غزة بين الجوع والنار.. نازحون جائعون تحت قصف لا يرحم- (صور وفيديو)

غزة بين الجوع والنار .. نازحون جائعون تحت قصف لا يرحم- (صور وفيديو)

زاد الاردن الاخباري -

لا يزال الجوع ينهش أجساد سكان قطاع غزة الذين باتوا يكافحون للبقاء على قيد الحياة في ظل حرب طاحنة وحصار خانق. فقد تحوّل آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام ومراكز إيواء إلى “جثث متحركة” تنهكها المجاعة والأمراض الناتجة عن سوء التغذية، في وقت يواجهون فيه خطر الموت تحت القصف الإسرائيلي المستمر.

العدس والأمعاء الخاوية

أكدت عائلات عديدة أكدت لـ”القدس العربي” أن الوضع الغذائي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. أحد أرباب الأسر قال إنه أمضى يومين كاملين يتناول مع أسرته طبقاً من العدس المطبوخ بالماء فقط لإطالة الكمية، بعد نفاد آخر كيس دقيق وعدم القدرة على شراء آخر بسبب الأسعار الخيالية. وأضاف أن أطفاله يبكون ليلاً من شدة الجوع، دون أن يتمكن من تأمين حتى كسرة خبز تسكت أنينهم.

بدورها، قالت إلهام محسن إنها تعطي نصف رغيف الخبز القليل الذي تحصل عليه لطفلها علّه يشبع، بينما تعاني هي من دوار دائم بسبب قلة الطعام، وسط جهود يومية مضنية لإتمام الأعمال المنزلية يدوياً في ظل توقف الكهرباء والخدمات.

وباتت موائد معظم الأسر الفقيرة لا تحتوي إلا على العدس أو الفاصوليا المطهوة على النار، أو القليل من الخبز مع “الدقة” وهي خليط من القمح المحمص المطحون مضاف إليه منكّهات بسيطة. ومع دخول عدد محدود من شاحنات المساعدات، أكدت الأسر أن الوضع لم يتغير، بل إن توقف عمل الكثير من “التكايا” الخيرية زاد من حدة المجاعة، وأصبح الحصول على وجبة عدس أو معكرونة مسألة صعبة.

نقطة في بحر

وتواصل إسرائيل الترويج لدخول شاحنات إغاثة محدودة عبر معبري كرم أبو سالم وزيكيم، في محاولة للتقليل من حدة الانتقادات الدولية المتزايدة ضدها، بينما تؤكد الوقائع أن الكميات لا تكفي احتياجات حي واحد في غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن نصف مليون كيس دقيق أسبوعياً لتفادي الانهيار الإنساني، محذراً من الترويج لمعلومات مضللة حول إدخال مساعدات كافية.

تواصل إسرائيل الترويج لدخول شاحنات إغاثة محدودة عبر معبري كرم أبو سالم وزيكيم، في محاولة للتقليل من حدة الانتقادات الدولية المتزايدة ضدها، بينما تؤكد الوقائع أن الكميات لا تكفي احتياجات حي واحد في غزة

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن المساعدات القليلة التي تصل “غير كافية إطلاقاً للحد من المجاعة أو دعم عمليات إنقاذ الأرواح”، في ظل استمرار أوامر التهجير ومنع إدخال المواد الأساسية، بما في ذلك حليب الأطفال.

الأونروا: العائلات تنهار

أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن الأسر لم تعد قادرة على التكيّف وهي تنهار يوماً بعد يوم. وكشف أن طفلا من كل خمسة أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية. وذكر أن لدى الأونروا ستة آلاف شاحنة محملة بالمساعدات جاهزة في الأردن ومصر لكنها تنتظر إذن الدخول.

وقال لازاريني إن العاملين الإنسانيين أنفسهم باتوا يواجهون الجوع ويغمى عليهم أثناء أداء واجباتهم بسبب تناولهم وجبة واحدة بالكاد في اليوم، موضحاً أن “عندما لا يتمكن القائمون على الرعاية من العثور على ما يكفي من الطعام، فإن النظام الإنساني كله ينهار”. وأضاف: “سكان غزة ليسوا أمواتاً ولا أحياء، بل جثث متحركة”.

من جانبه، قال أدوارد بيجبيدير، المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الأطفال يموتون من الجوع أمام أنظار العالم، موضحاً أن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع بنسبة 54% خلال أقل من ثلاثة أشهر، ليصل إلى 80 طفلاً منذ إبريل الماضي.

استشهاد مدنيين في مراكز الإيواء

على الأرض، واصلت قوات الاحتلال استهداف النازحين في الخيام ومراكز الإيواء. فقد استشهد ثلاثة مواطنين، بينهم الصحافي آدم أبو هربيد، في غارة استهدفت خيمة نزوح في سوق اليرموك وسط مدينة غزة، ليرتفع عدد الصحافيين الشهداء منذ بدء الحرب إلى 232 وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

كما استشهد خمسة مدنيين وأصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف مدرسة القاهرة التي تؤوي نازحين بحي الرمال. وظهر طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره في مشهد صادم وهو فاقد ذراعه ممدداً على الأرض في ساحة المستشفى الذي عجز عن استيعاب أعداد الجرحى.

وفي سلسلة هجمات أخرى، استشهد وأصيب مدنيون في غارات على أحياء التفاح والشوا والنصر والزيتون، وفي قصف خيمة فوق مدرسة الرمال الإعدادية، فيما لقي طفل مصرعه جوعاً داخل المستشفى المعمداني.

القصف والنسف مستمران

واصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي العنيف وأعمال نسف المنازل شرق وجنوب مدينة غزة، وتركز القصف على أطراف الشجاعية والتفاح والزيتون ومناطق التوغل شمال القطاع وبلدات النصيرات والبريج ودير البلح. كما واصلت الطائرات الحربية استهداف مخيمات النزوح والأحياء السكنية.

وفي خان يونس، استشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل في سلسلة هجمات على أحياء متفرقة، بينما أعلن الدفاع المدني عن إجلاء إصابات من مسجد النور إلى مستشفى ناصر. كما أجبر الاحتلال معظم سكان خان يونس على النزوح القسري إلى منطقة المواصي الساحلية.

المجاعة تحصد أرواحاً جديدة

في ظل هذا الواقع، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة تسعة مواطنين خلال 24 ساعة بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 122 وفاة بينهم 83 طفلاً. وتشكو الطواقم الطبية من انعدام الغذاء اللازم لها أيضاً مما يحد من قدرتها على تقديم الرعاية الصحية.

وأكد سام روز، مدير شؤون الأونروا في غزة، أن مليون طفل ومليون امرأة يشاهدون ذويهم يتضورون جوعاً أمام أعينهم، مطالباً بدخول المساعدات دون قيود.

المقاومة ترد

ميدانياً، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها للهجمات، إذ أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية شمال خان يونس بقذيفة “الياسين 105″، فيما بثت سرايا القدس مشاهد لتفجير حقل ألغام بآليات إسرائيلية متوغلة شرق دير البلح.

---