أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مجلس الوزراء يقر نظام ترخيص جمع التبرعات 2025 لضمان الشفافية وحماية المجتمع تقرير: الموساد يختطف ضابطًا من جنسية عربية كاتس يتعهد البقاء في غزة وإقامة بؤر استيطانية مسؤول سابق في الاحتلال يكشف: نتنياهو طلب خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر ترامب: لن يتولى رئاسة البنك المركزي أي شخص يخالفني الرأي الأردن .. 33 ألف طالب يتقدمون لامتحان الثانوية التكميلي السبت اكتشاف جديد في علاج التهاب المفاصل قد يخفف آلام الملايين الحكومة : إنهاء خدمات الموظفين وفق التقاعد المبكر لن يكون "مزاجياً" وسيتم وفق الصلاحيات القانونية عُرف بصوته الندي وأدائه الخاشع .. مئذنة المسجد النبوي تودّع فيصل النعمان معان: انتهاء المرحلتين الأولى والثانية لتطوير مجمع الأميرة هيا الرياضي خبراء: القيلولة سلاح ذو حدين والتوقيت يحسم الفائدة وزير حرب الاحتلال يتراجع عن تصريحاته بشأن استيطان شمال غزة شركة طيران أمريكية شهيرة تجبر ذوي الوزن الزائد على شراء تذكرتين طقس العرب: تغيرات مرتقبة على الأنظمة الجوية تعيد الأمطار إلى الأردن نهاية العام مختصون يناقشون تطوير منظومة التّبرع بالأعضاء البكار: قرار إنهاء خدمة من أمضوا 30 سنة أثّر سلبا على استدامة المركز المالي للضمان طبيب ينهال ضرباً على مريض في مستشفى هندي يوم طبي مجاني في بلدية الرصيفة غدا اجتماع حكومي في وزارة الاستثمار لتطوير الخدمة الاستثمارية الشاملة قطار سريع جديد في مصر يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط
البعد الإنساني للحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة البعد الإنساني للحرب

البعد الإنساني للحرب

28-10-2023 10:33 AM

الحروب بشعة وسيئة مهما كانت أسبابها ومسوغاتها. أشد ما يؤلم فيها التكلفة الإنسانية التي يتكبدها المدنيون والضعفاء من أطفال وشيوخ ونساء. الدول التي حباها الله بقيادات حكيمة هي التي تتجنب الحروب وتحاول حل مشاكلها دون خوضها. الدول تجهز نفسها ليوم الحرب للدفاع أمام الاعتداءات، وتنفق الأموال الطائلة لتجهيز جيوش قد تحتاجها في يوم ما، وهذا يكون عادة على حساب أولويات أخرى. لم يكتب عن شيء بالتاريخ الإنساني كما كتب عن ظاهرة الحرب. العالم والعلم ما يزالان يحاولان فهم أسباب وتداعيات وطرق تجنب الحروب دون نجاحات نهائية للحظة.

سبب هذه المقدمة هو الحرب الدموية الدائرة في غزة ذات التكلفة الإنسانية الباهظة. المدنيون، أطفالا وشيوخا ونساء، يذهبون أشلاء ممزقة نرى البكاء والعويل والألم وقد ملأ الدنيا. قلة من العالم والإعلام العالمي ترى ذلك الآن، لكن مع مرور الوقت وتعاظم التكلفة سيكون لا مفر من الوقوف أمام ما يحدث بضمير حي. العالم سيفقد صبره شيئا فشيئا لأنه لن يتحمل هذه التكلفة الإنسانية الباهظة، وسيطالب بوقف إطلاق النار. الجبهة الإنسانية ستفرض نفسها على الجميع وستخلق أجواء سياسية مغايرة لما نراه الآن.

ليس في وارد إسرائيل الحديث أو الاستماع عن أي تكلفة إنسانية. كل ما تريده هو الانتقام وترسيخ معادلات الردع من جديد. أصوات قليلة عاقلة تتحدث وتتساءل عن أي ردع تتحدث إسرائيل والمعركة ليست جيشا لجيش بالمعنى العسكري للكلمة، وبالتالي فمعادلة الردع لن تتحقق بالمعنى الذي يفهمه العسكريون. أما وقف الهجمات من غزة، فهذا معناه إعادة احتلالها بالمعنى الحرفي للكلمة، وهو أمر يبدو خيالا عسكريا وأمنيا وليس بوارد احد، والحديث عن خروج قيادات حماس من غزة لا يعني بالضرورة انتهاء حماس هناك لا عسكريا ولا سياسيا. كل هذه الأمور بديهيات لأي عاقل يتابع ويعرف ما يجري، والغضب الذي يتملك العالم الآن والحروب لن تجلب الأمن ولا السلام أو الاستقرار ولا الردع.
الحل لا بد وأن يكون سياسيا، في جيرة سلمية بين دولة فلسطينية تنظم شؤونها، بما في ذلك الأمنية وبين إسرائيل، تماما كما هو الحال بينها وبين مصر والأردن. هذا ما يقوله العقل والمنطق لأن به تقرر مؤسسات شؤونها الخارجية والأمنية الفلسطينية، وبها يشعر الفلسطينيون انهم حصلوا على حقهم في تقرير المصير والكرامة الوطنية. إنها الحكمة التي نحتاجها تلاشت الآن بسبب الغضب العالمي العارم تجاه ما حدث في إسرائيل، لكن عندما تهدأ غبار المعارك العسكرية، سيدرك أي عاقل أن الاشتباك السياسي والحل التفاوضي مهما بلغت صعوبته هو الذي سيجلب الأمن والسلام والاستقرار والردع. إمعان اليمين واستعلاؤه على حقوق الفلسطينيين كان يبدو أمرا سهلا مستداما، لكن الأردن حذر دوما أن ذلك غير مستدام وأن الجمر تحت الرماد، وأن الوضع سيستمر بالانفجار بين الحين والآخر. الحكمة والعقل هما اللذان سيجلبان السلام والأمن والاستقرار وليس الحرب والانتقام والمزيد من الدماء.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع