أضاف الرئيس " الأخواني " محمد مرسي حدثاً ، وأبرز مشهداً ، ودلل على سياسة كامنة ، بدت معلنة ، وبعث رسالة غدت مفهومة وواضحة ، ليست فقط لناخبيه من المصريين ، بل إقراراً بالتقدير لما تحقق منذ السادات وحتى إنتصار ثورة 25 يناير التي جنى ثمارها الأخوان المسلمين بالأغلبية البرلمانية وبموقع رئاسة الجمهورية .
تكريم الرئيس المصري للرئيس الراحل السادات ، لم يكن فقط إنتقائياً لفعل أكتوبر ، فقد كان قائد سلاح الجو حسني مبارك شريكاً قوياً في حرب التحريك التي قادها السادات ، وإختلف فيها وخلالها وبسببها مع رئيس أركان قواته المسلحة سعد الدين الشاذلي ، فلماذا تم تكريم الرجلين معاً ، ولم يكرم الثالث بإصدار عفو رئاسي يملكه الرئيس مرسي ويحق له إقراره وتنفيذه ، بحق مبارك السجين ، طالما أن التكريم لأبطال حرب أكتوبر التي كان مبارك أحد قادتها وروادها وبسببها صنعت منه نائباً للرئيس ومن ثم رئيساً حتى تحرك الثالوث لأزاحته : الشارع والقوات المسلحة والقرار الدولي .
الرئيس مرسي ، كان يمكن له أن يرد الأعتبار لسعد الدين الشاذلي ، رئيس أركان حرب أكتوبر ، ويكون بذلك كرم أكتوبر وإستثنى السادات " بطل الحرب وبطل السلام " بإعتباره صاحب قرار أكتوبر وصاحب قرار كامب ديفيد في نفس الوقت ، فهل يمكن تحرير السادات من فعل كامب ديفيد ؟؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا يتم تكريم حسني مبارك لشراكته في حرب أكتوبر وتحريره من أثام أفعاله بعد أن تولى رئاسة الجمهورية خلفاً للسادات ، فالسادات فعل ما فعله ، ولكنه تحالف مع الأخوان المسلمين ومع الأميركيين بعد أن طرد السوفيت ، وإعتقل كل من له علاقة باليسار والتيار القومي ، وفتح أبواب مصر لعودة الأخوان المسلمين المطاردين ، من أيام صانع النظام الجمهوري عبد الناصر ، الذي كان حليفاً للإخوان المسلمين ، وكانوا شركاء معه في حركة الضباط الأحرار ، فإنقض عليهم بعد أن إتهموه بسرقة الثورة وتغيير مسارها نحو اليسار والقومية
لقد أراد الرئيس محمد مرسي ، توصيل رسالة مزدوجة من خلال تكريم السادات ، والتعامل الواقعي مع نتائج أفعاله ، ليس فقط بإحترام إتفاقات كامب ديفيد وإستحقاقاتها ، بل بإختياره شخصياً سفيراً جديداً إلى تل أبيب بعد قطيعة إستمرت لأكثر من سنتين غاب فيها وعنها السفير المصري عن سفارته في تل أبيب ، وهو أراد تكريم السادات ، لأنه أعاد الأعتبار للإخوان المسلمين وتحالف معهم وأجحف بحق عبد الناصر ولا يزال ، وهي سقطة لن تسجل له بل ستسجل عليه ، بإعتباره إنتقائياً ، يتذكر شيئاً وينسى أشياء ، ويتعامل وفق قناعاته الحزبية ، وليس بصفته رئيساً لكل المصريين ، الذين يقف بعضهم مع السادات مقدراً ، ومع عبد الناصر أكثر تقديراً .