أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مجلس الوزراء يقر نظام ترخيص جمع التبرعات 2025 لضمان الشفافية وحماية المجتمع تقرير: الموساد يختطف ضابطًا من جنسية عربية كاتس يتعهد البقاء في غزة وإقامة بؤر استيطانية مسؤول سابق في الاحتلال يكشف: نتنياهو طلب خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر ترامب: لن يتولى رئاسة البنك المركزي أي شخص يخالفني الرأي الأردن .. 33 ألف طالب يتقدمون لامتحان الثانوية التكميلي السبت اكتشاف جديد في علاج التهاب المفاصل قد يخفف آلام الملايين الحكومة : إنهاء خدمات الموظفين وفق التقاعد المبكر لن يكون "مزاجياً" وسيتم وفق الصلاحيات القانونية عُرف بصوته الندي وأدائه الخاشع .. مئذنة المسجد النبوي تودّع فيصل النعمان معان: انتهاء المرحلتين الأولى والثانية لتطوير مجمع الأميرة هيا الرياضي خبراء: القيلولة سلاح ذو حدين والتوقيت يحسم الفائدة وزير حرب الاحتلال يتراجع عن تصريحاته بشأن استيطان شمال غزة شركة طيران أمريكية شهيرة تجبر ذوي الوزن الزائد على شراء تذكرتين طقس العرب: تغيرات مرتقبة على الأنظمة الجوية تعيد الأمطار إلى الأردن نهاية العام مختصون يناقشون تطوير منظومة التّبرع بالأعضاء البكار: قرار إنهاء خدمة من أمضوا 30 سنة أثّر سلبا على استدامة المركز المالي للضمان طبيب ينهال ضرباً على مريض في مستشفى هندي يوم طبي مجاني في بلدية الرصيفة غدا اجتماع حكومي في وزارة الاستثمار لتطوير الخدمة الاستثمارية الشاملة قطار سريع جديد في مصر يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط
الأزمات التي يصنعها الفقر
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأزمات التي يصنعها الفقر

الأزمات التي يصنعها الفقر

13-03-2023 09:50 AM

كل الظواهر الاجتماعية السلبية التي نراها، سببها الأساس الفقر، وهي ظواهر لم تكن موجودة في وقت سابق، بهذه الطريقة الحادة، فالفقر هو الأب الشرعي لكل السلبيات التي نراها.
كثرة الجرائم، تفشي المخدرات، الغضب والعنف، نسب الطلاق، الحرمان، تدني التحصيل المدرسي والجامعي، الفساد الأخلاقي، العقوق، انتشار الرشى، تراجع الإقبال على الزواج وغير ذلك من قصص نراها، ازدادت وتطورت بسبب الفقر، وبعضها يؤثر على بعضها الآخر.
هذا الكلام ليس تبرئة لكل من يتورطون في كل الأخطاء السابقة، لكنه توصيف دقيق، للسبب الأساس وراء كل هذه التغيرات الاجتماعية التي نلمسها يوميا، وهي تغيرات تراكمت بالتدريج، وزاد من حدتها وصول عدد السكان إلى أكثر من 11 مليون نسمة، منهم 30 بالمائة من غير الأردنيين، بما يعنيه ذلك من تزاحم صعب ومنافسة حادة ، وتغيرات ثقافية واجتماعية وقيمية أيضا.
بدون حل مشكلة الفقر جذريا، أو التخفيف منها، فنحن بالتأكيد سنذهب إلى ما هو أصعب وأسوأ، وهذا الكلام ليس تعبيرا عن سلبية، بل تعبيرا عن تشخيص دقيق، وسنكون أمام مشاكل مركبة، نتيجة لحدة الفقر، وللتغيرات الاجتماعية المرتبطة أيضا بكثرة التطلبات والرغبات والثقافة الاستهلاكية، وغياب الفرص، والوظائف المجزية، وحالة الانسداد في الأفق.
خذوا مثلا شهر رمضان الكريم، الذي يقترب منا، فهو موسم للخيرات والصدقات، وبلا شك يقوم كثيرون بأداء واجباتهم، ومساعدة الأخرين، لكن بعضنا إن لم يكن أغلبنا يتوقف بقية العام عن كل هذه الجهود، أو يخفضها، خصوصا، أن العمل الخيري بشكل عام يتراجع بسبب تناقص التبرعات، او انخفاضها، تأثراً بالوضع الاقتصادي ايضا، وهذا يعني ان حالة اطفاء الفقر جزئيا في رمضان، سرعان ما تتوقف او تنخفض بعد الشهر الكريم، وبعد عيد الفطر.
هناك مظاهر في الأردن تقول العكس لدى البعض، وان الفقر مجرد وهم، وكثيرون يستدلون على هذه النظرية بقولهم، انظروا الى زحام السيارات، وامتلاء المطاعم والمقاهي، وغير ذلك، لكن هذا الاستخلاص غير دقيق ابدا؛ لان لدينا طبقة وسطى او بقايا طبقة وسطى، تعيش من دخولها هنا، او من حوالات المغتربين وما تزال في وضع يسمح لها بالانفاق، وهؤلاء لا يعبرون بشكل حصري عن بقية المجتمع واحتياجاته من تعليم وعلاج ومأكل ومشرب وسكن وملبس وغير ذلك.
فكرة “الحلال والحرام” أمام المال تحديدا، باتت تتراجع، وكثيرا ما تسمع من شخص ما ان كل شيء مباح، من أجل تأمين كلفة حياة عائلته، مثلا، او دفع التزاماته، وهذا يفسر نشوء ظواهر تقوم على الجرأة وطلب الرشى في أماكن كثيرة، وهي ظواهر تتوسع يوما بعد يوم بذرائع يختلقها اصحابها، لتبرير افعالهم، وكأننا نتحول الى مجتمع جديد تماما، يختلف عن مجتمعنا التاريخي.
المعونات التي تقدمها الجهات المختصة، ليست كافية ابدا، فهي لا تغطي إيجار عائلة مثلا، وعدد الذين يطلبون المعونات يزداد، والمال المخصص سنويا، محدود، بما يعني ان هناك من لا يصله اي مال، باستثناء ما قد يساعد به الجيران، او جمعية خيرية هنا او هناك، حتى يأتي فرج الله.
نحن نصيح ليل نهار من الظواهر الخطيرة التي تجتاح المجتمع، من الجرائم الى غيرها، ونحاول حل هذه الأزمات، لكننا مثل الطبيب الذي يقدم مرهما لعلاج طفح جلدي، ويتناسى ان أصل المشكلة قد يكون تلوثاً في المعدة، مثلا، وهكذا فإن مكافحة كل هذه الظواهر لن تمنعها، لأننا لا نذهب الى اصل الأزمة الاقتصادية- الاجتماعية، ونحلها من جذرها بشكل كامل وفاعل أيضا.
ما زلت اؤمن ان استرداد المجتمع الذي نعرفه امر متاح هذه الايام، برغم المصاعب التي نواجهها، وقد تكون العملية أسهل بكثير، مما قد نراه بعد سنوات، وبعد ان تستفحل هذه الظواهر، كما ان حجم التكافل والتضامن من جانب الاغنياء ورؤوس الاموال وبقية الناس، يجب أن يرتفع، خصوصا، أن الأزمات التي يصنعها الفقر أصبحت مركبة، ولن تستثني أحدا من كلفتها الصعبة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع