أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مجلس الوزراء يقر نظام ترخيص جمع التبرعات 2025 لضمان الشفافية وحماية المجتمع تقرير: الموساد يختطف ضابطًا من جنسية عربية كاتس يتعهد البقاء في غزة وإقامة بؤر استيطانية مسؤول سابق في الاحتلال يكشف: نتنياهو طلب خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر ترامب: لن يتولى رئاسة البنك المركزي أي شخص يخالفني الرأي الأردن .. 33 ألف طالب يتقدمون لامتحان الثانوية التكميلي السبت اكتشاف جديد في علاج التهاب المفاصل قد يخفف آلام الملايين الحكومة : إنهاء خدمات الموظفين وفق التقاعد المبكر لن يكون "مزاجياً" وسيتم وفق الصلاحيات القانونية عُرف بصوته الندي وأدائه الخاشع .. مئذنة المسجد النبوي تودّع فيصل النعمان معان: انتهاء المرحلتين الأولى والثانية لتطوير مجمع الأميرة هيا الرياضي خبراء: القيلولة سلاح ذو حدين والتوقيت يحسم الفائدة وزير حرب الاحتلال يتراجع عن تصريحاته بشأن استيطان شمال غزة شركة طيران أمريكية شهيرة تجبر ذوي الوزن الزائد على شراء تذكرتين طقس العرب: تغيرات مرتقبة على الأنظمة الجوية تعيد الأمطار إلى الأردن نهاية العام مختصون يناقشون تطوير منظومة التّبرع بالأعضاء البكار: قرار إنهاء خدمة من أمضوا 30 سنة أثّر سلبا على استدامة المركز المالي للضمان طبيب ينهال ضرباً على مريض في مستشفى هندي يوم طبي مجاني في بلدية الرصيفة غدا اجتماع حكومي في وزارة الاستثمار لتطوير الخدمة الاستثمارية الشاملة قطار سريع جديد في مصر يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الذكاء الاصطناعي في مواجهة الشائعات: هل يستطيع...

الذكاء الاصطناعي في مواجهة الشائعات: هل يستطيع الأردن التنبؤ بالمعلومة قبل أن تنفجر؟

11-05-2025 01:23 PM

بقلم: م. أحمد يوسف الشديفات - في زمن تُصاغ فيه الرواية العامة بكبسة زر، وتنتقل الأخبار أسرع من قدرة الناس على التحقق، لم تعد الشائعة مجرّد همس عابر، بل أصبحت أداة استراتيجية لتشكيل الرأي العام وتوجيهه. فبضغطة واحدة على هاتف ذكي، قد تنفجر قصة لا أصل لها، وتنتشر كأنها حقيقة، لتصنع واقعًا مزيّفًا، يصعب تفكيكه لاحقًا.

الأردن، بما له من خصوصية مجتمعية ومكانة إقليمية، لم يكن بمنأى عن هذا النمط الجديد من التهديدات. فمع كل أزمة أو استحقاق سياسي، تتدفق الروايات، وتتداخل الحقيقة بالتحريف، ويغدو المواطن حائرًا بين ما يسمع وما يثق به. وهنا تتجلى أهمية القيادة، التي لا تكتفي بردّ الفعل، بل تستبق الحدث، وتؤمن أن التكنولوجيا ليست رفاهية، بل وسيلة لحماية الوعي.
وقد شكّل سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، نموذجًا لهذا التوجّه؛ شاب بفكر معاصر، يرى أن الأمن الحقيقي يبدأ من تحصين العقول لا فقط حماية الحدود.

اليوم، تتيح لنا التكنولوجيا فرصة جديدة لم تكن متاحة من قبل: أن نرصد الشائعة قبل أن تترسخ، وأن نفهم المزاج العام قبل أن يتحول إلى قناعة مغلوطة.
الذكاء الاصطناعي، كما تستخدمه دول متقدمة، قادر على تحليل ما يُنشر لحظة بلحظة، ليس للتجسس أو الرقابة، بل لرصد الأنماط، والتغيرات المفاجئة في طبيعة المحتوى وطريقة تداوله. هذه القدرة التحليلية تمكّن الجهات المختصة من قراءة إشارات مبكرة لحملات تضليل، والتدخل قبل أن تكتمل.

وقد طبّقت بعض الدول هذه المنهجية في حماية مجتمعاتها من الشائعات ذات البُعد العنصري أو التي تستهدف الاستقرار الاجتماعي. في كثير من الحالات، لم تكن القصة قد وصلت إلى العلن، لكن النظام التحليلي رصد “عاصفة رقمية” قبل وقوعها، فتحركت الجهات المختصة في الوقت المناسب.

بالنسبة للأردن، هذه ليست طموحات بعيدة. نملك العقول والكفاءات والبنية التحتية التقنية. وبالإرادة السياسية، يمكن تأسيس وحدة وطنية، تعمل بصمت وكفاءة، تحلل وتفكك وتفهم، دون أن تراقب أو تُصنّف. هدفها الأسمى: حماية الوعي العام قبل أن يتعرض للتشويش.

نحن لا نتحدث عن مطاردة إشاعة بعد وقوعها، بل عن تأسيس منظومة “وقاية إعلامية” استباقية. كما نستخدم الأرصاد الجوية للاستعداد للعواصف، يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد اضطرابات الفضاء الرقمي والتفاعل معها بذكاء وحكمة.

وإذا ما تكامل هذا الجهد مع إعلام مهني، وجامعات نشطة، ومراكز تفكير مستقلة، فإننا نكون قد وضعنا أساسًا راسخًا لحصانة مجتمعية حقيقية، تجعل المواطن الأردني أكثر وعيًا، وأقل عرضة للتأثر بالمعلومة الزائفة، فمن يربح ثقة الناس في زمن الفوضى الرقمية، هو من يكتب المستقبل.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع