أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار مقتل شخصين بقنابل روسية هاجمت شمال اوكرانيا
ثوب جدتي الأسود !

ثوب جدتي الأسود !

11-04-2024 11:00 AM

منذ أن وعيت على الدنيا رأيت جدتي ترتدي الثوب الأسود وأحياناً الكحلي الغامق جداً. في ذلك الزمن كانت أمي وعماتي وخالاتي ونساء القرية يرتدين الأثواب، أغلبها أبيض، المطرزة بالحرير الملون على أشكال أغصان البرتقال والليمون. خط عريض يبدأ من الخصر حتى القدمين، ومثله على الكمين، وعلى الصدر مربع بألوان الربيع. وعلى الرأس شاش طويل أبيض على حوافه تطريز رفيع أزرق أو أحمر. يلف الشعر والظهر حتى يخيل اليك أن المرأة منهن شجرة لوز أو جورية أو حورية.
ما عداها جدتي وقلة من النسوة المسنات الفاقدات لعزيز.
كنت الأحب إليها. فأنا البكر من الأولاد ابن البكر من أبنائها. حضنتني بحنان عادل حنان أمي التي كانت منشغلة بتربية أشقائي و شقيقاتي الأصغر مني. أينما تذهب تأخذني معها، حتى أن بعض النساء كن ينادينها باسمي معتقدين أني ابنها.
سألتها عندما لاحظت اختلاف لون ثوبها عن باقي الأثواب « ليش يا ستي لابسة ثوب أسود؟» ضحكت وقالت لي « هذا يا ستي من يوم مات أخوي حسين قبل حوالي خمسين سنة - كانت في الثمانين - حديت عليه وظليت ألبس الأسود، الثوب و الشاش «. شقيقها حسين توفي بعد أن أنجب ولداً أسماه علي و بنتاً.
في عام النكبة 1948 تشتت العائلات. علي ذهب مع عائلته الى غزة وأقام هناك ولم تره من يومها. في عام الهزيمة في ستة أيام 1967 أصبح بامكان أهل غزة أن يأتوا الى الأردن ومنهم علي ابن شقيقها حسين. رجل وقور على مشارف الستين، يشبه أبي جداً حتى أنك لا تميز بينهما وصحيح ما قالوا أن « ثلثين الولد لخاله « وهذا ما انطبق على أبي وخاله حسين.
كانت فرحتها لا توصف وهي تحضن ابن اخيها الذي لبست الأسود حداداً عليه.
تحدثني : « علي يقول لي أن الله لم يرزقني أخوة فرزقني ستة أولاد، علمتهم كلهم منهم الطبيب و المهندس و المحاسب والمدرس. قلت له يا عمتي اثنين بدل ابوك واثنين بدل اخوتك واثنين لك «.
منذ ستة اشهر وأنا كغيري أتابع أخبار العدوان الوحشي الصهيوني على غزة. ومع أن أهلها كلهم أهل كل عربي شريف يحزن لضحايا الجرائم غير المسبوقة في التاريخ الحديث ويحزن أكثر لحالة الهوان التي وصلت اليها الأمة، الا أني أدقق في أسماء الشهداء بحثاً عن بعض عائلات قريتنا التي هجرها الاحتلال عام النكبة الى غزة ومنها أخوال أمي. وبالفعل سقط منهم شهداء وجرحى و كلهم نزحوا من مخيمات البريج و الشاطئ والنصيرات وخانيونس وغيرها ولا ندري أين هم الآن.
على باب عيد الفطر أتساءل، كيف سيعيد أهل غزة، كيف يصافح من قطعت يديه، ومن فقد عائلته، ومن استشهد أطفالها ؟ كيف يزور من بقي حياً الأموات في المقابر وقد جرَف الاحتلال المجرم القبور ودفن الجرحى أحياء ؟ بل وكيف يعيد أهل غزة وسط هذا الركام الذي تحته شهداء ؟
أمضينا رمضان من دون زينة رمضان. كانت لقمة الفطور و السحور مرة في أفواهنا ونحن نرى أهل غزة جياعاً. ليس ثمة عيد فطر. تكفي القهوة السادة. سنخبئ الحلوى لعيد نصر آتٍ، وقريباً جداً.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع