لا زالت الأغلبية صامتة ومترددة، وتخشى مغادرة قفص الماضي، وخائفة من الانتخابات، وخائفة من الانضمام إلى الأحزاب، ومن حق التعبير الديمقراطي ،ومرعوبة من المشاركة في مسيرة الإصلاح والتغيير، رغم إطاعة أوامر الربيع ،وفتح الباب على مصارعيه لدخول عصر التحرر العربي ،لكن ثقافة الخوف من النظام لا زالت هي السائدة ، وهناك رهاب نفسي واضح يحول دون جراءة البدء،وخطو الخطوة الأولى نحو تحرير الذات .(ذات صباح أهدونا أرنبا هنديا ...وصل الأرنب إلى بيتنا في قفصه ...فتحت له باب القفص عند الظهر ...عدت إلى البيت مساء ،فوجدته كما تركته داخل القفص ،ملتصقا بالقضبان وهو يرتعش فزعا من الحرية )الكاتب ادواردو غالينو/ الارغواي .
الملك أوعز بانجاز قانون الأحزاب إيذانا بولوج مرحلة الحكم الهاشمي الذهبي ،وفتح بيده بوابة المرحلة الأولى للحكومة البرلمانية المنتخبة بسن قانون الأحزاب، وهي غاية ما يسعى الشعب كله إليه ،لكنه عندما عاد لم يجد خارج القفص إلا من أساء إلى الملك نفسه ، كان خارج القفص اثنان فقط... المذيع الذي حرض على قتل المشاركين في مسيرة الجمعة ،ثم ذاك الذي شتم الإخوان المسلمين وطلب منهم العودة إلى جحورهم