زاد الاردن الاخباري -
انتشرت في العاصمة القطرية الدوحة في الآونة الأخيرة وعلى نحو غير مسبوق، مطاعم أردنية تقدم الطعام والمأكولات الأردنية ساهمت بشكل كبير في نشر لون وثقافة الطعام الأردني الثرية والمتنوعة.
وأصبحت هذه المطاعم بحسب روادها ومرتاديها تلعب دورا مهما في إثراء قطاع المطاعم في قطر، وتعزيز التنوع بالأطباق التي يحرصون على تناولها بين الحين والآخر، وكلما سنحت الفرصة لهم بخوض تجربة غذائية جديدة في أحد مطاعم الدوحة بعيدا عن "الأكل المنزلي" والروتين اليومي المعتاد
"لا يختلف اثنان على الإضافة النوعية المتميزة التي قدمتها المطاعم الأردنية لعشاق المطبخ الأردني ومحبي الطعام العربي والشرقي عموما في قطر" يقول أحمد الجاعوني الذي يدير أحد المطاعم الأردنية التي افتتحت حديثا في الدوحة، مشيرا الى أن هناك شبه اكتساح للمطاعم الأردنية في قطر حاليا.
وتابع الجاعوني: لقد بدأت هذه المطاعم تنتشر على نطاق واسع في مختلف مناطق البلاد، وتجذب أعدادا متزايدة من المستهلكين الذين اعتادوا تناول الطعام في الخارج بشكل دوري أسبوعي أو مرتين في الأسبوع.
وتحمل أحدث المطاعم الأردنية التي افتتحت أخيرا في الدوحة، أسماء أردنية تقليدية وتراثية، تعكس الثقافة الأردنية، مثل خاشوقة ونشامى وحارتنا وريم البوادي، وهاشم وبيت المنسف.
ويوضح الجاعوني: تلعب الأسماء الجميلة واللافتة، دورًا مهمًا في جذب الزبائن وتعزيز هوية المطعم، وعندما يتعلق الأمر بالمطاعم الأردنية في قطر، يظهر الإبداع والفخامة في اختيار الأسماء، التي يعتبر بعضها استدعاءً للتراث الغذائي والثقافي الأردني، وبعضها الآخر له رمزية ومدلولات رائعة، في حين تجعلك بعض الأسماء الأخرى تشعر بالانتماء والحنين للوطن.
من جانبها، تعتقد القطرية شهد الجابر (ربة أسرة)، إن أجمل ما في المطاعم الأردنية فضلا عن تنوع وجباتها وما تقدمه لزبائنها، هو أسماؤها اللافتة والجاذبة، والتي لا شك أنها تعكس مصطلحات ومسميات معروفة ومتداولة في المجتمع الأردني.
وتضيف، إن معظم المستهلكين القطريين والمقيمين أصبحوا يدركون جيدا ماذا تعني أسماء العديد من المطاعم الأردنية التي تنتشر في الدوحة، فبعضهم يرتاد تلك المطاعم أسبوعيا، وعند زيارته لها، يسأل العاملين هناك عما يعنيه اسم المطعم.
وبالإضافة إلى المطاعم الأردنية المصنفة سياحيا وعددها في تزايد مستمر في قطر، هناك مطاعم أردنية تقدم مأكولات شعبية لها زبائنا ومرتادوها هي الأخرى، ومنها بطبيعة الحال تلك التي تقدم الشاورما ووجبات الحمص والفول والفلافل.
يقول منذر الحداد وهو صاحب أحد تلك المطاعم: لا يوجد في الدوحة اليوم من يستطيع منافسة المطاعم الأردنية التي تقدم الشاورما والحمص والفول والفلافل، هذه الوجبات أصبحت بالنسبة لشريحة كبيرة من المستهلكين القطريين والمقيمين ومنهم أجانب "تخصصا أردنيا"
ويمضي الحداد قائلا، إن "هناك زبائن إذا ما أرادوا تناول الشاورما أو الحمص والفول، فإنهم لا يقصدون إلا مطعما أردنيا"، موضحا أن هؤلاء باتوا على قناعة تامة بأن هذه الوجبات لها مذاق وطعم خاص في المطاعم الأردنية لا يعلو عليه ولا ينافسه أي مذاق آخر.
التونسي علي السنكري يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص القطري، يوافق بشدة على ما ذهب إليه الحداد قائلا: ليس بمقدورنا اليوم الاستغناء عن المأكولات الأردنية التي أصبحت تزخر بها الدوحة، نحن نذهب أسبوعيا إلى مطعم أردني تحديدا لتناول الطعام اللذيذ الذي تقدمه تلك المطاعم.
لكن السنكري يقول إن "المنسف" يبقى الوجبة الأردنية التي لا تنافسها أي وجبة أخرى لدى عشاق المطبخ الأردني، مضيفا، إن هذه الوجبة لها محبوها ولها من يحرص على تناولها بمعدل مرة في الشهر على الأقل.
وأشار إلى أنه يعرف أصدقاء له من جنسيات أجنبية أصبحوا يتناولون المنسف باستمرار بعد أن عشقوه وأدمنوا عليه أكثر من أي طعام آخر.
وقال، إن بعض المطاعم الأردنية فضلا عن كونها تقدم طعاما تقليديا، فإنها تأخذك بتصميمها التراثي البسيط إلى البيئة الأردنية السياحية الجميلة، وهذا بدوره يشكل عامل جذب للزبائن والمستهلكين، إضافة إلى أن معظم العاملين في تلك المطاعم والقائمين على خدمة الزبائن هم أردنيون يرتدون زيا أردنيا تقليديا من شأنه أن يسهم في الترويج للتراث الأردني والتعريف به.
ومن كثرة المطاعم التي أصبحت تحفل بها الدوحة، بات العديد من القائمين على تلك المطاعم ينظرون إليها كصناعة أكثر منها مجرد نشاط تجاري.
يقول فيصل الرشيدي وهو صاحب مطعم أردني للوجبات الشعبية، إن نشاط المطاعم الأردنية في قطر تحول إلى صناعة بكل معنى الكلمة، في ظل النشاط والنمو الملحوظ وغير المسبوق الذي شهده هذا النشاط في غضون الفترة القصيرة الماضية
وأضاف، إن المأكولات الأردنية شهية وغنية ومتنوعة بالنسبة للكثيرين، وهو الأمر الذي جعلها تسيطر على أذواق شريحة واسعة جدا من المستهلكين، بعد أن أصبح لها تأثيرها الواضح على "المشهد الغذائي" في قطر.
يضيف الرشيدي: هذا التنوع الثري في الأطباق والمأكولات التقليدية، يمثل عنصر جذب قويا للقطريين والمقيمين الذين يتطلعون لاكتشاف ثقافات ومذاقات جديدة