أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. ارتفاع آخر على الحرارة ‏حملة «ابتزاز» غير مسبوقة تستهدف بلدنا القرارات الجديدة لوزارة الاستثمار .. هل تُعيد الثقة للاستثمار في الأردن بدران: سقف طموحات الأردنيين مرتفع والدولة تسعى إلى التجاوب معها بالفيديو .. تحذير هام من الصحفي غازي المريات للشباب توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً إدارة السير للأردنيين: هذا سبب وقوع هذه الحوادث طاقم تحكيم مصري لإدارة قمة الفيصلي والحسين 64 شهيدا ومئات المصابين بغزة السبت مديريات التربية في الوزارة الجديدة ستنخفض من 42 إلى 12 وزارة المالية تنفي ما تم تداوله على لِسان وزيرها محمد العسعس جثث شهداء في شوارع جباليا .. وارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة غانتس يمهل نتنياهو (20) يوما أو الاستقالة: بن غفير يهاجمه ولبيد يطالبه بعدم الانتظار إجراءات جديدة حول الفحص النظري والعملي لرخصة القيادة “حمل السلاح ليلحق برفيقه” .. مقطع متداول يظهر شجاعة المقاومة في جباليا (شاهد) أزمة حادة في الغذاء والدواء يعيشها النازحون بالقضارف السودانية مقابل تصعيد الاحتلال في عمق لبنان .. حزب الله يكرس معادلة جديدة لمواجهته الذكرى التاسعة لرحيل اللواء الركن فهد جرادات مكتب غانتس يهاجم نتنياهو بدء فرش الخلطة الاسفلتية للطريق الصحراوي من القويرة باتجاه العقبة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة صراع حماس الداخلي

صراع حماس الداخلي

19-02-2012 11:01 AM

بوضوح لا لبس فيه كشف محمود الزهار ، حجم ومضمون الخلاف السياسي الذي يجتاح حركة حماس في أعقاب سلسلة التطورات التي تجتاح فلسطين بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام في ظل ثورة الربيع العربي الذي إستفاد منها بشكل أخص التنظيم الأكثر نفوذاً والأقدم تأسيساً والأقدر على حرية المناورة ، العابر للحدود حركة الإخوان المسلمين ، الذي يشكل المرجعية السياسية والفكرية والحزبية لحركة حماس ولمحمود الزهار .

فلسطين برمتها ، وفي تشكيلاتها السياسية الحزبية ، تقف عاجزة أمام تفوق العدو الأسرائيلي محلياً والمسنود بقوة الولايات المتحدة ونفوذها دولياً ، وكلاهما يقف عاجزاً ، فتح وحماس ، لا طريق المفاوضات العلنية ذات جدوى ، ولا من يقولون بالمقاومة ، كلاهما غير قادر على جعل الأحتلال مكلفاً ، لا هذا ولا ذاك ، لا الذي يتحرك بقرار من الأحتلال في الضفة ، ولا ذاك الذي يتحرك في نطاق الحصار المفروض على قطاع غزة ، كلاهما يقبع تحت الأحتلال أحدهما بواسطة الدبابات والأخر بواسطة الطائرات ، وهوية السلاح واحدة هي " جيش الدفاع الأسرائيلي " ، الذي يُدمر الأخضر واليابس لتبقى إسرائيل سيدة الموقف في فلسطين بل وفي العالم العربي برمته .

كنا نشهد صراعاً فتحوياً حمساوياً ، تحت بصر ورغبة الأحتلال ، وربما تتم تغذيته بوسائل إستخبارية ، والأن نشهد صراعاً حمساوياً حمساوياً ، قد يتواصل ، وقد يكبر وقد يصغر وفق مسار الأحداث ، يقولها محمود الزهار علنا ً " هناك خلاف واضح ، لكن ليس هناك إنشقاق " وينفي وجود خلاف بين الداخل والخارج ولكنه يعترف ويصر ويؤكد أن " حماس غزة لم يتم إستشارتها وهي التي تمثل الثقل الحقيقي لحركة حماس " كما يقول هو ذلك حرفياً تعقيباً على إتفاق الدوحة الموقع يوم 5 شباط ولذلك يخلص إلى النتيجة بقوله " هذا غير مقبول " .

إذن نحن أمام مشهد سياسي حزبي مضطرب ، متوتر ، محتقن ، يحتاج لمعالجة ، وهذا لن يتم إلا في النطاق الحزبي الداخلي ، لأن حركة حماس أمام إستحقاقات ومراجعة ، بعد أن توصلت حركة الإخوان المسلمين لتفاهمات تكاد تكون معلنة مع الولايات المتحدة الأميركية حول مجمل أوضاعها ودورها في المنطقة العربية بإستثناء فلسطين ودور حركة حماس فيها ، حيث ما زالت هذه القضية معلقة وخلافية ، ولهذا يرى مكتب الأرشاد القيادي المركزي للإخوان المسلمين ، ضرورة مشاركة حماس في مؤسسات الشرعية الفلسطينية ، مؤسسات منظمة التحرير ، ومن خلالها تستطيع نيل الشرعية بعد أن فشلت طوال حياتها في تحقيق هدفين أولاً أن تكون بديلاً لمنظمة التحرير ، وثانياً أن تكون نداً لشرعية المنظمة أو تتقاسم معها الشرعية ، ولذلك عليها أن تدخل الشرعية ومن خلالها ، من خلال مؤسساتها تحصل على ما تريد ، وعلى ما تتطلع إليه ، ولهذا ثمن يجب دفعه ، وهو ما فعله خالد مشعل المطل على المشهد السياسي وعلى تفاصيل الوقائع والأحداث والأستحقاقات ، فوافق على دخول المنظمة بدون شروط مسبقة وجلس على طاولة الرئيس أبو مازن مثله مثل جميل شحاده وصالح رأفت وطلال ناجي ، ونسي قصة 40 بالمائة والجلوس الندي في مواجهة الرئيس محمود عباس ، وهي حصيلة تم إستهجانها من قبل جماعة غزة الذين لم تصلهم بعد إستحقاقات نجاح الإخوان المسلمين في المغرب وتونس ومصر وتفاهماتهم مع الأميركيين الذين عبروا عنها بإعلانهم العلني عن إحترامهم للإتفاقات الدولية بما فيها إتفاقية كامب ديفيد المصرية الأسرائيلية ، مع إحتفاظهم بحق مراجعتها إذا خالفت المصالح الوطنية المصرية .


الصراع الداخلي في حركة حماس ، ليس إجتهاداً أو تعبيراً عن رؤية فردية قادها خالد مشعل ، وتصدى لها محمود الزهار ، بل هو صراع بين نهجين ورؤيتين للتعامل مع الأحداث ومع المستجدات ، وما عبر عنه الزهار قول صحيح عندما يقول أن الثقل الحقيقي لحركة حماس هو قطاع غزة أي الداخل وليس الجاليات الفلسطينية في العالم ، وهناك قطاع واسع من القيادات لم يفهم بعد درسين من التاريخ الفلسطيني ، وكلاهما يُسجل للرئيس الراحل ياسر عرفات .

الأول : حينما إصدمت منظمة التحرير مع الموقف الأردني بشأن التمثيل الفلسطيني ، حين لجأ ياسر عرفات قبل قمة الرباط عام 1974 للشخصيات الفلسطينية بالداخل المحتل لممثلي الضفة والقدس والقطاع محمد ملحم وفهد القواسمي وعبد الجواد صالح وبسام الشكعة وإلياس فريج ورشاد الشواد وسميحة خليل وحنا ناصر وسليمان النجاب وحصل منهم على وثيقة 106 شخصيات ، السياسية والنقابية والأجتماعية وقدم مذكرتهم الموقعة لقمة الرباط والتي أكدوا فيها ومن خلالها أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، فما كان من القمة العربية إلا وأن تجاوبت مع صلابة موقف هذه الشخصيات وصدر القرار العربي بحق المنظمة لتمثيل شعبها .

والدرس الثاني : حين نقل ياسر عرفات الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن بعد إتفاق أوسلو 1993 ، حيث لم يعد الوطن الفلسطيني ساحة من ساحات النضال أو الصراع ، بل هو ساحة الصراع وساحة النضال ولا ساحة غيره ، ولم يعد المنفى هو المكان الذي تجري في فضاءاته الأبداع والأنتصار ودفع الأثمان ، بل أرض الوطن بأدوات الشعب وصدوره العارية إلا من الإيمان بإهمية الوطن والولاء له والأخلاص لمتطلبات إستقلاله وحرية شعبه ، وتحول المنفى برمته إلى ساحات جانبية عملها يتركز على دعم وصمود الشعب على أرض الوطن ومواصلة نضاله وبناء مؤسساته في حضن الوطن ومن سواعد أبنائه ولخدمة شعبه ، وهكذا يجب أن نفهم تصريحات محمود الزهار ، ليس بإعتبارها معبرة عن وجهة نظره فقط ، بل هي تعبير موضوعي على أن أغلبية الشعب الفلسطيني وقياداته وحركته الوطنية هي على أرض الوطن وصراعه مع عدوه هو على الوطن وأرضه وإستقلاله .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع