رفض فلسطيني عربي لتصريحات وزير القضاء الإسرائيلي الداعية لضم الضفة الغربية- (بيان)

رفض فلسطيني عربي لتصريحات وزير القضاء الإسرائيلي الداعية لضم الضفة الغربية- (بيان)

زاد الاردن الاخباري -

أثار تصريح وزير القضاء الإسرائيلي، ياريف ليفين، بشأن ضرورة فرض “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية، ردود فعل فلسطينية وعربية غاضبة، وسط تحذيرات من خطورة هذه الدعوات على السلم الإقليمي والقانون الدولي.

وخلال لقائه برئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة المحتلة، يوسي داغان، قال ليفين: “حان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”، مضيفًا أن “هذه الفترة تمثل فرصة تاريخية يجب ألا تُهدَر”، في إشارة إلى السعي لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وأوضح ليفين أن “موقفه صارم في هذا الشأن”، معتبرًا أن تطبيق السيادة يجب أن يكون على رأس قائمة الأولويات.

وفي المقابل، أعرب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” عن إدانته الشديدة لتصريحات ليفين، معتبرًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتحريضًا مباشرًا على خرق التزامات إسرائيل الدولية، بوصفها قوة احتلال.

وأكد المركز أن تصريحات الوزير لا تمثل مجرد مواقف سياسية، بل تشكل خرقًا للقواعد الآمرة في القانون الدولي التي تحظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة وتجرّم الضم، وتُعدّ باطلة قانونيًا ولا تُنتج أي أثر على الوضع القانوني للأرض المحتلة.

وذكّر المركز بأن الضفة الغربية، بما فيها القدس، أراضٍ فلسطينية محتلة منذ عام 1967، وفقًا لقرارات مجلس الأمن، التي تطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة، وترفض الاستيلاء على الأرض بالحرب.

وفي رد عربي رسمي، أعرب الأردن مساء الأربعاء عن “رفضه القاطع وإدانته” للدعوات الإسرائيلية إلى ضم الضفة الغربية، ووصفت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات وزير القضاء الإسرائيلي بأنها “خرق فاضح للقانون الدولي، واعتداء مرفوض على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، أن الدعوات لضم الضفة تعكس سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وممارساتها اللاشرعية، من اقتحامات واستيطان وتوسع استعماري.

وأشار إلى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا واضحًا لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، الذي يطالب بوقف الاستيطان ويؤكد عدم شرعيته.

وأضاف القضاة أن هذه السياسات تخالف أيضًا الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في يوليو/تموز 2024، والذي شدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وعدم قانونية بناء المستوطنات وبطلان جميع إجراءات الضم.

وحذر القضاة من تبعات استمرار إسرائيل في سياساتها التصعيدية، مؤكدًا أن “جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية وباطلة”، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة وانتهاكاتها في الضفة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ودعم حقه في إقامة دولته المستقلة.

وأدانت مصر، مساء الأربعاء، دعوات مسؤولين إسرائيليين إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، وطالبت بإنهاء انتهاكات تل أبيب بحق الشعب الفلسطيني.

وقالت الخارجية المصرية في بيان إن بلادها تدين “التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين الداعية لضم الضفة الغربية المحتلة، وآخرها تصريح وزير العدل الإسرائيلي”.

وأعربت عن “رفضها القاطع لهذه التصريحات المنافية للقانون الدولي، والهادفة لترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية”.

كما دعا وزراء حزب “الليكود” الـ14، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، في رسالة، الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المصادقة على قرار بضم الضفة الغربية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

إدانة سعودية
كما أدانت السعودية التصريحات الإسرائيلية في خطوة اعتبرتها “انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية”.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان على منصة “إكس” عن إدانة بلادها “واستنكارها لتصريحات مسؤول في سلطات الاحتلال الإسرائيلية، يدعو إلى فرض السيادة على أراضي الضفة الغربية في فلسطين، في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية”.

وجددت تأكيدها على موقف السعودية الرافض “لأي محاولات للتوسع في الاستيطان على الأراضي الفلسطينية”.

وشددت الوزارة على أهمية “إلزام السلطات الإسرائيلية بالقرارات الدولية”.

وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية والردود عليها في ظل تصاعد اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، والتي أدت إلى استشهاد 988 فلسطينيًا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت، بدعم أمريكي، عن سقوط أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وتسببت في كارثة إنسانية حادة، شملت التهجير القسري والمجاعة وتدمير البنية التحتية المدنية، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الإبادة.

---