إلى متى؟ إلى متى نظل حيارى يغلفنا العجز .. ندور في حلقة مفرغة من الندم على ماضي لن يعود وحاضر لا نستطيع تغييره ومستقبل مجهول لا ندري أشر أريد بنا أم خير؟
نعيش في زمن ندر فيه الصدق والمصداقية أو حتى الحقيقة , أصبحت ملتوية, منزوية لاتجاهات لا تخدم أحد بل تؤجج نيران من الأسى والعجز والحقد المؤدي إلى دمار النفس البشرية أولا ويليها المجتمع والمنظومة الكونية ككل.
التفاؤل والأمل مجرد أسماء غرست فينا وعشناها في طفولتنا وصبانا ومفاهيم أخرى كانت راسخة في أفكارنا يحذو الأمل بتحقيق ولو جزء منها ولكن...
الواقع أشبه\" بسرداب مظلم موحل تفوح منه رائحة الأموات وصدى الأصوات وهمس الجرذان ولمس الجان\".عذرا لكلماتي ولكنها آهات وأنات تصدر من صدر يضيق بأحوالنا ونفوس كثيرة غيري تحاول أن تجد الحب والصدق والأمان فيمن حوله ولكن لا حياة فيمن تنادي-
أينما اتجهنا – عيون وأفواه معظمها يملؤه الحرام والكذب فقد أصبحت هذه الصفات والاتجاهات مطلب أساسي بالسيرة الشخصية للإنسان- فللعملة وجهان ولا أكاد أجد الوجه الآخر لأنه يداس بالأقدام وكلما حاول النهوض شلّت أقدامه وبترت يداه وألجم صوته وعميت بصيرته وصمّ سمعه, فنحن في زمن البقاء للأقوى وليس للأصلح, زمن كل شيء فيه مباح كما في الحب والحرب-
حاولت البحث وتحليل بعض الأمور التي يستطيع فكري وتفكيري المتواضع احتمالها- لم أجد لها أي سبب ولا هدف ولا نتيجة –
حاولت الوقوف فوق السحاب ورؤية العالم من منظور مختلف لا يشبه منظور البشر- رأيت أجناس كثيرة تتنفس تتحرك بحركة دورية بعضها مسيّر والآخر مخيّر- مبرمجة ,معظمها خارجه جميل يمتاز بالرقي والتحضر والأناقة وداخله محروق مشتت يحاول العيش بأي طريقة كانت ولو كان الثمن التنازل عن الضمير والأخلاق وإعاثة الفساد في الأرض- ثم نظرت مرة أخرى فرأيت عالم آخر لا يتحرك – لا يتنفس حركاته محسوبة ومراقبة بأسلاك خفية لها ذبذبات جاسوسية مدفون تحت التراب مقيّد, أشبه بأفلام الرعب نظرات الموت والخوف والاستغراب والتردد على محياه, تسيطر عليه مشاعر العجز والسلاسل المقيّدة حركته ,ولكن... نبضات قلبه توحي بوجود بصيص من الأمل والإيمان.
تناقض غريب لن أقول كيف, ولم, والذي أوصلنا إلى هذه الحال؟
تعبت النفوس, وغلّقت العقول, وبلغت القلوب الحناجر من تساؤلات لا إجابة لها .
وسط انشغالي وتفكيري وتحليلي للأمور نسيت أني أقف فوق السحاب وانظر إلى عالم ودنيا فراغ فلم أدري ! أأرثي لهذا العالم الذي وصل إلى الهاوية – أم أرثى لنفسي التي هوت من فوق السحاب فلم يعد يقيني أرض ولا سماء, ولكن...
لا بد أن يكون نهار من بعد الظلام
لا بد أن يكون حلال من بعد الحرام
لا بد أن يكون أخلاق في هذه الدوامة التي تعيد نفسها من بعد فساد وإجرام.
ولا زال بحثي جارياَ...