في فترة من الفترات الحرجة التي كان الأردن يعاني فيها إقتصاديا طلب( صدام) من الملك حسين( طيب الله ثراهما ) أن يرسل له أثنين من ضباط الجيش دون ان يفصح عن سبب طلبه هذا وما إن وصلاه في طائرة عامودية اعادهما على الفور للأردن وفي حوزتهما ( 50 مليون ) دينار أردني لدعم الخزينة الأردنية بل انه وفي أصعب لحظات الحصار الإقتصادي التي كان يعاني منها العراق كان يقدم لنا المنح النفطية منها ما كان مجانا وبعضا منها كان بأسعار رمزية ، اما في حالة الشدة التي مر بها الرجل قرات ذات مرة إنه وحينما كان أسدا أسيرا خلف قضبان الأسر الأمريكي وزبانيته ، طلب من نقيب المحامين الأردنين آنذاك ( صالح العرموطي ) ان يرسل امانة للأردن والأردنيين بقوله " أرسل تحياتي لسماء وهواء أرض الأردن قيادة وشعبا " ، فهذا الرجل كان ينطلق في حبه ورؤيته في تعامله معنا إنطلاقا من ان الأردن موجود بحكم الجغرافيا والتاريخ على أطول خط مواجهة مع الصهاينة لذا فان إقتصادنا يجب ان يكون قويا لانه وفي عكس ذلك سيتم حل القضية الفلسطينة على حساب العرب والأردنيين جميعا ، فشاركنا في تقديم ( القدر ) العراقي لنتقاسم معه الزاد ولانه أيضا لم ينسى وقفة الأردنيين قيادة وشعبا حينما وقفت عمان وبغداد في خندق واحد وعندما قالت الأردن آنذاك كلمتها إننا في خندق واحد نواجه ملالي إيران ومن شايعهم ، مات الشهيد ولم تمت سيرته في قلوبنا ولكن ما زلنا نذكر انه كان بين ظهرانينا بالأردن وفي الفترة التي كان فيه صدام محاصرا من عمل جاهدا للعبث في كيمياء العلاقة التي جمعتنا وصهرتنا في حب العراق التي وهبها صدام روحه وروح أبناءه واحفاده ليحولوها إلى معادلة عالم ( الديجيتال ) والأرقام بالركون إلى أحضان أمريكا وزبانيتها في المنطقة بحجة لغة المصالح و متطلبات عالم الدولار الحر وسبحان من جعل الزمان يمضي مسرعا لنستيقظ وفي ذكرى إستشهادك إنهم ورطونا في مديوينة تقشعر من قيمتها الأبدان بل حتى أن العالم الحر الذي رمونا في أحضانه ما زال يتذوق من عسل فوائد ديوننا والادهى من ذلك والأمر ان من ورطوك في الكويت وواوسعونا شتما لاننا لم ننساق إلى ألعابهم يرفضوننا الآن وتناسوا باننا نحمي ثغورهم ...!!!!
يا صدام لن أكتب لك ما حل في العراق من بعدك فنخيلها لم يعد عراقيا عربيا بل لوثوه في شيعية وكردية أبتدعوها لا بارك الله في رطبهم وثمرهم ، ولكن سأبوح إليك سرا" بانني أحببتك حينما كنت صغيرا أشارك أقراني في طريق ذهابنا للمدرسة تناول سرد قصة صورتك التي كنا نراها على القمر في كل ليلة من ليالينا بل انني أحببتك اكثر بعد ان رأيت أبي وقبل موته يلهج بالدعاء إلى الله ومن شدة حبه فيك ملحا في سؤاله إلى الباري عز وجل ان ياخذ منيته قبل ان تقصف العراق فقصفت وضربت العراق لكن قبلها مات أبي وبعدها مات واستشهد صدام العراق ..!!
يا ليتني يا سيدي أستطيع ان أصل لضريح قبرك لاقرا الفاتحة عليه وأمرغ يداي في ترابه لأخذ منها حفنة انثرها في أرض وطني الأردن الذي احببت ترابه وماءه وسماءه ، لاغرس في أعماقها عبق روحك الجميل ....فنم يا سيدي قرير العين مسجى فانت تحت الأرض وبإذن الله شهيدا وما زالت صورتك رغم انوفهم زاهية ومشرقة في قلب الأحرار على وجه القمر ...!!!