أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعترف بعدد إصابات جنوده منذ بدء الطوفان قطر بصدد تقييم دورها في الوساطة بين الإحتلال وحماس اعلام القوات المسلحة .. سنّة حسنة وممارسة فُضلى الصفدي: سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب الممارسات الإسرائيلية تنبيه من ارتفاع نسب الغبار في أجواء الأردن الخميس 4 شروط لقبول اسم ورمز القائمة الحزبية بالانتخابات النيابية مفوض “أونروا”: الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء "أكسيوس”:”إسرائيل” بحثت توجيه ضربة لإيران الاثنين لكنها أجلتها الأردن .. فتيات قاصرات يقمن بابتزاز الشباب بإشراف من أهلهن (فيديو) الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية أبو السمن يوجه بدراسة مطالب المستثمرين في منطقة البحاث الأونروا: حملة خبيثة لإنهاء عملياتنا معهد القانون و المجتمع يصدر ورقة تحليل مفاهيمي حول الغرامات في قانون العفو العام حادثة غير مسبوقة .. مواطن يتفاجأ باختفاء كفن وقبر ابنته في اربد زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية مسؤول إسرائيلي: الضغط العسكري على حماس لم ينجح. ليبرلمان يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران: فكر جيدا كبار الحاخامات يحذرون: الهجوم على إيران خطر على إسرائيل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أرادوا الشارع والأردنيون أمسكوا بالدولة

أرادوا الشارع والأردنيون أمسكوا بالدولة

25-12-2011 11:36 PM

د. مهند مبيضين


أرادوا الشارع والأردنيون أمسكوا بالدولة


في حوار مع الشيخ مراد العضايلة عبر تلفزيون رؤيا قال رادا على الزميل عمر كلاب:" أنتم عندما تريدوننا تقولون: إن الإخوان تنظيم أصيل ومحترم في الاردن، وعندما لا تريدوننا يشن الكتاب هجوما علينا.."، وهذا الكلام ليس بذي صلة باحداث المفرق، فانا من المؤمنين أنّ تأخر الديمقراطية في الأردن في جزء من أسبابه الإخوان، لأنهم ببساطة أرداو الحرية لهم وأبَوها على غيرهم، وكانوا يدا معِينة للدولة في إقصاء ومحاصرة الأحزاب القومية واليسارية الأخرى.

واعتقد أن الإخوان المؤمنين اليوم! هم غير الإخوان المسلمين الذي كانوا ينهلون من فكر الإمام المؤسس حسن البنا، والمسألة في الموقف من الإخوان يجب أن تفسر بسذاجة مقرونة بزاوية النظر التي تقع تجاههم بين كونهم مكونا محترما وتنظيما أصيلا في الأردن في لحظة خطب الود -كما يقولون- من الحكومات، أو هم تنظيم مدعوم من ايران ويريد مصادرة الدولة في لحظة الغضب منهم أو عليهم.

وهذه ما يعكس أزمة تقدير وتقييم عند الإخوان لطبيعة المشهد والنظرة إليهم، وهذا التفسير الإخواني للنظرة إليهم يشف عن مقدار الأسباب الضاغطة في عقلهم على تفسير ردود الفعل منهم وعنهم.

ولكن، علينا السؤال هل عانى الإخوان في الأردن كما عانى غيرهم في مصر في غياهب السجون؟ أو كما حصل مع القوميين في الاردن عندما أرسلوا للجفر؟ الجواب طبعا لا، فاللعبة كانت مفهومة بين الدولة وبينهم، لذا فهم كلما اردات الدولة التوجه الحقيقي للإصلاح، الذي يمكن أن يأتي بشركاء جدد غيرهم، يتجهون لتعقيد المشهد أكثر، خاصة في ظل مواجهتهم لاحتمالات الانشقاقات الشبابية والانقسام، وتراجع الشعبية وشبهة التفاهم مع الغرب.

لست -أيضا- مع الهجوم على الإخوان، ليس لأنهم أصيلون أو أصليون، فهذا ليس مبدأ النقاش، لكن في الجماعة والإخوان ما يكفيهم من تخوفات، وحذر، ولعل رفض الاستجابة لصوت الشيخ حمزة منصور في احداث المفرق هو نموذج واضح على الواقع الإخواني، ولعل التفكير بصوت عال والذي يمارسه شباب الإخوان ونسمع فيه غضبا على قيادتهم، يفرض محاولة الحركة وشيوخها استعادة الـتأثير في أي مكان.

لذلك أراد الإخوان العودة للشارع، واستعادته، بعدما منحوا كل الفضاءات المكانية طيلة خمس وخمسين جمعة في الأردن، وتمسك الأردنيون بالدولة، وعندما يخرج جماعة مؤمنة ايضا ووطنية، يقال عنهم قطعان وبلطجية، لإن ذلك فيه إهانة للمشترك والوطني والإسلامي والإنساني، فشيوخ العشائر اليوم هم امتداد لأولئك الأباء المؤسسين الذين قادوا الحركة الوطنية ضد التهويد ووعد بلفور وضد المعاهدة الاردنية البريطانية العام 1928 واستمروا طيلة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين يقاومون وطنيا وفلسطينيا، في حين كان مؤسسو حركة الإخوان في مصر يرتبون أوضاعهم مع الضباط البريطانيين في مصر، وقد أخبرني المرحوم المؤرخ محمد عيسى صالحية أن البيان الأول للحركة في مصر شارك بصياغته ضباط بريطانيون.

وقد عادت الصلات بين الإخوان وبريطانيا في أوائل الاربعينيات من القرن العشرين، وأشار الكاتب البريطاني مارك كورتيس في صفحة الرأي بصحيفة الجارديان بتاريخ 6 يوليو 2010 عن أن بريطانيا دعمت الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر، وأن بريطانيا قامت في البداية بتمويل الإخوان المسلمين سراً عام 1942م، ثم ذكر أن الصلة بين الطرفين توطدت بعد ذلك مع قيام الثورة. وفي عام 1956، عندما وقع العدوان الثلاثي تطورت اتصالات بريطانيا بالإخوان كجزء من مخطط للإطاحة بعبد الناصر؟.

ومع اني لا ارغب بأخذ كلام كورتيس كحقائق، إلا أن تفسير غضب عبد الناصر على قادة الإخوان وزجهم في أتون التعذيب يظل يطرح السؤال عن الـ (لماذا ) المفسرة لذلك الغضب، فهل اكتشف عبد الناصر مؤامرتهم المزعومة على حد قول كورتيس؟ ثم هل كان الإخوان السد المقبول ضد القوى الديمقراطية والاشتراكية التي أثارت مخاوف اميركا، لذلك كانوا هم خروف العيد لدرء المدّ الروسي عن المنطقة العربية.

مرة أخرى أقول: إن إخوان اليوم في الأردن ومصر، يعيشون عقدة النموذج، والعودة لافكار ومبادئ المؤسس حسن البنا هي التحدي بالنسبة إليهم، إذ ذكر حسن البنا في رسالته للمؤتمر الخامس للحركة، تحت عنوان (إسلام الإخوان المسلمين) "إن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف"، وذكر أيضاً "أن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية.

وذكر البنا في نفس الرسالة أن خصائص دعوة الإخوان التي تميزت بها عن غيرها من الدعوات يكمن في ابعادها وهي: البعد عن مواطن الخلاف، والبعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، والبعد عن الأحزاب والهيئات، والعناية بالتكوين والتدرج في الخطوات، وإيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، وشدة الإقبال من الشباب، وسرعة الانتشار في القرى والمدن.

ومن ينظر في واقع الإخوان اليوم يدرك كم يعانون من البعد عن تلك الأفكار، وكيف انهم افرغوا الأفكار المؤسسة من مضمونها، فهم اليوم يريدون المال الكامن في جمعية المركز الإسلامي وأذرعها، ويريدون عودة الشباب للإقبال عليهم وذلك صعب وعسر، في حين حتى شبابهم في مصر خرجوا عن طاعتهم، وهم يريدون العودة للقرى وهذا ثمنه كبير ومتمنع، وهم في كل اعمالهم يحبون جاذبية الدعاية والإعلان، وهذا ما يخالف تعاليم المؤسس حسن البنا، فكلنا أمل ان تعود الجماعة وتراجع نفسها وتصلح حالها.

Mohannad974@yahoo.com
التاريخ : 25-12-2011





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع