انطلاق المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز كفاءات تكنولوجيا المعلومات لمعلمي الطفولة في مؤسسات التعليم العالي

انطلاق المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز كفاءات تكنولوجيا المعلومات لمعلمي الطفولة في مؤسسات التعليم العالي

زاد الاردن الاخباري -

انطلقت اليوم الخميس أعمال المؤتمر الختاميّ لمشروع "تعزيز كفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمعلِّمي الطفولة المُبكِّرة في مؤسّسات التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" (ICT4EDU) المدعوم من الاتحاد الأوروبيّ ضمن برنامج "إيراسموس بلس"، في الجامعة الاردنية وبحضور الجامعات الشريكة من الأردنّ ومصر وفلسطين وفنلندا ورومانيا والبرتغال وإيطاليا.

وافتَتح المؤتمر مندوبًا عن رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، عميد البحث العلميّ الدكتور ياسر الريان، الذي أكَّد في كلمته أنَّ المشروعَ يمثِّل نموذجًا رائدًا في تطوير التعليم من خلال تحديث المناهج وتعزيز الثقافة الرقميّة، مُشيرًا إلى دور كليّة العلوم التربويّة في إثراء المساقات وتقديم منهجيّات تدريسيّة حديثة، ما ساهم في تعزيز انخراط الطلبة وجاهزيّتهم المهنيّة، وأتاح لهم التفكير النقديّ وتبنّي هويّة مهنيّة تتماشى مع احتياجات الفصول الدراسيّة المعاصرة.

من جهته، استعرض مسؤول برامج التعليم والتعليم العالي في بعثة الاتحاد الأوروبيّ في الأردنّ فابيان شيفر أهمية التوازن بين الرقمنة وأساليب التدريس التقليديّة، مُشيرًا إلى التجربة السويديّة التي أكَّدت أنَّ التكنولوجيا أداة لتعزيز التعليم وليست بديلًا عن التفاعل الإنسانيّ، وأنَّ التوازنَ وتحديد الأولويّات هما المفتاح لضمان جودة التعليم، خصوصًا في المراحل المبكِّرة التي تبقى فيها مهارات القراءة والكتابة والتفاعل الاجتماعيّ أساسيّات لا غِنى عنها.

وقدَّم مدير مكتب "إيراسموس بلس" الوطنيّ في الأردنّ الدكتور أحمد أبو الهيجاء، عرضًا حول إنجازات البرنامج في المملكة خلال الفترة 2015-2025، حيثُ شمل البرنامج 67 مشروعًا لبناء القدرات في التعليم العالي، و49 مشروعًا للشباب، و20 مشروعًا للتدريب المهنيّ، بالإضافة إلى توفير أكثر من 8600 فرصة حراك أكاديميّ.

وسلَّط الضوء على المشاريع المتعلِّقة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والبالغ عددها 43 مشروعًا، توزَّعت بواقع 24 مشروعًا في التعليم العالي، و11 في قطاع الشباب، و8 في التدريب المهنيّ.

ونيابة عن الجامعات الفلسطينيّة الشريكة، ألقى الدكتور عامر شحادة كلمة جامعة الاستقلال في فلسطين، مثمِّنًا دعم الأردنّ المستمر للتعليم الفلسطيني ودور المشروع في تعزيز الكفايات التعليميّة. فيما أوضح مدير وحدة الشؤون الدوليّة في الجامعة الأردنيّة الدكتور سامح الزبيدي، أنَّ الشراكةَ مع الاتحاد الأوروبيّ عبر "إيراسموس بلس" أصبحت ركيزةً أساسيّة لاستراتيجيّة التدويل في الجامعة. وكشف الزبيدي عن توسّع شراكات الحراك الأكاديميّ من 30 شراكة في عام 2023 إلى أكثر من 90 في عام 2025، ممّا جعل الجامعة رائدة وطنيًّا في هذا المجال.

وقدَّم المنسِّق الإقليمي للمشروع الدكتور أحمد السلايمة، عرضًا موجزًا حول مخرجات المشروع الذي استمرَّ لثلاث سنوات، مُشيرًا إلى أنَّه تمَّ تحديث حوالي 45 مساقًا دراسيًّا لتواكب الممارسات الأوروبيّة المتقدّمة، وإنشاء 4 مراكز تقنيّة، وتجهيز مختبرات حاسوب حديثة في 9 جامعات شريكة في دول الشرق الأوسط. كما نوَّه السلايمة إلى تنظيم ورش عمل تدريبيّة لأعضاء الهيئة التدريسيّة والطلبة في رومانيا وإيطاليا والبرتغال وقبرص، مؤكِّدًا أنَّ الخطوةَ القادمة هي تعميم هذه التجربة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنيّة.

وتضمَّن المؤتمر جلسات نقاشيّة متخصّصة، حيثُ تحدَّث في الجلسة الثانية التي حملت عنوان "الابتكارات والتحديات في التعليم في العصر الرقميّ" الدكتور اخليف الطراونة، مقدّمًا ورقةً حول الانتقال من الوصول الرقميّ إلى التمكين الرقميّ وإعادة تصور تعليم الطفولة المبكِّرة في ظلّ الثورة الصناعيّة الخامسة.

ويذكر أنَّ ICT4EDUI يهدف إلى تعزيز قدرات معلِّمي الطفولة المبكِّرة من خلال دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم العالي، ويضم 13 جامعة شريكة من الأردنّ (الجامعة الأردنيّة، جامعة البترا، جامعة إربد الأهليّة)، وفلسطين، ومصر، بالإضافة إلى جامعات أوروبيّة من إيطاليا والبرتغال ورومانيا وقبرص.

ويعقد المؤتمر 3 جلسات نقاشيّة متخصّصة، حيثُ تناول الدكتور اخليف الطراونة في الجلسة الثانية وتحت عنوان "الابتكارات والتحديات في التعليم في العصر الرقميّ"، موضوع الانتقال من الوصول الرقميّ إلى التمكين الرقميّ وإعادة تصور تعليم الطفولة المبكِّرة في ظلّ الثورة الصناعيّة الخامسة.

كما يُسلِّط المؤتمر الضوء على الابتكارات والتحديات التي تواجه التعليم في العصر الرقميّ، حيثُ ناقش المشاركون طيفًا واسعًا من القضايا المحوريّة، أبرزها تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ والأمن السيبرانيّ للأطفال، كما تناولت الجلسات مفاهيم المرونة الرقميّة وكيفيّة التغلب على القلق التكنولوجي، إلى جانب استعراض استراتيجيّات تطوير المناهج، وسياسات الدمج المدرسيّ، وآليّات تقييم المشاريع الدوليّة وبناء القدرات لضمان جودة التعليم واستدامته.

---