في كثير من الجلسات الحوارية "التعاليل " نتصادم مع "أشباه " المثقفين , الذين يبلون بلاء حسنا في أداء دور المتعلم المطلع على أحوال الأمم في العصور الوسطى و "النص كم " والحديثة , وهم في الحقيقة أكثر ما وصلت إليه ايدهم وتنامى الى عقولهم من العلوم والمعارف لا يتجاوز مقتطفات من مقالات لصحف اختبأت لأنها لم تجد من يقرأها فوقعت ضحية لهذه النماذج من "أشباه " المثقفين , فتجده يضيف ما يضيف من جعبته " الخنفشارية " إلى ما قرأ من مقالات العلم المنتهية الصلاحية , ويبدأ بسرد العلوم والمعارف على الحاضرين مقتبسا "خزعبلاته الفكرية " تحت عبارة مصدر موثوق .
لعلنا جميعنا نقع فريسة شباك هذه "النماذج " ولكن سرعان ما يذوب ثلجه ويظهر مرجه القاحل من المكتسبات الفكرية والمعرفية , فهو لا يستطيع أن يتعمق في تفاصيل الأحداث لأنها تنطوي على مكونات دقيقة لأجزاء العلوم والمعرفة , فهو اعتاد على " التجلوح " فوق التفاصيل وه يملئ "شليله " من المعلومات الصورية المظاهرية , واعتاد أن يملئ "عبطته " وجعبته على قدر استطاعته من العلوم الوهمية التي أصبحت تباع في أسواق نخاسة المعرفة , ولعلنا جميعا ندرك ما هي أسواق نخاسة المعرفه وهي الاماكن التي تباع بها العلوم والمعارف والأخبار "المزجاة " والتي يتم كتابتها بعناوين رنانه وهي في الحقيقة لا تحتوي إلا على الوهم المعرفي والخبر المفتقر للدقة الموضوعية وتفتقد الى العمل المتقن المعرفي والعلمي ,فهذه أسواق نخاسة يباع بها العلم الفارغ الأجوف على انه سنابل ملئه .
في طيات تعاليلنا الالكترونية نجد الكثير "المضارب الالكترونية " قد تحول إلى مصدر للمعلومة الصحيحة , ومنهم من اعتاد الإفتاء الالكتروني بمعلومات لا يعرف مصدرها أو نسبة دقتها أو حتى مكان حدوثها , فقط كتبت على "منبر " التعليلة الالكترونية , وتناقلها شباب الحي الالكتروني لتنشر بطريقة تصدق معلوماتها بدون البحث عن مصدرها , وهذه أفه اجتماعية الكترونية قد تتجاوز حد الإشاعة إلى حد الحقيقة الوهمية التي يتناقلها الأشخاص الثقات دون معرفتهم أنها وهمية وجوفاء من الحقيقة وكثير من الأخبار عندما يسال عن مصدرها نجدها " تعاليل الالكترونية " وهذا المجتمع الالكتروني يضم جميع أطياف المجتمع فمهنم النمام الالكتروني , والنصاب الالكتروني , والكذاب الالكتروني , والشيخ الجليل ,و الإنسان المهذب , واللص الالكتروني , وتتماثل جميع شخصياته مع شخصيات الواقع إلا أنها حملت قناعا الكترونيا بمعلومات ربما يكون في غالبيتها مزيفه .
ضعوا حدا لمصادر الأخبار والمعلومات والمعارف التي تتناقلوها ,فربما تكون وهمية ولا ترتقي إلى حد الحقيقة , وجميعنا يعلم أن "التعاليل الالكترونية" ليس مصدرا موثوقا للخبر والمعرفة والمعلومة , فجميعنا تأثرنا بأخبار وجدت فيما بعد أنها لم ترتقي إلى مستوى الحقيقة بل كانت " سلعة " معرفية مزيفة فتاجرنا بها فخسر البيع , وخلينا على "مفاجاة " الملقي بكفينا دورس وعبر .