أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاقتصاد الرقمي: استكمال رقمنة 80% من الخدمات الحكومية بدء محاكمة الناشطة التونسية المناهضة للعنصرية سعدية مصباح قوانين صارمة لحيازة الأسلحة في ولاية أسترالية بعد هجوم بوندي موجة استقالات بمركز أبحاث أميركي وسط جدل حول معاداة السامية توقعات بانتعاش الطلب على الشقق السكنية العام المقبل مجلس الوزراء يوافق على تسويات ضريبية لمكلفين في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الحكومة تمدد الإعفاء بنسبة 75% على الرسوم للسلع الزراعية المعدة للتصدير حتى 2026 إصابة مواطن برصاص الاحتلال واثنين بالرضوض قرب حاجز عورتا جنوب نابلس الحكومة تعفي استيراد قماش إنتاج الأكياس البيئية من الرسوم والضرائب الحكومة توافق على تسديد مديونية مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي مجلس الوزراء يوقف إلزامية إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 سنة الحكومة تخصص 10 ملايين دينار لدعم طلاب الجامعات بالمنح والقروض قرارات مجلس الوزراء فريق الوحدات يلتقي الوصل الإماراتي بدوري أبطال آسيا 2 غدا جامعة اليرموك من أفضل 5% من الجامعات على المستوى العربي للعام 2025 رئيس مجلس النواب يتسلم تقرير ديوان المحاسبة عين على القدس يسلط الضوء على لقاء الملك قيادات دينية مقدسية وأردنية اختتام منافسات الجولة السادسة من كأس الأردن للسيدات كرة القدم الأردنية 2025: استقرار محلي وحضور دولي لافت وإنجازات تاريخية خبراء: البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات يعيد صياغة العلاقة مع البيئة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟

متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟

19-02-2025 06:44 AM

كتب م.علي أبو صعيليك - صحيح أن أمريكا تمارس عربدة غير مسبوقة على العديد من دول العالم في مختلف القارات وأولهم شركائها الأوربيين وحلفائها بشكل عام، ولكن ما يهمنا في الأساس هي عربدتها في منطقتنا العربية خصوصاً فيما يتعلق بقضيتنا المركزية وهي احتلال فلسطين حيث جاء ترامب إلى السلطة في أمريكا بدعم صهيوني كامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أهل الضفة الغربية وقطاع غزة خارج فلسطين في مخطط وضيع منفصل عن الواقع، يتحدث عنه بشكل شبه يومي متكرر ويركز كثيراً على تهجير سكان قطاع غزة وكأنه يمتلك القرار في ذلك متناسياً أن قطاع غزة يسكنه أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف مواطن عاش أجدادهم في هذه البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين، وأمريكا التي قامت أصلاً على فكرة تهجير سكانها الأصليين تريد تهجير الشعب الفلسطيني، أي سخافة وذلة وهراء نعيش؟!

المتتبع لعربدة الرئيس الأمريكي في شؤون الآخرين يجد أن هناك رفض شديد اللهجة من الآخرين لما ينطق به من تصريحات وما يتبعها من إجراءات، كندا والدنمارك وبنما والمكسيك والاتحاد الأوروبي والقضية الرئيسية وهي حرب أوكرانيا وروسيا، وفي جميع هذه التفاصيل كان هناك ردود فعل قوية من جميع الأطراف باستثناء أوكرانيا التي ارتضت على نفسها أن تتحكم أمريكا وأوروبا بقرار دخولها حرب غير متكافئة مع روسيا التي كان من الممكن أن تنهي مهمتها مبكراً لولا الدعم الأمريكي والأوروبي لها وعندما استغنت عنها أمريكا أصبحت أوكرانيا في مهب الريح، أمريكا لا تعترف بالصداقة الدائمة، المصالح تتغير ومعها الدول والدعم!

أما العربدة الأمريكية على القضية الفلسطينية فتأخذ شكلاً آخر، حيث يقرر ترامب بأنه سيقوم بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة "بشكل طوعي" ويبرر ذلك بأن أمريكا تمتلك هذا الحق! بعد واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ البشري التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني ومرتزقتهم وبدعم عسكري معلن عنه من عدة دول غربية على رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك بعد صمود الشعب الفلسطيني الإسطوري لما يزيد عن سبع وسبعين عامًا من الاحتلال وتمسكه بأرضه بعد بحر جاري مستمر من الدماء الطاهرة التي روت أرض فلسطين يأتي هذا "الشيء" ويتحدث بشكل أرعن بما تحدث به وكأنه يمتلك الأرض كلها ويقرر ما يشاء وقتما يشاء بما يشاء، ولا تقوم الدول العربية ولا الإسلامية بلجمه وإعادته إلى حضيرته التي جاء منها، فما هو السر في ذلك، وهل نحن ضعفاء ومعدومين الإرادة لهذا الحد من الوهن، وهل خسرت المقاومة الفلسطينية لكي يصرح هذا "الشيء" بما صرح به؟!

ما يثير الاشمئزاز لغاية الآن هو عدم استخدام الأمتين العربية والإسلامية ما تمتلكه من أسباب القوة ومنها المال والقوة البشرية وكلاهما مغيب تمامًا بل وأكثر من ذلك، فقد أصبحت ثروات العديد من دول العالم العربي والإسلامي في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهي الداعم الأول لوجود الكيان الصهيوني المحتل في خاصرتنا؟!؟ أما القوة البشرية العربية فحدث ولا حرج فيما وصل له الحال بانعدام تأثير الشارع العربي في قضاياه المصيرية؟!

الحقيقة أن الغرب عمومًا تفاجئ بقدرات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، فكيف لهؤلاء العرب أن يصنعوا هذه القوة؟ متى صنعوها ومن اعطاهم الحق بصناعتها؟ هذه الأسئلة تحدث بها العديد من السياسيين الغربيين بما يكشف حقيقتهم "الفوقية" التي لا ترى العربي يمتلك الحق في امتلاك أسباب قوته، وجاء إدارة ترامب لتؤكد هذه "الفوقية" عندما يقول أنه لا مكان لحماس عسكريًا ولا سياسيًا في مستقبل غزة، فكيف سيحقق هدفه ويقصي المقاومة التي صمدت أكثر من خمسة عشر شهرًا؟ وهل سيكون للعرب دورًا في ذلك خصوصًا بعد تصريحات القيادي في حركة حماس "أسامة حمدان" مؤخرًا بأنهم ستعاملون مع أي قوة تأتي إلى غزة وكأنها قوة احتلال؟ هي تصريحات خطيرة جدًا وكأنها عنوان المرحلة القادمة.

وهل يعقل أن تستمر المقاومة الفلسطينية وحيدة في مواجهة هذا العالم الهمجي دون دعم؟ ولماذا الاستمرار في تجاهلها من النظام الرسمي العربي؟ على الرغم أن المقاومة في غزة ليست قوة عسكرية فحسب بل هي أغلبية المجتمع الذي ما زال يرفض الاحتلال ويقاوم وجوده وأثبتت من خلال العديد من التفاصيل أن شمسها لا يمكن أن تغيب عن المشهد في غزة، ونتساءل كيف للبعض أن يرى أن الحياة ستكون أفضل للعرب بسيطرة الصهاينة واختفاء المقاومة عن المشهد؟

صحيح أن المنطقة تمر بفترة عصيبة جدًا بسبب البَدْء في تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية بكل وضوح ولكن في عالم تحكمه النظريات المادية ولا يوجد فيه قيم حقيقية فإننا يجب أن نعود للمربع الأول بأن للكون إله واحد لا يرضى بالظلم وقدرته تفوق كل شيء.


كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع