المنتخب المغربي يتقدم على النشامى بهدف (تحديث مستمر)
انطلاق صافرة بداية نهائي كأس العرب بين الأردن والمغرب
الصفدي: الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك ترتكز إلى مبادئ ومواقف صلبة
الأمم المتحدة: 55 ألف عائلة تأثرت بالأمطار والعواصف الأخيرة في غزة
بعد مصر .. إسرائيل تجري مفاوضات لصفقة غاز مع سوريا
السفارة الاميركية بالاردن: كل التوفيق للنشامى في مباراة اليوم!
الأمير حسين والأميرة رجوة يصلان لملعب نهائي العرب
لوسيل جاهز لنهائي العرب
الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب
مظلات ومعاطف المطر لجماهير الأردن والمغرب بنهائي العرب
الهند توقع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سلطنة عمان
مدير الحسين للسرطان يحذّر من تقارير طبية مزوّرة ودعوات تبرع مضللة
إصابة 13 شرطياً إسرائيلياً بمواجهات مع الحريديم في القدس
مصرف سورية المركزي: لا موعد رسميا لإطلاق العملة الوطنية الجديدة
"التدريب المهني" تختتم دورة متخصصة في السلامة المهنية
وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد في الأغوار الشمالية
رسميا .. تأجيل مباراة السعودية والإمارات حتى إشعار آخر
اختتام أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في عمان
الحكومة: بدء إعداد برنامج تنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات
زاد الاردن الاخباري -
لم يكن أكثر المتابعين لسيل الفتاوى الشاذة، يتوقع أن تخرج واحدة من أبرز أستاذات الفقه لتُفجر تصريحا صادما، حول أن تدخين الحشيش ليس حراما.
وذهبت الدكتورة بجامعة الأزهر سعاد صالح، إلى أن الحشيش لا يُذهب العقل كالخمر، فكانت هذه الكلمات القليلة، كفيلة بإشعال موجة من الجدل، لم تقف عند حدود الجدل الديني، بل وصلت إلى الأوساط الطبية التي هبت، لا للدفاع عن النصوص، بل للدفاع عن العقول والقلوب والرئتين.
وفي أحد تقارير الإدمان الصادرة عن مراكز علاج الإدمان في الولايات المتحدة في مايو/ أيار الماضي، بدا المشهد مختلفا عن الصورة المروجة، والتي يدعمها تصريح أستاذة الفقة المقارن، فالحشيش، وفق هذا التقرير، ليس مجرد "نبتة طبيعية"، بل مركب مخدر يحمل بين أوراقه المجففة مفعولا نفسيا يُخدر الذاكرة، ويُبطئ الإدراك، ويُربك الوظائف العقلية، بل ويسرق سنوات من وعي الإنسان دون أن يشعر.
وبين من يظنه "ملاذا آمنا" وبين من يراه "حرية شخصية"، تحذر الحقائق العلمية التي أوردها التقرير من اللعب بالنار، فالحشيش يدمر كل ما يمر به، من الرئتين إلى خلايا المخ، ومن نبض القلب إلى مستقبل الطفل في رحم أمه.
ولم يعد الأمر مجرد شكوك علمية، بل دراسات صريحة وجدت أن من يتعاطى الحشيش، حتى دون سجل مرضي سابق، معرض بنسبة تفوق 29% لخطر الإصابة بأزمات قلبية، كما تقول دراسة نشرت مؤخرا بمجلة "القلب".
وتكمل هذه الدراسة المشهد المقلق حين تؤكد أن تعاطي الحشيش، سواء عن طريق التدخين أو الأطعمة، يقلل من كفاءة الأوعية الدموية إلى حد يشبه آثار التبغ، بل قد يتجاوزها، والأخطر أن ذلك يحدث بصمت، دون أعراض فورية، وكأن الجسد ينهار من الداخل في هدوء القنبلة المؤقتة.
والأمر لا يتوقف عند القلب، فوفق تقرير آخر صادر عن مراكز علاج الإدمان في الولايات المتحدة، فإن المخ أيضا في مرمى الضرر، خاصة عند المراهقين، فاستخدام الحشيش في سن مبكرة يُحدث اضطرابات في الذاكرة، ويُضعف القدرة على التعلم، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والذهان والفصام، بل قد يجر صاحبه إلى إدمان طويل الأمد، فليست كل النشوات متشابهة، فبعضها يبدأ بـ"سحبة" وينتهي بسحب الإنسان من حياته الطبيعية إلى حياة أخرى، تتقاسمها الهلاوس والانفصال عن الواقع.
ليست نبته طبيعية
الغريب أن بعض المدافعين عن هذه النبتة يلوحون بعبارة "هي طبيعية"، لكن الطبيعة لا تعني الأمان، فبين فطر سام وعقرب قاتل وأفيون يقتل آلاف الأرواح، تتكلم الطبيعة بلغات لا نفهمها، ويترجمها العلم فقط، لا العاطفة. بل إن العلم نفسه يحذر من أن الحشيش اليوم لم يعد هو الحشيش الذي عرفته الأجيال القديمة، فقد تطورت تراكيبه، وارتفعت فيه نسبة مركب "تتراهيدروكانابينول" إلى مستويات قد تفوق 10 أضعاف ما كانت عليه قبل عقود، ما يجعل تأثيره أقرب إلى القنبلة الكيميائية منه إلى النبتة المخدرة.
وبعد كل هذه التقارير والتحذيرات، يبدي الدكتور محمد سالم، أستاذ علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا استغرابه من التصريحات المتساهلة مه هذا المخدر، قائلا لـ"العين الإخبارية": "ما نراه الآن هو موجة تضليل خفية، فالناس يظنون الحشيش آمنا، لأنه قانوني في بعض الدول أو لأنه طبيعي، لكننا نرى شبابا يُنقلون إلى المستشفيات بأعراض نفسية وقلوب منهكة بسبب ما يُسمى نبتة مريحة".
فهل يكون ذلك كافيا للتحذير من فتح باب الإباحة الشرعية للمخدر، والذي لن يغلق بسهولة، هذا ما يتمناه سالم، ووجه حديثه لأصحاب تلك القتاوى: "أنتم لا تفتون في الأحكام فقط، بل تفتون في صحة أجيال كاملة".