اختتمت، السبت الماضي، بطولة الأردن المفتوحة للجولف في نسختها الـ34، التي أقيمت على ملاعب نادي واحة أيلة في العقبة، محققة العديد من الإنجازات المهمة على الصعيدين الفني والسياحي والاقتصادي، سواء للأردن بشكل عام أو لمدينة العقبة بشكل خاص.

وحظي الحفل الختامي بحضور سمو الأمير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والرياضية البارزة.

وتعد بطولة الأردن للجولف من أقدم وأبرز البطولات في الشرق الأوسط، لما لها من تأثير مباشر على التصنيف العالمي للهواة، إضافة إلى دورها البارز في الترويج للأردن، لا سيما العقبة، كوجهة رياضية وسياحية متكاملة، كما تشكل البطولة جسرا للتواصل الرياضي والثقافي بين الدول العربية، وتمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حضور الجولف العربي على الخارطة العالمية.

وعلى مدار 3 أيام، شهدت البطولة منافسات حامية المستوى وتنافسا قويا بين نخبة لاعبي الجولف من 24 دولة عربية وعالمية، في إطار سلسلة البطولات العربية للجولف وتحت إشراف الاتحاد العربي مباشرة.

ونال التنظيم المميز للبطولة وإقامتها في أجواء مثالية إشادة جميع المشاركين، الذين أثنوا على مستوى التنظيم والاحترافية، ما يعكس التطور الكبير الذي يشهده قطاع الجولف في الأردن.

وأكد نائب رئيس اتحاد الجولف ناصر الشوملي، في تصريحأن البطولة حققت العديد من المكتسبات الفنية والسياحية والاقتصادية، في مشهد يجسد أهمية الرياضة بشكل عام والجولف بشكل خاص في الترويج للأردن.

وقال إن البطولة شهدت مستويات فنية مرتفعة، ما يعكس تطور اللعبة في الأردن، إلى جانب هذا الحضور الخارجي الكبير الذي ساهم في تنشيط الحركة السياحية من خلال جولات المشاركين في المدينة، إضافة إلى قيام الفرق المشاركة بالترويج للعقبة عند عودتهم إلى بلادهم، ما يشير إلى ترويج متميز لثغر الأردن الباسم.

وتميزت البطولة بنسخة 2025، بلحظات لافتة وإنجازات ملهمة، خاصة على صعيد مشاركة السيدات (WAGR)، حيث شكلت منصة مثالية لتألق المواهب النسائية العربية وسط أجواء تنافسية قوية.

ومن أبرز تلك اللحظات تألق النجمة الفلسطينية الصاعدة ياسمين الظاهر، التي احتلت المركز الأول في فئة السيدات، مسجلة ضربة واحدة في الحفرة (Hole-In-One)، في إنجاز يعد الأول من نوعه في تاريخ بطولة الأردن المفتوحة للجولف، ما أضاف بعدا استثنائيا لمسيرتها الواعدة ورفع مستوى الإثارة في مجريات البطولة.

كما أصبحت ياسمين، أول لاعبة فلسطينية تدخل التصنيف العالمي للهواة (WAGR)، لتسطر محطة تاريخية جديدة لرياضة الجولف الفلسطينية، فيما حلت اللبنانية لارا بخور ثانية، وجاءت الأردنية ليليا مجاهد في المركز الثالث.

كما نجحت لاعبة المنتخب السعودي لانا المصباحي، في تحقيق إنجاز شخصي بتسجيل 80 ضربة تحت المعدل للمرة الأولى في مسيرتها، لتثبت حضورها كلاعبة واعدة في مشهد الجولف العربي.

وتشير هذه الإنجازات إلى التطور اللافت الذي تشهده رياضة الجولف النسائية، وتجسد في الوقت ذاته رؤية الاتحاد العربي للجولف في تمكين اللاعبات العربيات وتوسيع قاعدة المشاركة النسوية في البطولات الإقليمية والدولية.

ونجح لاعب المنتخب الوطني محمد الرواشدة، في إحراز لقب فئة الرجال بعد أن قدم أداء مميزا يعكس جاهزيته العالية وإصراره على تحقيق الفوز، ليحسم اللقب عن جدارة واستحقاق متقدما على كل من الصربي ألكسجي ديوكانوفيتش والتونسي مهدي بن يوسف، في منافسة قوية أكدت المستوى الفني الرفيع الذي شهدته البطولة.

وشهدت فئة الرجال إنجازا قطريا بعدما تمكن لاعبه دانييل كوسولوف من إحراز المركز الأول، ليصبح أول لاعب يحقق الفوز في بطولتين متتاليتين؛ إذ توج العام الماضي بلقب فئة الناشئين قبل أن يواصل تألقه هذا العام بحصد لقب فئة الرجال. وحل الإماراتي سام مولان ثانيا، وجاء مواطنه الإماراتي أحمد سكيك في المركز الثالث.

وضمن منافسات فئة الكبار، حقق اللبناني شيخ موس الزين، المركز الأول، وجاء الأردني جو فضلي في المركز الثاني، ونال اللبناني طوني بو سرحال، المركز الثالث.

وتعتبر بطولة "الجولف" محطة استراتيجية ضمن سلسلة الجولف العربية (AGS) المعتمدة من الاتحاد العربي للجولف، حيث تتيح للاعبين العرب فرصة الحصول على نقاط تصنيفية رسمية ضمن نظام الترتيب العربي الجديد، في خطوة تفتح أمامهم آفاقا أوسع للتأهل إلى المنافسات الاحترافية على المستوى الدولي.

وتجسد سلسلة الجولف العربية (AGS) نموذجا ناجحا للتكامل بين الاتحاد العربي للجولف والاتحادات الوطنية في المنطقة، عبر تنظيم بطولات نوعية تسهم في رفع جاهزية اللاعبين العرب، وتوفر منصة تنافسية تواكب المعايير العالمية، وتسهم في صقل المواهب الناشئة ودعم تمثيل الدول العربية على الساحة الدولية.

وانطلقت السلسلة هذا العام بزخم قوي مع بطولة قطر المفتوحة في شباط الماضي، تلتها بطولة الأرز للجولف التي نظمها الاتحاد اللبناني بالتعاون مع الاتحاد الإماراتي، قبل أن تنتقل إلى القاهرة لاحتضان بطولة العرب للناشئين والسيدات، التي شهدت انطلاقة أولى أحداث السلسلة لهذه الفئات، إلى جانب إطلاق التصنيف العربي للسيدات والناشئين، في خطوة نوعية تعزز مسار التطوير الفني والتصنيفي في المنطقة.

ويستمر التقويم في أيلول مع جولة النخبة المغربية في مدينة طنجة، وفي تشرين الأول المقبل، ستستضيف البحرين بطولة "البحرين المفتوحة" للهواة، يليها في مصر كل من بطولة السيدات والناشئين للهواة وبطولة الرجال للهواة.

كما تستعد السعودية لاستضافة بطولة العرب للرجال والرواد، إلى جانب بطولة "الهواة المفتوحة" في الرياض، قبل أن تختتم أجندة الموسم ببطولة كأس الإمارات وبطولة تونس المفتوحة.