تقرير: الموساد يختطف ضابطًا من جنسية عربية
كاتس يتعهد البقاء في غزة وإقامة بؤر استيطانية
مسؤول سابق في الاحتلال يكشف: نتنياهو طلب خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر
ترامب: لن يتولى رئاسة البنك المركزي أي شخص يخالفني الرأي
الأردن .. 33 ألف طالب يتقدمون لامتحان الثانوية التكميلي السبت
اكتشاف جديد في علاج التهاب المفاصل قد يخفف آلام الملايين
الحكومة : إنهاء خدمات الموظفين وفق التقاعد المبكر لن يكون "مزاجياً" وسيتم وفق الصلاحيات القانونية
عُرف بصوته الندي وأدائه الخاشع .. مئذنة المسجد النبوي تودّع فيصل النعمان
معان: انتهاء المرحلتين الأولى والثانية لتطوير مجمع الأميرة هيا الرياضي
خبراء: القيلولة سلاح ذو حدين والتوقيت يحسم الفائدة
وزير حرب الاحتلال يتراجع عن تصريحاته بشأن استيطان شمال غزة
شركة طيران أمريكية شهيرة تجبر ذوي الوزن الزائد على شراء تذكرتين
طقس العرب: تغيرات مرتقبة على الأنظمة الجوية تعيد الأمطار إلى الأردن نهاية العام
مختصون يناقشون تطوير منظومة التّبرع بالأعضاء
البكار: قرار إنهاء خدمة من أمضوا 30 سنة أثّر سلبا على استدامة المركز المالي للضمان
طبيب ينهال ضرباً على مريض في مستشفى هندي
يوم طبي مجاني في بلدية الرصيفة غدا
اجتماع حكومي في وزارة الاستثمار لتطوير الخدمة الاستثمارية الشاملة
قطار سريع جديد في مصر يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط
زرتُ العراق، في تسعينيّات القرن الماضي، مرّات عديدة، وتعرّفت على عدد من المثقّفين والصحفيّين والكتّاب العراقيّين، ولم يخطرْ ببالي، يوماً من الأيّام، أن أسألَ أحدهم عن مذهبه وطائفته ودينه، فقد قرأت لكتّاب وشعراء عراقيّين مثل علي جعفر العلّاق وحميد سعيد ويوسف الصايغ، صاحب قصيدة "أنا لا أنظر من ثقب إلى وطني"، وعبدالرزّاق عبد الواحد، صاحب قصيدة" يا صبر أيّوب"، وماجد السامرائي وفاضل الربيعي وغيرهم دون أن أعرف من منهم من الشيعة أو السنّة أو الصابئة أو غيرها. ولكن بعد الاحتلالين الأمريكيّ والإيرانيّ للعراق العام 2003 انفتح الباب على مصراعيه للهُويّات الفرعيّة القاتلة، وأصبحت الطائفة والمذهب الدينيّ والعِرْق هي أساس التصنيف في مرحلة "عِراق الديمقراطيّة الأمريكيّة".
عرفتُ وقرأت لمثقّفين وفنّانين سوريّين مثل ممدوح عدوان وسعد اللّه ونوس وحنّة مينا ومحمّد الخطيب وأدونيس وجورج طرابيشي وأيمن زيدان وغيرهم دون سؤال للهُويّة الفرعيّة العلويّة والدرزيّة والسنّيّة والكرديّة وغيرها.
ولعلّ الجيل الّذي تأثّر بالقوميّة العربيّة والأمميّة الإنسانيّة، وكاتبُ المقال منهم، لم يكن يهمّه ديانة أو مذهب أو طائفة المثقّفين اللبنانيّين مثل حسين مروة ومهدي عامل وطلال حيدر وشوقي بزيع ومحمد مهدي شمس الدين وسعيد عقل وغيرهم. أحببنا، وما زلنا، فيروز وزياد الرحباني دون النظر في طائفتهم.
كلّ ما كان يهمّنا، هو طبيعة الثقافة والشعر والأدب والفنّ والغناء الراقي الّذي يقدّمه كلّ أولئك وهؤلاء دون أن نتحيّز معهم أو ضدّهم تبعاً لهُويّتهم "الفرعيّة القاتلة"، حسب تعبير أمين معلوف، الّتي نبتتْ، فجأة بعد أحداث لبنان وسوريا والعراق.
ومثل ذلك يُقاس على بقيّة البلدان العربيّة ذات الطوائف والإثنيّات والمذاهب المتعدّدة؛ فبسبب التدخّلات الأجنبيّة والخارجيّة وتمدّد المشروع الاستعماريّ في هذه البلدان العربيّة، فقد جرى تجييش المشاعر المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة وتغذيتها وتكبيرها من خلال الضخّ الإعلاميّ المكثّف من فضائيات "الأزمات" لتصبح بديلاً عن الهُويّة الوطنيّة في الدولة العربيّة " القُطريّة"، ولعلّ هذا المشروع هو ما يراد لباقي الدول العربيّة الأخرى.
تنبعُ خصوصيّة الهُويّة الوطنيّة الأردنيّة من طبيعة العلائق الاجتماعيّة المتّحدة لكافّة مكوّنات الشعب الأردنيّ وتراثه الثقافيّ والشعبيّ وتطوّره الاجتماعيّ وطبيعة الشخصيّة الأردنيّة، عبر تطوّرها الزمانيّ- المكانيّ.
في الأردنّ، فإنّنا نتحدّث عن "هُويّة وطنيّة أردنيّة" واحدة، وعن ضرورة عكس صورة الأردنّ " الوطن والهُويّة "وضرورة ترسيخها في الحياة اليوميّة خاصّة، ونحن نرى الانكفاءات إلى " الهُويّات الفرعيّة" في عديد البلدان العربيّة المحيطة بنا.