أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن

حين تصبح الهدنة لعبة سياسية شعب غزة يدفع الثمن

05-07-2025 10:18 AM

مرة أخرى يقف قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية جديدة في ظل ما أعلنته إسرائيل عن قبولها المبدئي لهدنة مؤقتة تبدأ يوم الاثنين وتمتد لستين يومًا وسط ضغوط أمريكية تقودها إدارة ترامب السابق الذي يحاول من جديد تصدير نفسه كوسيط سلام بينما تتساقط على غزة القنابل التي خلّفت حتى اللحظة أكثر من ستين شهيدًا خلال يومين فقط من القصف المكثف حسبما أوردت وكالة أسوشيتد برس [AP News]

إسرائيل التي تروّج للهدنة بوصفها بادرة إنسانية تواصل في الوقت ذاته تنفيذ سياسة الأرض المحروقة وتدمير ما تبقى من بنية غزة التحتية مستغلة انشغال العالم بلغة المبادرات والوساطات وفي حقيقة الأمر فإن الاحتلال يستخدم مقترح الهدنة كغطاء مؤقت لإعادة ترتيب صفوف جيشه وامتصاص الغضب الدولي ومنح المجتمع الدولي وهمًا بأن هناك مسارًا سياسيًا مفتوحًا بينما تبقى نواياه الحقيقية متمثلة في استكمال مشروعه بتفكيك المقاومة وإنهاء أي وجود سياسي أو عسكري لحماس والفصائل في غزة كما نقلت صحيفة هآرتس في تقاريرها الأخيرة [Haaretz]

غير أن المعضلة لا تكمن فقط في تعنّت الاحتلال وتوظيفه للهدنة كورقة تكتيكية بل في أداء حماس السياسي الذي بات مثار تساؤلات جدية في الأوساط الفلسطينية والعربية على حد سواء فالحركة التي قدّمت نفسها منذ سنوات طويلة بوصفها رأس حربة المقاومة ضد الاحتلال تبدو اليوم غارقة في حسابات ضيقة وغير واقعية تصر على التعامل مع الهدنة بصفقات الشعارات لا بميزان المصلحة الوطنية الفلسطينية ترفض المبادرات دون أن تقدّم بديلاً عمليًا ينقذ أرواح الأبرياء أو يخفف من هول الكارثة الإنسانية الماثلة أمام سكان القطاع المحاصر

إن الخطاب المتعالي الذي تصر قيادة حماس على تسويقه بأن الحركة خرجت منتصرة أو أن الاحتلال بات يترنح تحت ضرباتها بات خطًا دعائيًا منفصلًا عن الواقع الميداني خاصة وأن الاحتلال يسيطر اليوم على أكثر من 75٪ من قطاع غزة ويواصل التقدم العسكري بوتيرة متصاعدة دون أن تحقق المقاومة أي إنجاز ميداني نوعي يفرض على العدو تراجعًا ملموسًا ما يزيد من مأساوية المشهد أن هذا الخطاب لا يقدّم للغزيين سوى مزيد من الدماء والدمار مع غياب رؤية استراتيجية واضحة لكيفية الخروج من المأزق الراهن أو بناء موقف سياسي موحد مع بقية الفصائل الفلسطينية

في المقابل لا يمكن بحال إعفاء إسرائيل من مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية الكاملة عمّا يجري فالكيان الغاصب يواصل منذ أكثر من سبعة عقود ممارسة سياسات البطش والعدوان وينتهك كل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية مستغلًا غطاء أمريكيًا وغربيًا يجعل من دماء الفلسطينيين وقودًا لمشاريعه الاستيطانية والعسكرية في كل مرة يُطرح فيها مقترح هدنة يحرص الاحتلال على تفصيله بما يخدم مصالحه الآنية دون أي التزام حقيقي بإنهاء الحصار أو التقدم نحو تسوية سياسية جادة تحفظ الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين في الحياة والكرامة

الهدنة المقترحة اليوم ليست أكثر من استراحة مؤقتة يسعى كل طرف لاستثمارها بما يخدم مصالحه الضيقة إسرائيل تريد تهدئة الجبهات وتلميع صورتها دوليًا وحماس تريد إنقاذ خطابها السياسي المتصدع على أنقاض القطاع المنكوب وبين هذا وذاك يبقى شعب غزة وحيدًا في مواجهة مشهد عبثي يدفع فيه أثمانًا باهظة من دماء أبنائه ومستقبل أجياله

الحل الحقيقي لا يكمن في صفقات هدنة مؤقتة أو شعارات فارغة بل في بناء موقف فلسطيني موحد يملك رؤية سياسية واضحة تقف أمام آلة العدوان وتخرج غزة من دائرة الحسابات التكتيكية إلى مسار استراتيجي حقيقي يعيد للقضية الفلسطينية حضورها وفاعليتها في الوجدان العربي والدولي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع