ما أن بدأ الشعب العربي بالثورة على الظلم والاستبداد الذي عايشه منذ عشرات السنين كاسرا حواجز الخوف والرعب التي صنعتها قوى أمن الأنظمة العربية المتساقطة كي تضمن بقاءها وتفردها بالسلطة بقوة تلك الأجهزة الكثيرة لا بمحبة الشعوب لها, فما أن هبت الشعوب حتى تحركت معها حملات التضليل الإعلامي التي شنتها تلك الأنظمة وأجهزتها المختلفة سواء من تلك التي سقطت فعليا, أو من التي ما زالت تتهاوى واقترب سقوطها...من خلال أبواق المستغربين وأزلام الأنظمة السابقة وأدعياء الحرية والثقافة الغربية الذين تحسسوا في ثورات تلك الشعوب العمق الإسلامي الأصيل المتجذر في هذه الأمة....
إن أبرز ما نلاحظه فيمن يحاربون الإسلام من حيث المبدأ ويخوفون منه وكأنه وحش مفترس سيدمر كل شيء له علاقة بالتمدن والحضارة...ويهدد بشكل خاص سواء الأقليات التي تعيش منذ عمر الإسلام آمنة مطمئنة, أو الحريات الشخصية التي يتم التركيز عليها لحث تلك الشعوب على محاربة الثورات درءا منهم لهذا (الوحش القبيح) في كل شيء, كما يصوره أدعياء التحرر والعلمنة والاستغراب وبقايا أنظمة القمع والفساد...
- إن من يسمع هؤلاء المستغربين الناعقين من إعلاميين ومحاورين ومشككين ومتشدقين يتحدثون عن هذا الموضوع يشك للحظة أن شعوبنا غالبيتها من البوذيين أو الهندوس أو النصارى أو اليهود وأن الإسلام الذي يتحدثون عنه ما هو إلا طارئ على تلك الشعوب أو قادم إلينا من الصين أو قبائل المغول...متناسين أن تلك الشعوب من غالبية مسلمة تنتمي لهذه الأمة ولنبيها محمد العربي صلوات ربي عليه وسلم, وما يحدث لهو وضع طبيعي بعودة تلك الأمة لسماحة ورحابة هذا الدين العظيم رغم أنوف أعدائها ...فالإسلام ليس غريبا وشاذا, فالغرابة والشذوذ هي في الذين يريدون استئصال غالبية هذه الأمة من جذورها الراقية السامية ..فأنتم الطارئون وليس الإسلام بطارئ...
- على من انخدع من المسلمين بتلك الأبواق أن يعرف أن الإسلام ليس كما يصوره الغرب لينفّر أهله منه بعد أن نسوه؛ إن المسلم الذي يخاف الله ويده نظيفة ويحرص على دين الله ويغار عليه ليس بالضرورة أن يكون ملتحيا وإن كانت اللحية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .. إن المبدأ في تقوى القلوب التي تنعكس على كل جوارح المسلم الداخلية والخارجية ...يعني في مصر هناك مرشح للرئاسة هو الدكتور محمد سعيد العوا مفكر إسلامي نزيه كما نحسبه, لا لحية أو شارب له...لكنه بفكره ينتمي لهذه الأمة وهذا هو المهم؛ بمعنى آخر هو يعبر عن غالبية الشعب المصري المسلم وينتمي إليه بتلك الحقيقة ...ومن البديهي أن تكون مصلحة هذا الشعب بكل تاريخه ومكوناته هي أولوية هذا الحاكم وليس مصالح الغرب...
- إن أكثر ما لفت انتباهي ممن يخوفون من هذا الدين خاصة في تلك الدول التي سقطت فيها أنظمة الحكم كمصر وتونس مثلا بأن وصول الإسلاميين للحكم سيحرم النساء من لبس البكيني على الشواطئ, وبالتالي سيُحرم هؤلاء الرجال من أهم وسيلة في تحفيز وتنشيط مراكز الإبداع والتطور لديهم, للّحاق بركب الغرب في مجال العلم والفضاء... فبدون البكيني لا حرية شخصية ملهمة للتحرر والإبداع...
رهنوا هذه الأمة وربطوا مصيرها بالبكيني ...ولو سألتهم مثلا كم هي نسبة النساء اللواتي يرتدين البكيني من نساء هذه الأمة ...لما تخطت تلك النسبة عدد عشيقاتهم.
مبروك عليكم البكيني رغم أنكم وطيلة فترة حكمكم لم تحسنوا حتى صناعته, فاعتمدتم في هذا على الذوق الغربي وتقنياتهم ...حقيقة لا أبالغ عندما أقول أن البكيني عندكم بالأمة كلها, وطالما ربطتم مصيرنا ومستقبلنا ومقدراتنا ومقدساتنا بخيط رفيع واحد في ساعة من ليل دموي أحمر نضالي ساخن...