أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ارتفاع طفيف على درجات الحرارة مع بقاء الأجواء باردة في معظم المناطق سمر نصار: سلامي جزء من مشروع ممتد وكأس العرب محطة نحو كأس العالم وآسيا ملفات شائكة على طاولة العماوي: من ديون البريد إلى تجاوزات الأراضي وكورونا (وثائق). المفوضية السامية: توقع عودة مليون لاجئ سوري خلال 2026 وأكثر من 4 ملايين خلال عامين الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية الأردن .. الأرصاد: أجواء باردة وتحذير من تشكل الضباب ليلاً الأردن والسعودية يبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال للمرحلة الثانية وزير الطاقة الإسرائيلي: قد نضطر لاستخدام القوة لنزع سلاح حماس الجمارك تمدد دوام مديرية القضايا لتسهيل الاستفادة من إعفاءات الغرامات بيان صادر عن اللجنة الاستشارية الخاصة بأراضي شركة مصانع الإسمنت الأردنية – الفحيص استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع إجراءات قانونية بحق متسولين ينتحلون شخصية عمال الوطن اتفاقيات هشّة .. لماذا انهارت بعض صفقات السلام التي أبرمها ترامب؟ القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام نظرية أصحاب الحقوق المنقوصة" .. عندما...

نظرية أصحاب الحقوق المنقوصة" .. عندما تتحول المواطنة إلى ترف مشروط

05-07-2025 10:47 AM

بقلم: المحامي محمد عيد الزعبي - في دولةٍ تدّعي التزامها بالدستور، واحترامها للمواطنة، وضمانها للحقوق، لا يجوز أن يُطرح – ولو همسًا – مفهوم "الحقوق المنقوصة" لأي فئة من فئات الشعب.
لكننا، وعلى نحوٍ مستفز، سمعناها من رجل دولة سابق، واقتصادي مخضرم، ووزير شغل مواقع عدة... الدكتور جواد العناني، الذي ما انفك يلمّح – بل يصرّح أحيانًا – بأن هنالك فئات من المواطنين "لا يحق لهم كل شيء"، وأنَّ المواطنة عندهم محكومة بالسلوك، أو التاريخ، أو الهوية الأصلية، أو "الظروف".

هكذا، ببساطة، تتحول المواطنة من حق دستوري ثابت إلى امتياز مؤقت مشروط، وتصبح الهوية الوطنية سلعة قابلة للتجميد، أو حتى المصادرة، بموجب مزاج سياسي أو تخمين أمني.

المواطنة ليست وجهة نظر

الدستور الأردني، في مادته السادسة، كان حاسمًا لا يحتمل التأويل:

> "الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين."

لكن خطاب العناني وأمثاله يختصر الوطن إلى طبقتين:

طبقة "الأصيلين"، الذين تُمنح لهم الدولة بكل ما فيها.

وطبقة "المتَّهمين الدائمين"، الذين يجب أن يثبتوا – كل يوم – أنهم ليسوا خطرًا، ولا عبئًا، ولا غرباء.

هؤلاء يُطلب منهم أن يضحّوا، ويعملوا، ويدفعوا الضرائب، ويؤدوا الخدمة، ولكن حين يطالبون بحقوقهم يُقال لهم: "حقوقكم منقوصة... لأسباب خاصة."

أي عبثٍ هذا؟

نظرية "الحقوق المنقوصة": خطر على الدولة نفسها

إن ما يطرحه العناني، وإن بدا أكاديميًا أو حذرًا سياسيًا، يُعدّ تهديدًا مباشرًا لركائز الدولة الحديثة.
فهو يقوض:

مبدأ سيادة القانون.

مبدأ الوحدة الوطنية.

مبدأ المساواة الذي يُعد حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي محترم.

ثم يأتي السؤال الأهم: من الذي يملك الحق في تصنيف المواطنين؟ ومن خول بعض المسؤولين أن يكونوا قضاة نوايا وولاة على ضمائر الناس؟

إن هذه النظرية، وإن بدت "مخففة" لغويًا، إلا أنها تُشرعن الإقصاء والتهميش وسحب الحقوق، وتفتح الباب لقرارات تعسفية، كالتي رأيناها في سحب الجنسية من مواطنين دون محاكمة، ودون سند قانوني واضح، وتحت ذرائع فضفاضة مثل "المصلحة العليا للدولة".

الوطن ليس نادياً خاصاً

الوطن ليس نادياً خاصاً بعضويّة محددة، ولا شركة مساهمة لا يدخلها إلا "الموصى بهم".
الوطن شراكة... عقد اجتماعي وسياسي، لا يُفكك إلا بانهيار الدولة نفسها.

إن من عاش على هذه الأرض، وانتمى لها، وأخلص لها، لا يجوز أن يوضع على "لائحة انتظار الاعتراف"، ولا أن يُعامل كضيف مشكوك فيه، أو كقنبلة موقوتة.

ولذلك، فإن الرد الحقيقي على نظرية "الحقوق المنقوصة" يجب أن يكون شعبيًا، قانونيًا، وسياسيًا، عنوانه:

لا مساومة على المواطنة. لا انتقاص من الحقوق. لا تمييز بين المواطنين.

نقولها صراحة: كفى، دكتور جواد.
المواطنة ليست وجهة نظر،
وليست "خطة اقتصادية"،
وليست أداة لضبط التوازنات.
المواطنة هي جوهر الدولة.

ومن ينتقص منها، يهدم أساسها.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع