أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
هل للأردني قضية ؟
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام هل للأردني قضية ؟

هل للأردني قضية ؟

03-12-2025 10:55 AM

هذا السؤال الذي يبدو بسيطا لكنه يمتد عميقا في التاريخ السياسي والاجتماعي للدولة الأردنية وفي الوعي الجمعي الذي تشكّل عبر عقود من التحديات والتضحيات ومع أن الدولة الأردنية قامت على شراكة حقيقية بين قيادتها وشعبها إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور خطاب يحاول إعادة صياغة دور الأردني في المشهد الوطني وتصويره وكأنه طرف هامشي أو غاضب أو غير منسجم مع دولته وهو خطاب لا ينشأ من فراغ بل من مصالح متشابكة لقوى تريد إعادة توزيع النفوذ داخل الوطن
هناك من يعمل على إضعاف الأردني عبر روايات مضللة تصور الأردني بأنه في مواجهة مع نظامه أو أنه يعيش انفصالا عن مشروع الدولة أو بأنه حالة تميل إلى الصدام وهذا الخطاب لا يتوقف عند حدود التحليل السياسي بل يتقدم ليصبح جزءا من مشروع يهدف إلى تفكيك السردية الوطنية الأردنية وإعادة تشكيل الهوية على مقاييس لا تمتّ إلى الواقع الأردني بصلة كما قال أحد الباحثين في الشأن الأردني إن المعركة على هوية الأردني ليست معركة فكرية بقدر ما هي معركة على موقعه في الدولة وهوية الدولة نفسها
ولعل من أبرز الشواهد على هذا السعي المنظّم ما جرى لكفاءات أردنية تحمل شهادات عليا لكنها وجدت نفسها في مواقع لا تليق بمؤهلاتها أو بطموحها في الوقت الذي يتم فيه فتح أبواب مؤسسات حساسة أمام أشخاص مرتبطين بتيارات عابرة للحدود لا يعنيها سوى أن ترى الأردن بلا عمق وطني صلب ومن الشواهد كذلك ما تعرض له رجل الأعمال الوطني زياد المناصير الذي حاولت بعض التيارات الليبرالية الرأسمالية إبعاده عن مراكز الفعل الاقتصادي رغم أنه وفر أكثر من أحد عشر ألف فرصة عمل لأردنيين في مجموعته الاقتصادية الكبيرة وهو نموذج لرأس مال وطني ظل حتى اللحظة حريصا على الاستثمار داخل بلده لا خارجه
إن تصوير الأردني على أنه حالة تناهض الحكم أو أنها تعيش قلقا هوياتيا ليس بريئا بل موجها ويخدم رؤية تتقاطع مع مصالح فئات تمارس دور تجار الأوطان هؤلاء الذين لا يترددون في بيع أي سردية أو تبني أي خطاب ما دام يحقق لهم نفوذا أو مكسبا حتى لو كان ذلك على حساب الهوية الأردنية هؤلاء قد يكونون أردنيين أو غير أردنيين وقد يرتبطون بمشاريع خارجية سياسية أو اقتصادية أو إعلامية تعمل على خلق مسافة نفسية بين الأردني ودولته وفي هذا يقول أحد الباحثين العرب إن أخطر ما تتعرض له الدول الصغيرة المتماسكة ليس التهديد العسكري بل التهديد الهوياتي الذي يجعل أبناءها يشكون في موقعهم داخلها
إن قضية الأردني اليوم تتجاوز البعد الاقتصادي أو الاجتماعي لتصل إلى عمق الهوية الوطنية فهناك من يريد للأردني أن يشكك في دوره في مشروع الدولة وأن يتساءل عن موقعه في صناعة القرار وأن يصدق روايات ملفقة حول أن الأردني تحول إلى عبء أو عائق أمام تطور الدولة وهذه الروايات تهدف إلى خلق فراغ وطني يسهل ملؤه بمشاريع لا جذور لها ولا انتماء
إن تغييب الواقع الوطني الحقيقي ومحاولات استبداله بقراءة خارجية مصنوعة هو ما يجعل القضية الأردنية اليوم قضية معقدة إنها قضية دفاع عن السردية الوطنية الأردنية ضد من يحاول تفكيكها قضية دفاع عن دور الأردني في دولته ضد من يريد تحويله إلى مجرد متفرج وقضية دفاع عن هوية سياسية وتاريخية وثقافية امتدت عبر قرن كامل من بناء الدولة الحديثة
نعم للأردني قضية
قضية تتعلق بكرامته ودوره وشراكته مع قيادته قضية تتعلق باستعادة الوعي الوطني من أيدي من يحاولون إعادة كتابته وفق أهواء ومصالح ضيقة قضية تتعلق بأن يظل الأردني في موقعه الطبيعي ركيزة للدولة لا هامشا لها وحاملا لسرديتها لا متفرجا على إعادة صياغتها
وستظل هذه القضية قائمة ما دام هناك من يرى في إضعاف الأردني فرصة وما دام هناك من يعمل على إقصائه أو تشويه صورته وما دام هناك تجار أوطان يسعون لخلخلة العلاقة التاريخية بين الأردني ودولته لكن قوة هذه العلاقة كانت وستبقى أكبر من كل محاولات التشويه والتفكيك








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع