“المتهم المفترض فلسطيني والجاني الحقيقي برتغالي” .. حركة “ميغا-ترامب” تطلق اتهامات مسبقة حول إطلاق النار في جامعة براون
وزير الخارجية الاميركي : سنصدر إعلانات بشأن الإخوان المسلمين الأسبوع المقبل
الخلايلة يحسم الجدل حول رفع اشتراك الضمان
الكرك .. العثور على الشاب ماهر الرتيمات متوفى
صحيفة عبرية: نتنياهو يخطط لفرض فتح "معبر رفح باتجاه واحد
ياسر محمود عباس يقود حملة لبيع الاف العقارات لمنظمة التحرير في لبنان والأردن
إضاءة شجرة عيد الميلاد في الزرقاء تعكس قيم التسامح والوئام في الأردن
الأغوار الشمالية: إصابتان إثر حادث تصادم بين دراجة نارية ومركبة في منطقة وقاص
فيديو جديد يكشف الحقيقة .. النشامى لم يرفضوا مصافحة مدرب المنتخب المغربي
كتلة مبادرة النيابية تدعو للثقة بالمؤسسات العامة وحرصها على الرقابة - صور
حزب أمام اختبار وجودي: قبول استقالة 642 عضوًا من المدني الديمقراطي يكشف أزمة
الأرصاد: لا حالات مطرية حتى نهاية الأسبوع القادم
قصف إسرائيلي يستهدف حفل زفاف في مركز إيواء شرق غزة ويوقع 6 شهداء و5 مصابين- (فيديو)
الأردن يرحب بقرار تعيين برهم صالح مفوّضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
روبيو: الهدف الفوري في السودان هو وقف الأعمال القتالية قبل العام الجديد
تحذير ألماني .. ألعاب الأطفال قد تحتوي على مواد مؤثرة على الهرمونات
الجيش يحبط تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة
المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على الحدود وتقبض على المتسللين
القبض على رأس شبكة لصوص المتحف الوطني في دمشق
زاد الاردن الاخباري -
مع انتهاء شهري التوعية بالصحة النفسية، والصحة النفسية للرجال، لا ينبغي أن يتوقف النقاش حول الصحة النفسية، خصوصًا في جنوب أفريقيا، حيث أصبحت الأزمة النفسية أشبه بوباء صامت، يتفاقم على خلفية تحديات اجتماعية واقتصادية خانقة.
الرجال، بشكل خاص، يُمثّلون فئة أقل تمثيلًا في إحصاءات الصحة النفسية. ليس لأنهم لا يعانون، بل لأنهم غالبًا لا يطلبون المساعدة. وعندما يستجيبون للضغوط النفسية، فإن ذلك يظهر في سلوكيات متطرفة كتعاطي المخدرات، والعزلة، والانتحار.
في كتابهما "المال والصحة النفسية والهيب هوب"، تُحلل الدكتورة بيكي إنكستر والدكتور أكيم سولي كيف تجسد موسيقى الهيب هوب، خصوصًا على ألسنة فنانين ذكور في الغرب، الأعباء النفسية للفقر والضغط الاقتصادي. تُشير السرديات في الأغاني إلى الاكتئاب، واليأس، والانتحار في حالات متطرفة – وهي تجارب يجدها كثيرون في جنوب
أفريقيا مألوفة بشكل مقلق.
رغم تركيز الدراسة على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن أوجه الشبه مع جنوب أفريقيا واضحة: رجال محاصرون بالفقر وقلة الفرص، يواجهون ضغوطًا وجودية تؤدي إلى تدهور نفسي شديد.
تُعد أفريقيا القارة الأعلى في معدلات الانتحار، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويبلغ المعدل في جنوب أفريقيا 11 لكل 100,000، لكن المعدل بين الرجال وحدهم يصل إلى 18، أي أعلى بكثير من المعدلات العالمية.
في عام 2019، سُجّلت في البلاد 13,774 حالة انتحار، بينها أكثر من 10,800 حالة بين الرجال. وارتفع المعدل في 2021 بنسبة 18%، ما يعكس خطورة الوضع.
عالمة النفس مانديسا ميريلداه ماشابا، من جامعة ستيلينبوش، وثقت في بحث أكاديمي أن كثيرًا من الرجال الذين قابلتهم ذكروا معاناتهم من الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل. لكنهم لم يطلبوا المساعدة إلا بعد الوصول إلى مرحلة الانهيار، أو محاولة الانتحار.
في بلدٍ يعاني من فجوات عميقة في الرعاية الصحية، يصبح العلاج النفسي بعيد المنال:
التكلفة: تتراوح تكلفة الجلسة بين 600 و1800 راند، وهو مبلغ لا يمكن تحمّله بالنسبة لمن يعجز عن تأمين احتياجات أسرته الأساسية.
الندرة: لا يوجد سوى 2.6 أخصائي نفسي لكل 100,000 نسمة.
التأخر: حتى في النظام العام، قد ينتظر المريض شهورًا للحصول على موعد.
الوصمة: لا يزال كثير من الرجال يعتبرون العلاج النفسي أمرًا غريبًا وغير مألوف، ويفضّلون الصمت أو الهروب إلى الكحول والعمل المفرط.
لا يمكن فصل الأزمة النفسية عن الواقع الاقتصادي في البلاد. فالعلاج، على أهميته، لا يستطيع بمفرده علاج اقتصاد منهك أو إنهاء البطالة. المطلوب تغييرات هيكلية: خلق فرص عمل، واستثمار اجتماعي، وإعادة بناء البنى التحتية، وتقديم الدعم للأسر الفقيرة.
الرجال الذين يُتوقّع منهم إعالة أسرهم يجدون أنفسهم عاجزين عن تلبية هذا الدور، فيفقدون هويتهم المجتمعية، ويقعون فريسة للقلق والاكتئاب. لا يمكن حل هذه المعادلة بالعلاج فقط.
أزمة الصحة النفسية لدى الرجال في جنوب أفريقيا ليست مجرد قضية طبية، بل قضية اجتماعية واقتصادية في جوهرها. إن إعادة تشكيل الخطاب العام حول الصحة النفسية لتشمل العدالة الاقتصادية والفرص المتكافئة، هو خطوة ضرورية لتحقيق التغيير الحقيقي.
فحتى ذلك الحين، سيبقى كثيرون يعانون في صمت، وسيظل النظام الصحي يعالج الأعراض... بينما يواصل المرض الحقيقي الانتشار بلا رادع.