الجيش يحبط تهريب كميات كبيرة من المخدرات بواسطة بالونات
غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
تشيلسي يخطف نقطة ثمينة من نيوكاسل
مفاجأة .. عمرو دياب يعلن: "أنا بطّلت أغنّي في أفراح"!
مصر تؤكد رفضها لأي اجراءات أحادية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر
مراقب سياحي اردني يوجه رسالة للرئيس جعفر حسان
مدير إدارة السير يكرّم كوادر فازت بالمراكز الأولى في دورات مرورية متخصصة
مفتي المملكة: اول ايام رجب بعد غد الاثنين
الترخيص المتنقل "المسائي" في برقش غدا
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70925 شهيدا
الرئيس البولندي يحرج زيلينسكي على طريقة ترمب
القاضي: تبني تشريعات متقدمة لمواكبة ثورة الذكاء
إقامة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات وإلغاء بطولة المحليين
زيلينسكي: واشنطن اقترحت محادثات مباشرة ثلاثية مع روسيا في ميامي
الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة
إعلام أميركي: نتنياهو سيطلع ترامب على خطط لضربات جديدة محتملة على إيران
إنجاز علمي أردني .. عيسى برهومة يفوز بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية
"البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية
وزارة الأوقاف تعتمد خطتها الاستراتيجية للأعوام 2026–2030 بعد ورشة عمل موسعة
زاد الاردن الاخباري -
في بيت متواضع بحي الجندي في الزرقاء، كان صوت الكتب والأوراق هذا العام مميزاً وغير عادي. هناك، جلست أم وابنها جنباً إلى جنب، يستذكران الدروس معا، يعيشان القلق ذاته، ويحلمان بنتيجة واحدة. إنها قصة صابرين أبو محفوظ، المرأة التي كسرت كل الحواجز لتعود إلى مقاعد الدراسة مع ابنها محمد، متحدية الزمن والظروف.
قبل أكثر من 17 عاماً، وُلد محمد، لكنه جاء إلى الحياة بظروف صعبة. كانت الصدمة كبيرة على قلب الأم الشابة عندما علمت بأن ابنها يعاني من "استسقاء في الدماغ". منذ تلك اللحظة، اتخذت صابرين قراراً غيّر مسار حياتها: أن تترك كل شيء خلفها لتكرّس جهدها لرعاية طفلها، مانحةً إياه من صحتها وعمرها ما يعينه على مواجهة آلام المرض.
مرت السنوات، وبدأت ملامح الشغف بالعلم تظهر في عينيْ محمد رغم التحديات الصحية. وعندما بلغ الصف العاشر، أطلقت وعداً صادقاً في قلبها: "سأعود للدراسة معك، وسنكمل الطريق معاً". لم يكن الأمر سهلاً؛ فالبيت مليء بالمسؤوليات، وهناك أربعة إخوة آخرون يحتاجون لرعايتها، لكن قلبها كان يعرف طريق النجاح.
صابرين التي كانت انقطعت عن الدراسة بعد الصف التاسع وعادت مع ابنها في الصف العاشر حققت معدلا عاليا لتدرك أن العمر ليس سوى رقم، وأن الأحلام يمكن أن تتجدد.
كانت لياليها الطويلة شاهدة على مشهد نادر: أم وابنها على الطاولة نفسها، يتبادلان الأسئلة، يشجع أحدهما الآخر، ويتقاسمان الخوف من الامتحانات والفرحة بالإنجازات.
ثم جاء العام 2025، عام التوجيهي. يوم إعلان النتائج كان مليئاً بالتوتر.
حققت صابرين معدل 84%، بينما نال محمد 54%. قد يرى البعض أن هذه الفجوة في الأرقام تمثل خيبة، لكنها بالنسبة لصابرين كانت بداية لمرحلة جديدة. بابتسامة دافئة، التفتت إلى ابنها وقالت: "سنواصل العمل معاً، وسنرفع معدلك، وسندخل الجامعة معاً، إما في الشريعة أو المحاماة، كما حلمنا".
زوجها، عبد الله أبو محفوظ، الذي كان في البداية يشكك في قرارها بالعودة للدراسة، أصبح أحد أكبر الداعمين لها، وفق ما أفاد وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قائلا بفخر: "مواءمتها بين البيت والدراسة ليس بالأمر السهل، لكنها أثبتت أن المستحيل ممكن".
قصة صابرين ومحمد ليست مجرد خبر عابر، بل هي رسالة إنسانية تستحق الذكر. الفريق بحاجة إلى دعم المجتمع، سواء كان ذلك معنوياً أو تعليمياً، لمواصلة حلمهما معاً. إن دعم أم مكافحة وابن يواجه تحديات صحية وتعليمية ليس منّة، بل هو استثمار في الأمل والعزيمة.
تتجاوز رسالة صابرين حدود الزمان والمكان: "لا تنتظري الظروف، اصنعيها لأن العمر ليس حاجزاً، بل جسرٌ نعبره نحو تحقيق الأحلام". هذه الكلمات تلخص القوة والإرادة الكامنتين في كل شخص يسعى للوصول إلى هدفه، مهما كانت التحديات.