إنهم يريدون إصبع الملك

اقتنعت أغلب مكونان خليط الحراك الوطني بما اصطادته من إصلاح وتغيير من بحر موسم الربيع العربي ،وعاد الأغلبية إلى منازلهم وبقي آخرون ،وفي التراث الصيني القديم ،قيل انه ذهب صديقان يصطادان الأسماك، فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف .. فسأله الآخر : إلي أين تذهب ؟! .. فأجابه الصديق : إلي البيت... لقد
اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني .. فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! .. فرد الرجل .. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها.. فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ .. قال له كي تحصل علي المزيد من المال .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك .. فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : لكي تصبح ثريا .. فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! .. فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك فقال له الصديق العاقل
هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ،ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر .. رجل عاقل.. أليس كذلك؟.

لكن ثمة في الشارع الأردني من يريد إصبع الملك.. ومن قديم التراث ألصيني أيضا انه تصادف أن مر رجل اكتسب الصفة القدسية على صديق قديم له، وعندما علم الرجل المقدس أن صديقه يعاني من ضنك العيش أشار بإصبعه إلى قطعة من الطوب ملقاة على قارعة الطريق فتحولت إلى قطعة من الذهب، فوهبها إلى صاحبه القديم، إلا أن الرجل المقدس لاحظ أ ن صاحبه القديم لم يكن راضيا بما قدم أليه، فأشار ثانية بإصبعه إلى نصب منحوت من الصخر على هيئة أسد، فتحول ذلك النصب إلى كتلة من الذهب، فوهبها أيضا هدية إلى صاحبة القديم، لكن الرجل لم يظهر أي من علامات الرضي، فتساءل الرجل المقدس قائلا كيف اقدر على إرضائك يا صديقي القديم... فتردد الرجل لحظة ثم قال... أعطني إصبعك