أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاقتصاد الرقمي: استكمال رقمنة 80% من الخدمات الحكومية بدء محاكمة الناشطة التونسية المناهضة للعنصرية سعدية مصباح قوانين صارمة لحيازة الأسلحة في ولاية أسترالية بعد هجوم بوندي موجة استقالات بمركز أبحاث أميركي وسط جدل حول معاداة السامية توقعات بانتعاش الطلب على الشقق السكنية العام المقبل مجلس الوزراء يوافق على تسويات ضريبية لمكلفين في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الحكومة تمدد الإعفاء بنسبة 75% على الرسوم للسلع الزراعية المعدة للتصدير حتى 2026 إصابة مواطن برصاص الاحتلال واثنين بالرضوض قرب حاجز عورتا جنوب نابلس الحكومة تعفي استيراد قماش إنتاج الأكياس البيئية من الرسوم والضرائب الحكومة توافق على تسديد مديونية مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي مجلس الوزراء يوقف إلزامية إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 سنة الحكومة تخصص 10 ملايين دينار لدعم طلاب الجامعات بالمنح والقروض قرارات مجلس الوزراء فريق الوحدات يلتقي الوصل الإماراتي بدوري أبطال آسيا 2 غدا جامعة اليرموك من أفضل 5% من الجامعات على المستوى العربي للعام 2025 رئيس مجلس النواب يتسلم تقرير ديوان المحاسبة عين على القدس يسلط الضوء على لقاء الملك قيادات دينية مقدسية وأردنية اختتام منافسات الجولة السادسة من كأس الأردن للسيدات كرة القدم الأردنية 2025: استقرار محلي وحضور دولي لافت وإنجازات تاريخية خبراء: البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات يعيد صياغة العلاقة مع البيئة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سيناريوهات ترامب المستحيلة تعمل على برمجة جديدة...

سيناريوهات ترامب المستحيلة تعمل على برمجة جديدة للعقل العربي

10-02-2025 08:05 AM

كتب م.علي أبو صعيليك - تتسارع الأحداث منذ عودة ترامب للواجهة من جديد، وملأت تصريحاته المتعجرفة الدنيا وما يهمنا منها ما يتعلق بفلسطين بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام لأن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية وما تحدث به ترامب عن نقل سكان غزة إلى دول مجاورة منها الأردن ومصر هو تصفية للقضية الفلسطينية وتعدي على السيادة في الدول العربية ولذلك فإن المنطقة تمر في مرحلة مفصلية استمرار لمفهوم " ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده"، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فقط المنطقة العربية هي من يمر بمرحلة مفصلية أم أن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب وإيلون ماسك تمر بنفس المرحلة؟!


البداية من الداخل الأمريكي، حيث أختار ترامب فريقه الحكومي من مجموعة أشخاص مقربين منه وأبرزهم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الذي استلم وزارة "الكفاءة الحكومية" وبدأ العمل بخطوات دراماتيكية داخلية خلقت صراعًا غير مسبوق مع ما يسمى "الدولة العميقة" في أمريكا، وإذا ما استمر في طريقة عمله فإن الصراع الداخلي الأمريكي قادم لا محالة، وقد ظهر جلياً أن الصراع قد بدأ مبكراً حيث كشف عن ذلك من خلال المؤتمرات الصحفية حيث توالت الأسئلة على ترامب بخصوص الصراعات التي بدأت بالفعل بين الإدارات الأمريكية مع إيلون ماسك.

بالعودة لما يتعلق بغزة وتصريحات ترامب أن "الكيان الصهيوني المحتل" سيقوم بتسليم قطاع غزة إلى سلطة أمريكا بعد تهجير سكان القطاع إلى الدول المجاورة، وهي تصريحات أمبريالة فوقية ساذجة قائمة على عدم احترام سيادة دول مستقلة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى سيصل صدى تلك التصريحات وهل فعلاً بدأت خطوات لتنفيذها على أرض الواقع في الغرف المغلقة، وهل هي فعلاً قابلة للتنفيذ ومعد لها مسبقًا وقد جاءت مرحلة ترامب لتنفيذها وتصفية القضية وتغيير شكل وجغرافيا المنطقة؟

الجواب يبدأ من حيث انتهت المرحلة الأولى من السابع من أكتوبر، حيث صمدت المقاومة الفلسطينية في وجه القوى الإمبريالية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت لاعب رئيس في الحرب من خلال الإسناد العسكري والعملياتي والاستخباراتي وكذلك الجانب السياسي حيث وفرت كل الأسباب لكي تستمر الحرب رغم وحشية الإبادة الجماعية وفي النهاية هم أنفسهم من رضخ وأوقفوا الحرب، فلا المقاومة الفلسطينية قابلة للإجتثاث ولا الشعب الفلسطيني قابل للتهجير لا بالإبادة الجماعية كما حصل ولا بالترغيب كما هو متوقع أن يحصل.

تتجاهل الولايات المتحدة الحقيقة التاريخية بأنه طالما هنالك احتلال فإن هناك مقاومة، ولكن في حالة فلسطين فالأمر مختلف عن أي احتلال تقليدي سابق، فالاحتلال الصهيوني هو كيان لقيط يعمل بديل مدفوع الأجر عن الدول الإمبريالية الكبرى ولذلك فهم يوفرون كافة الإمكانيات الممكنة لاستمرار وجوده رغم أنه سيزول لا محالة، ورغم ذلك فإن هنالك مفارقتان، الأولى أن العديد من الخبراء الصهاينة أنفسهم يرون أن السابع من أكتوبر هو بداية زوال الكيان، والمفارقة الثانية وهي ما كان يسمى باليوم الأول بعد وقف إطلاق النار حيث فاجأت المقاومة الجميع حيث أظهرت قدرتها المباشرة على العودة سريعًا للسيطرة على القطاع وفرض النظام والأمن، بل وبثت رسائل عميقة وقوية جدًا من خلال تنظيمها عملية تبادل الأسرى جعلت الأمور تعود للمربع الأول وفيها رد واضح على ترامب.

لكن إلى متى ستستمر حالة الجفاء بين الأنظمة العربية الرسمية والمقاومة الفلسطينية خصوصًا أن مخططات ترامب تهدد الأمن الداخلي لمعظم الدول العربية، ليست التي تحدث عنها ترامب فحسب بل وغيرها لأن سياسة الولايات المتحدة لا يوجد فيها صديق دائم، ولن تتم مواجهة ترامب بالدبلوماسية لأنه لا يعرفها فهو مجرد رجل أعمال أهوج متعجرف يتخيل نفسه يمتلك التحكم بكل شيء في كل مكان ولكنه يتجاهل أن غزة هي مقبرة للصهاينة وفيها غرق العديد ممن توهموا أنهم سيقضون على المقاومة وأخرهم المجرم شارون الذي كانت نهايته عبرة لمن يريد أن يعتبر ويتعلم.

لم تسخر الشعوب العربية فحسب من تصريحات ترامب الساذجة رغم جديتها، بل شاركتها معظم وسائل الإعلام الغربي من ناحية أخرى لأنها تصريحات تؤجج الصراع كثيرًا في المنطقة، ولا يمكن أن يتم تصفية القضية الفلسطينية بهذه السذاجة، ولكننا متفائلون بتصفية وجود الولايات المتحدة الأمريكية على يد ترامب وإيلون ماسك في سيناريو مكرر لنهاية الاتحاد السوفييتي على يد غورباتشوف ويلتسين.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع