أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء مائلة للبرودة مع احتمال هطول زخات من الأمطار ما هي «الخيارات» أمام الأردن: سيناريوهات «غزة بلا حماس» وشبح ترامب مع «ثورة مضادة» للمقاومة؟ مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية (أسماء) رئيس وزراء اليونان يصف حماس بـ"الإرهاب" أمام أردوغان .. ورد فوري (شاهد)‏ مستوطنون أحرقوا شاحنات مساعدات أردنية كانت متجهة لغزة / شاهد المجالي يتحدث عن قضيتين رئيسيتين لقمة المنامة أطباء نثمن قرار الهواري و نطالب بالمزيد من رئيس الوزراء ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة بهذا الموعد في الأردن أمريكا: النصر الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه غير ممكن الصفدي ونظيره السوري يبحثان أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات هآرتس: الوقت حان ليقف جنرالات الجيش ضد نتنياهو الحكومة للمواطنين: المياه الواصلة لمنازلكم سليمة 100% اشتباكات عنيفة تدور بقطاع غزة .. واستهداف 10 آليات للاحتلال الحكومة: يجب أن ينتبه الناخب إلى برامج الأحزاب ضابط مخابرات أمريكي: استقلت بسبب حرب غزة صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية أمير قطر يجري اتصالا هاتفيا بالبرهان المقاومة تستهدف أكثر من 20 آلية صهيونية بغزة الزرقاء تحتفل باليوبيل الفضي وتستعد لاستقبال القائد الدباس: أنا وزير سياحة وليس وزير أوقاف

يوم النكبة

20-05-2012 10:14 AM

العديد من المقالات العبرية لكتاب إسرائيليين، توقف عند يوم نكبة الشعب العربي الفلسطيني، بشكل لافت، يحيئيل شفي كتب في "إسرائيل هيوم " بعنوان يوم النكبة : احترام حق الفلسطينيين، شاؤول أريئيلي في "هآرتس" بعنوان الخوف من يوم النكبة، وغيرهم، فالحقيقة كما يقول شفي "إن الرواية الفلسطينية تهدد الرواية الصهيونية" ويحذر بقوله "علينا أن نحافظ على حق الآخر في التذكر، لكن أن نحترس من أن تجعل الذاكرة حق عودة الفلسطينيين شرعية".

هؤلاء وغيرهم، أدركوا أهمية التحرك الفلسطيني لإبراز حق العودة، ذلك الحق المجسد بثلاثة عناوين هي:

أولاً : القرار الأممي 194، بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي طردوا منها، أي مناطق 1948، إلى اللد ويافا والرملة وبئر السبع وحيفا، واستعادة ممتلكاتهم المصادرة من قبل الدولة العبرية، وكذلك التعويض على ما أصابهم من مس وأذى وتشريد طوال سنوات التشرد والنفي واللجوء.

ثانياً: تشكيل وكالة الغوث، كمؤسسة دولية أممية، معنية برعاية اللاجئين الفلسطينيين وهذا سبب رئيسي وكاف لمحاولات إنهاء دورها وتغييره وعدم تغطية احتياجاتها المالية لإضعافها واختزال حضانتها للاجئين الفلسطينيين.

ثالثاً: الشعب نفسه المبعد والمشرد خارج وطنه باعتباره أداة النكبة وعنوانها، والذي ما زال متمسكاً بحق العودة فالأجيال المتلاحقة التي تعيش في أقطار اللجوء والشتات، حينما يُسأل أطفالهم من أين أنتم يجيبون من اللد ويافا والرملة وحيفا وعكا.

لهذا انشغلت المؤسسات الإسرائيلية لعدة أيام، وإعلامها، بما جرى في جامعة تل أبيب، أكثر مما حصل من اعتصام أو إضراب أو مظاهر التوقف لإبراز يوم النكبة لدى الوسط العربي الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة.

ما جرى في جامعة تل أبيب كما قال الصحافي المراقب والمشارك برهوم جرايسي، لم أشهده طوال عمري منذ خمسين سنة، بسبب حجم الشخصيات الاسرائيلية المشاركة في التعبير والتضامن مع الفلسطينيين يوم نكبتهم، مع حجم اليمين الفاشي الذي تنادى لتخريب ذكرى يوم النكبة في الجامعة، حشد مقابل حشد وسياسة مقابل سياسة، ورواية مقابل رواية، جمعتهم جامعة تل أبيب، وفي ظل اهتمام إعلامي إسرائيلي غير مسبوق، خاصة مشاركة إسرائيليين يساريين وتقدميين وديمقراطيين، مع الفلسطينيين للتذكير بالنكبة وما ألمّ بالشعب الفلسطيني من فقدان حق الحياة والكرامة والشراكة وقيام إسرائيل على حسابهم ومصادرة أرضهم وبعثرتهم داخل وطنهم وخارجه، وأن يأتي إسرائيلي للتضامن معهم ومحاولة بعث الرواية الفلسطينية، كان هذا هو الحدث الأبرز يوم النكبة الرابع والستين.

ما جرى في جامعة تل أبيب، كان من المفترض أن يتكرر في جامعة حيفا، ولكن إدارة الجامعة ألغت النشاط وصادرت محتوياته، بسبب الأثر المعنوي النفسي السياسي الذي تركه حدث جامعة تل أبيب، التي قامت على أرض قرية الشيخ مونس العربية الفلسطينية المدمرة.

مكونات الشعب الفلسطيني الثلاثة، في مناطق 48 ومناطق 67 وفي بلدان الشتات والمنافي، تفاعلت مع الذكرى، بعيداً عن التباكي، وإبراز الضعف والمسكنة، بل عبر ممثلو المكونات الثلاثة عن عزيمة شعب لا يلين، رغم قوة الظروف ووجعها، سواء في مناطق 48 حيث التمييز، أو في مناطق 67 حيث الاحتلال العسكري، أو في بلاد اللجوء المقرون بالحرمان من الوطن والمسكن والاستقرار والطمأنينة.

نضال الشعب العربي الفلسطيني، بمكوناته الثلاثة من أجل المساواة في 48 والاستقلال في 67 والعودة للاجئين بدا أكثر وضوحاً وتماسكاً، وينال الدعم والإسناد والتعاطف لعدة أسباب :

أولاً : عدالة القضايا المطلبية السياسية القانونية الثلاثة التي يعمل من أجلها شعب فلسطين العربي، حق المساواة وحق الاستقلال وحق العودة.

ثانياً: السياسة الواقعية المرنة والعقلانية التي ينهجها رموز الشعب الفلسطيني وقياداته الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، وقادة لجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني في مناطق 48.

ثالثاً : السياسة الإسرئيلية الرسمية التي تتسم بالتطرف والعنصرية والمعادية لحقوق الإنسان، والمتعارضة مع قرارات الأمم المتحدة، ما يسبب الحرج لأصدقاء إسرائيل للدفاع عنها أمام المحافل الدولية، وأبرز مثل على ذلك بيان الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأخير ضد الاستيطان في الضفة والقدس، وضد الإجراءات الإسرائيلية بحق أسرى الحرية.

نضال الفلسطينيين بمكوناتهم الثلاثة، ليس نموذجياً، فما زال بعض التطرف يبرز هنا وهناك، والانقسام والانقلاب عنواناً للتخلف وضد الديمقراطية وضد التعددية، وإضعافا للجهد الفلسطيني وتغييب أولوياته، وغياب المبادرات الجمعية في قيادة منظمة التحرير، والروح التجريبية في أدائها وخطواتها، تنعكس سلباً على سير العمل وتحقيق النتائج، ومع ذلك فالوضع الفلسطيني يسير إلى الأمام ولا يعود إلى الخلف، والمشروع التوسعي الاستعماري الإسرائيلي، رغم تفوقه ينحدر إلى الهاوية تدريجياً، وإن كان بطيئاً، ولكن مؤشرات تطرفه تعكس أزمته، لا تفوقه.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع