكوا بابنها كوبادي البالغ 20 عاما، وسأله الجنود الماليون عما إذا كان قد رأى مسلحين، وعندما أجاب بالنفي ضربوه حتى فقد الوعي، ثم ذبحه الرجال أمام عيني وأنا عاجزة عن التدخل.
وأضافت أن الأسرة فرت، لكن المسلحين عثروا عليهم مرة أخرى في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي هذه المرة لم يطرحوا أسئلة، كانوا يرتدون أقنعة وملابس عسكرية، أخذوا كل ما تملكه الأسرة، من الحيوانات إلى الحلي، وكانوا يكررون كلمة واحدة باستمرار هي "بيس"، وهي كلمة روسية مهينة تعني "كلب".
وقالت إنهم جروا ابنتها أخادية البالغة 16 عاما عندما حاولت المقاومة، ثم لاحظوا ابنتها الكبرى فاطمة، فصرفوا النظر عن أخادية.
وأخذوا فاطمة إلى خيمتها، ومن دون تفكير أمسكت موجالوا بيد أخادية وبدأتا الهرب تاركتين فاطمة خلفهما، ومنذ ذلك الحين لم يسمعوا عنها شيئا.
وقالت موجالوا وهي ترتجف "كنا خائفين جدا، نحن نأمل أن تصل إلى هنا في وقت ما".
انتهاكات واسعة
ويقول خبراء إنه من المستحيل معرفة عدد الأشخاص الذين يُقتلون أو يتعرضون للاعتداء في مالي، خصوصا في المناطق النائية، في ظل القيود المتزايدة على وصول الصحفيين وعمال الإغاثة إلى البلاد.
وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في موريتانيا سوكرو جانسيز أوغلو "هناك الكثير من الأشخاص يتعرضون للاغتصاب والاعتداء والقتل، العائلات تتفكك، ولا شك في ذلك"، لكنه أضاف أنه "من الصعب أحيانا تحديد الجناة على وجه الدقة".
وقال هيني نسايبيا -من مشروع مواقع وأحداث النزاعات المسلحة- إن المدنيين تحت ضغط من المسلحين ومن "فيلق أفريقيا" والمقاتلين الماليين، لقد باتوا "بين المطرقة والسندان".
وأضاف أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بأوامر الإخلاء التي تصدرها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" يواجهون أعمالا انتقامية، أما إذا فروا فإن جيش مالي و"فيلق أفريقيا" يعتبرونهم متعاونين مع الجماعة.
وهناك عدد أقل من الجهات الخارجية التي تراقب الوضع، فقد انسحبت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام من مالي في عام 2023 تحت ضغط حكومي.
كما أن انسحاب مالي هذا العام من المحكمة الجنائية الدولية زاد تعقيد الجهود الرامية إلى تتبّع الانتهاكات.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية تحقق في الجرائم الخطيرة المرتكبة في مالي منذ عام 2012 حين بدأت المواجهات مع الجماعات المسلحة.
وقال إدواردو غونزاليس كويفا الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في مالي لوكالة أسوشيتد برس إنه طلب مرتين هذا العام من السلطات العسكرية في البلاد الإذن بزيارة، وأرسل إليها استبيانا، لكنها لم ترد.
وأضاف أن حكومة مالي تعتبر التحقيقات في الانتهاكات المزعومة "غير مناسبة ومضرة بمعنويات القوات"، وذلك في أحدث تقرير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي، مشيرا إلى أن "تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات من قبل جميع الأطراف يتسارع بسبب الإفلات من العقاب".