عيد الاتحاد 41

الإمارات
بين الامس واليوم
الاسم المعروف لدولة الامارات قبل الاستقلال ومنذ القرن السابع عشر هى امارات الخليج او الامارات المتصالحة وكانت تضم ايضا قطر والبحرين ثم عرفت بعد ذلك بدولة الامارات العربية المتحدة بعد الاتحاد الذي يحتفل به شعب الامارات في اليوم الثاني من شهر كانون الاول من كل عام ومن يقيم في دولة الامارات يلاحظ اعتزاز الشعب بوطنه وفرحة المواطنين والمقيمين بهذا اليوم ووفاء قادته للرعيل الاول ممن قاموا على بناء الامارات المُكوّنة للدولة والقادة الذين قاموا على إنشاء دولة الإتحاد لمصلحة شعبها .

اما تاريخيا فقبل القرن السابع عشر كانت الامارات الحالية جزء من ساحل عمان وسكانها كانوا من قبائل العتوب وهم عرب مهاجرون من قلب نجد الى سواحل الخليج حيث عملوا باستخراج اللولو والصيد وايضا اشتهروا بالملاحة فى سواحل الخليج واشهرهم كان القواسم اما ما عدا ذلك من ساحل الخليج ( الاحساء والكويت ) كانوا تحت حكم امارة بنى خالد حتى ضعفت وال امر تلك المناطق الى ال سعود وال الصباح

أما الفترة االأخيرة من العصر البرونزي فهي فترة وادي سوق و التي امتدت من 2000 ق.م و 1300 ق.م وكما وجدت آثار من العصر الحديدي هي عبارة عن مسامير وسيوف طويلة ورؤوس سهام تعود إلى الفترة 300 قبل الميلاد كما اكتشفت قلعة مربعة الشكل تعود إلى عام 200 ق. م. تحيط بها أربعة أبراج وحائط خارجي طوله 55 قدما. كما وجد داخلها قالب حجري لسك العملة المعدنية.كما ان هناك اثار تعود للفينيقيون وكذلك اثارا تدل على الإمبراطورية الأخمينية وإمبراطورية الاسكندر الأكبر التي نشأت في بلاد فارس وتلتها مرحلة الإمبراطورية الساسانية التي نشأت في عهد أرتبانوس الرابع، وانتهت عندما حاول ملك الدولة الساسانية الأخير يزدجرد الثالث (632 -651) مكافحة الخلافة الإسلامية .

وحيث كان صراع عنيف وطويل بين الفرس والروم استمر قرابة ثلاثة قرون إلى أن انتهت في عصر هرقل ملك الروم وكسرى فارس على يد الفاتحين المسلمين لنشر الدعوة الإسلامية.

ومع بداية الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي، تمت دعوة البلاد المجاورة إلى الدخول في الإسلام. وكانت منطقة الخليج العربي من أوائل المناطق التي أرسل لها دعاة ليدخلوهم في الدين الجديد حيث كُلف عمرو بن العاص بالذهاب إلى عُمان وصُحار، وكلف أبو العلاء الحضرميّ بالذهاب إلى البحرين. وقد أسلم أهل الخليج ولبوا الدعوة.

وقد أصبحت في عهد الدولة الأموية مركزاً عالميا للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيها صناعة السفن. وفي نفس الإطار تم العثور على موقع أثري في حي جميرا بمدينة دبي يمثل بقايا مدينة إسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك . ومن أهم مرافق هذه المدينة الأثرية المطلة على الخليج العربي بيت للحاكم وسوق تجارية صغيرة ومرافق سكنية. من المدن الإسلامية المعروفة في ذلك العصر مدينة جلفار الواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية والتي تم العثور فيها على بيوت سكنية وأربعة مساجد بنيت فوق بعضها البعض عبر الزمن. ،

ولم ينجح النفوذ العثماني في الوصول إلى هذه المنطقة إلا بحرا دون أن يستطيع فرض أي سيطرة سياسية على أرضها. وأصبح هذا النشاط التجاري مطمعا أوروبيا خصوصا بعد انهيار الدولة الإسلامية في الأندلس وانطلاق الرحلات الاستكشافية لطرق جديدة للوصول إلى الهند دون المرور عبر الدول الإسلامية. ومن بين جميع المتنافسين كان البرتغاليون أول من نجح في الوصول إلى هذه المنطقة .

كان لقدوم البرتغاليين تأثير مزدوج الأثر؛ فمن ناحية فتحوا المجال أمام اتصال المنطقة بأوربا ولكنهم فعلوا ذلك بعد حروب كان لها أثر مدمر على المنطقة. وبعد خروج البرتغاليين، نجحت بريطانيا -رغم منافسة كل من فرنسا وهولندا لها- من السيطرة على المنطقة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع العشر وأنشأت شركة الهند الشرقية ككيان إطاره تجاري وأهدافه اقتصادية سياسية. وقد سيطر على الهند وجميع الدول في ذلك الجزء من العالم بما فيها منطقة الخليج العربي واعتبرت جميع الأراضي التابعة له جزءا من الإمبراطورية البريطانية العظمى.
بعيد منتصف القرن الثامن عشر بدأت تتكون الإمارات المختلفة في أرض الإمارات تدريجيا وأخذت بالتطور التدريجي، ولعدم وجود ترسيم واضح للحدود ساعد حل الخلافات إلى حد ما على بداية تشكيل الإمارات المختلفة رغم أنها تأسست سابقا أثناء النزاعات والتحالفات ولكن معالم الحدود بدأت تتضح بصورة أكبر وهكذا تشكلت الإمارات على النحو التالي:

تواريخ نشوء الإمارات السبعة الإمارة أبوظبي دبي الشارقة رأس الخيمة أم القيوين الفجيرة عجمان ما بين عام1737 حتى عام 1876
ا
وقد كان لكل إمارة علم يميزها. في البدء كانت هذه الأعلام جميعا حمراء مصمتة لتمييز سفنها بالبحر، حسب المعاهدة المبرمة مع الحكومة البريطانية. ولكن أرادت كل إمارة المزيد من التمييز لسفنها. فقامت كل إمارة بإضافة اللون الأبيض.

في عام 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية عام 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 شباط1968 واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد .

وقد رفع علم الدولة معلنين قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 كانون اول 1971 كما أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل المبدئي مساء يوم 1 كانون اول عام 1971. وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 2 كانون اول 1971 اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي الذي يعرف اليوم باسم "بيت الاتحاد" واعتبر هذا اليوم هو اليوم الوطني للاتحاد.

ولكن كان لا بد من بعض الإجراءات التي تتخذها الدولة لتثبيت وجودها دوليا. وفي هذا الإطار، انضمت الإمارات إلى جامعة الدول العربية في 6 كانون اول 1971، ثم انضمت إلى الأمم المتحدة في 9 كانون اول 1971 لتصبح العضو رقم 132.

وقد ساهمت دولة الاتحاد بالعديد من القضايا العربية كما في حرب تشرين عام 1973 حيث قال الشيخ زايد رحمه الله ان النفط العربي ليس اغلى من الدم العربي ودعا لوقف ضخ النفط العربي الى دول العالم وكانت هي المرّة الاولى التي يُستخدم ذاك النفط كسلاح ضاغط في السياسة الدولية .

وكذلك اثناء الحرب الاهلية في لبنان بين عامي 1975 و1990 حيث شاركت دولة الاماراتبقوة عسكرية ضمن قوات الردع العربية لضبط الامن .

كما شاركت قوات الامارات مع قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو وكذلك في الصومال عام 1993 .

واصبحت دولة الامارات العربية المتحدة بكافة اماراتها تمثّل علامة متميزة في العالم العربي كما ان تميّز دبي على مستوى العالم اصبح ملحوظا
وبالرغم من الطقس الحار لمنطقة الخليج فقد تطورت السياحة في الدولة فمن السياحة الرياضية الى السياحة الترفيهية الى سياحة التسوق الى السياحة البحرية وتتميز دبي بالكثير من المولات للتسوق والترفيه على المستوى العالمي مثل الامارات مول وابن بطوطة وغيرها كما ان برج خليفة يعتبر معلما بارزا في مركز دبي اضافة لاضخم ميدان لسباق الخيل في العالم وكذلك القرية العالمية التي تضم اجنحة عدة دول في العالم وتعتبر ابوظبي حاضنة للكثير من الانشطة الرياضية الدولية .

وما اروع واعظم ان يقوم حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدول بتهنئة المواطنين والمقيمين بعيد الاتحاد كلّ على هاتفه الخلوي ويجعل كل انسان في تلك الدولة يشعر يتواضع قادتها واهتمامهم بكل المقيمين فيها ويتأكد المرء ان الرعيل الاول انشأ الدولة وبنى الاحلام والشيوخ الان يدا بيد مع الشعب يُحقّقون تلك الاحلام على ارض الواقع .

وكل التهنئة لدولة الامارات ولشعبها وشيوخها بالعيد الواحد والاربعين للاتحاد مع الامنيات بدوام التقدّم والازدهار لذلك البلد العربي وشعبه الطيب الذي نهل من شيوخه الاوائل حب الوطن والايمان بالوحدة العربية سبيلا للسؤدد والتميّز والرقي بين الامم.