زاد الاردن الاخباري -
منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والبلاد تتجاذبها أطراف إقليمية ودولية تدفع تجاه عدم استقرار العراق، ما يعيق الأخير من فتح آفاق تعاون مع دول الإقليم.
ولا يخفى على أحد، وفق مراقبين، النفوذ الإيراني في العراق بالتزامن مع الإطاحة بألد خصوم طهران، الراحل صدام حسين، في حين أن تركيا معنية بالشق العراقي خصوصا في الجانب المتعلق بالأكراد، فيما حافظت الولايات المتحدة على وجودها على الأراضي العراقية منذ غزوها البلاد.
بعد يومين فقط من اقتحام المتظاهرين للبرلمان العراقي في يوليو/تموز، أصدرت مجموعة تُدعى "أصحاب الكهف"، بيانات تهديديا حول المصدر الحقيقي للانهيار السياسي في العراق. وقالت الجماعة في 1 أغسطس/آب إنَّ "السفارة الأميركية والسفارة البريطانية ودول الناتو الأخرى" قد أثارت الاضطرابات بين شيعة العراق؛ ولهذا "ستتعرض جميع سفاراتها وقواعدها للاستهداف".، وفقا لموقع عربي بوست.
وفي المقابل، يقول محللون ومسؤولون أمريكيون سابقون إنَّ الأزمة الحالية تشير إلى تضاؤل قوة الولايات المتحدة واهتمامها بالبلاد.
وقال دوغلاس سيليمان، رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن العاصمة والسفير الأميركي السابق في العراق، لموقع Middle East Eye: "الولايات المتحدة ليس لها علاقة تُذكَر بما يحدث في العراق، ولديها طرق قليلة للتأثير فيه بطريقة إيجابية أو سلبية".
ورغم تأرجح التكهنات بشأن دور الولايات المتحدة بإحداث القلاقل في العراق، إلا أن المدافعين عن براءة واشنطن مما يحدث في بغداد وشقيقاتها من المدن العراقية، يقرّون بامتلاكها أدوات أخرى للتأثير هناك.
وقد أدى اعتماد الحكومة العراقية على إيران والولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم الدولة إلى صعود نفوذ طهران وواشنطن بشكل غير مسبوق وانحسار النفوذ التركي مترافقًا مع ازدياد المخاطر الأمنية التي مصدرها العراق سواء من حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة أو حتى ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، وفقا لدراسة نشرها موقع الجزيرة نت.
وكما هي العادة، تتابع الدراسة، انحازت الحكومة العراقية إلى إيران في الصراع الإقليمي التركي-الإيراني، فتدهورت العلاقات بين تركيا والعراق، بشكل حاد في العام 2016، وطفت على السطح ملفات خلافية جديدة سيما فيما يتعلق بوجود قوات عسكرية تركية في معسكر "بعشيقة" في شمال العراق، وعملية تحرير الموصل المرتقبة، ووضع الأكراد والسنة العرب والتركمان في مواجهة صعود ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، وأجندة إيران الإقليمية.
بيد أن تركيا أيضا، وكما هو الحال في سوريا، تجد في الحضور الكردي على الساحة العراقية ذريعة للعب دور أكبر من دور دولة جوار في العراق.
ظاهريا، تسعى تركيا لتحقيق الاستقرار في العراق، ودعم تشكيلة حكومة عراقية، والهدف سيطرة هذه الحكومة على أراضيها منعا لأي نشاط لحزب العمال الكردستاني، بيد أن الواقع وفق محللين، يدفع أنقرة لإبقاء الوضع خارج السيطرة في العراق، بهدف تحريك طيرانها وأفراد قاعدتها في جبل بعشيقة، لضرب أهداف كردية في العمق العراقي.
وحسب مراقبين، يتعين على العراق اليوم الانفتاح أكثر على دول تتجاوز الإقليم في سبيل استعادة النفوذ والسيادة على أراضيه، والمضي في نسج علاقات أكثر مع دول الإقليم، والاستفادة من التحالفات والتكتلات التي ظهرت في المنطقة وكان العراق طرفا فيها، كالاتفاق المصري الأردني العراقي، ذي المنافع السياسية والاقتصادية على تلك البلاد.
ويمضي المراقبون في تحليلاتهم، بضرورة حصول تقارب أكثر مع دول عظمى، تدعم السيادة على أراضيه، وتوسع من أفق الاستقرار، كالصين وروسيا وغيرها من البلدان، بعيدا عن المعسكر الغربي الدائر حول فلك الولايات المتحدة.