أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اجتماع عربي لتنسيق المواقف اتجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعلام عبري يكشف سبب حادث بن غفير أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي في أربد الصفدي: الحرب على غزة حرب انتقامية على الشعب الفلسطيني الخارجية تتابع مقتل مواطن أردني في روسيا نتنياهو: قرارات الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفاتنا أوبك: نهاية النفط لا تلوح في الأفق بدء مشروع صيانة الطريق الصحراوي من القويرة إلى جسر الاتحاد قريبا 34.350 شهيدا في غزة 72% منهم أطفال ونساء وكبار سن الضريبة: تمديد تقديم البيانات المالية الأصولية لغاية 30 أيار نواب أمريكيون يطالبون بالضغط على تركيا لإلغاء أسطول الحرية استطلاع: غالبية إسرائيلية تطالب باستقالة قادة الجيش والمخابرات هيئة البث: هروب فلسطيني ثالث بعد إصابته بعملية إطلاق النار 600 ألف عامل وعاملة بالقطاع التجاري الاردني بايدن يقترح حلاً يبعده عن الإحراج توقع الانتهاء من إعداد دراسة التوسع في شبكة النقل نهاية حزيران الاحتلال: قصفنا خلال 24 ساعة 25 هدفا بغزة استقرار أسعار الذهـب بالأردن السبت. رئيس ألمانيا يلغي نقاشا حول غزة استئناف المساعدات من قبرص لغزة
هل تآكل إسرائيل نفسها؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل تآكل إسرائيل نفسها؟

هل تآكل إسرائيل نفسها؟

14-03-2024 10:22 AM

اسرائيل كيان تم انشاؤه حول الجيش. في اسرائيل الجيش هو عصب وروح وعنصر وحدة الدولة والمجتمع بين مكوناته الخليطة.
و في اسرائيل يشترك في الجيش.. المستوطن والمهاجر والاقليات من «دروز وسبعاوية « وعرب الداخل الفلسطيني المحتل. و من ولادة الكيان المحتل، واسرائيل تروج الى قوتها المطلقة والاسطورية، وتروج الى اسطورة التفوق الاسرائيلي العسكري والامني. و ارتبط الولاء للدولة في اسرائيل لقوة الجيش وتفوقه العسكري. و حرب حزيران 67، وما اسفرت عن احتلال الضفة الغربية والجولان والقدس.. المؤرخون اليهود اسموها حرب « ستة أيام».
6 ايام تختصر برمزية رقمية، عدد الساعات والايام المعدودة التي حسمت بها اسرائيل معركتها مع العرب، واكملت مشروع احتلالها لاراضي فلسطين و تهجير شعبها. ومن بدايات ولادة اسرائيل عام 1948، والكيان في حالة حرب مباشرة وغير مباشرة. و الحرب في العقلية الاسرائيلية ارتبطت في قوة وتماسك الكيان واستقراره. و طبعا، ارتبط استقرار الكيان باسطورة النصر المحقق، والنصر الحتمي توراتيا.
و اسرائيل لم تهزم ونصرها محقق بالمطلق، هذه من المفردات الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية، ويغلفها عقائد وافكار توراتية...و ان عرفت الهزائم في معارك وساحات المعارك، سوى في حربي الكرامة واكتوبر 73. و لكنها، اسرائيل سارعت في ترميم خسائرها في نصر سياسي وتلاشيها على صورة قوتها ومتانتها وتفوقها العسكري، والالتفاف على قوة ردع الجيوش العربية وتناميها وتغيير ادوات الصراع وموازين القوى بالحلول السياسية والسلمية.
و الفشل التاريخي الكبير الذي هز جيش الاحتلال في حرب تموز في لبنان 2006. وانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان.. وبروز المقاومة كقوة ردع قادرة على تغيير شكل الصراع، وتحويل اسرائيل من قوة رادعة الى كيان مردوع. و حرب تموز اصابت الكيان في صدمة كبرى، وضعف استراتيجي، وكشفت عورته العسكرية، ومزاعم التفوق، وارجعت الكيان وجيشه الى مربع الدفاع عن النفس، واصابت المجتمع الاسرائيلي في انكسار نفسي ونكوص لصورة القوة المطلقة والفائضة لجيش الاحتلال، وجاذبية الكيان لجلب مهاجرين وبناء المستوطنات وبقائهم في دولة الاحتلال. 160 يوما مرت على حرب غزة «طوفان الاقصى»، وعلى جبهتي غزة وجنوب لبنان، نظرية تفوق الجيش الاسرائيلي مرة اخرى تدخل الى ساحات الاختبار.
جيش الاحتلال وما رافق الحرب من دمار وابادة يبحث عن تسجيل نصر عسكري وتسجيل نقاط عسكرية في مرمى المقاومة.
النصر الاسرائيلي لم يحقق، والحرب باهداف تستعصي وتتحول الى مستنقع الالغام ووحل عسكري للجيش الاسرائيلي. و اهداف الحرب التي طرحها نتنياهو ومجلس الحرب من اول ايام طوفان الأقصى لم يتحقق منها هدف.
اجتثاث حماس، و تدمير البنى التحتية للمقاومة، و انتاج حكم بديل للمقاومة في غزة، وتهجير فلسطينيي غزة الى سيناء. فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق اهدافه الكبرى دفع سياسيي تل ابيب الى الاعتراف ان حرب غزة وجودية للكيان.
و ارتفعت اصوات سياسية تتحدث عن النصر في حرب غزة او نهاية اسرائيل. معادلة جديدة لحرب غزة اوقدت تحريضا وتعبئة جماهيرية للتغطية على هزيمة الجيش الاسرائيلي وفشله في تحقيق اهدافه العسكرية.
خسرت اسرائيل صورة الجيش المتفوق، وخسرت من موارده البشرية، والوية النخبة في الجيش تعرضت الى خسائر عسكرية فادحة، وضربت في صميم بنيتها وتركيبتها العسكرية والبشرية. الحكومة الاسرائيلية تسترت على الخسائر الفادحة، والاعلام الاسرائيلي محظور وممنوع من نشر اخبار الجيش وحرب غزة والخسائر المتراكمة. وعسكريون اسرائيليون تحدثوا بصراحة عن حاجة الى تعويض النقص في القوى القتالية في هياكل الجيش، والتي تفوق 20 الف عسكري. وفي اسرائيل يحيا اليوم صراع حول التجنيد الاجباري والاختياري.. وصراع حول اعفاءات «الحريديم «، وهم طلاب في كليات دينية تنتمي الى احزاب يهودية شرقية «سفاريم «، وتم اعفاؤهم من التجنيد بموجب قانون سنويا يتجدد من الكنيست، وبعد ان رفضت المحاكم العليا الاسرائيلية اقراره لتعارضه مع مبدأ المساواة.
وبينما خرج الحاخام الاكبر ليهود السفارديم، يعقوب يوسف يهدد بالهجرة من الكيان اذا تم نسف تجديد قانون الاعفاء والتسوية مع نتنياهو لضمان عدم تجنيد السفارديم، وكلامه كان مثيرا للجدل في الاوساط الاعلامية والسياسية الاسرائيلية، ومدخل لازمة داخلية اسرائيلية.
انشقاق اسرائيلي حول الجيش، وذلك يتزامن مع اعتراف بالنقص البشري الكبير.. واعتراف في وجود ازمة بموارد الجيش العسكرية والانفاق.. وانقسام كبير داخل المجتمع الاسرائيلي بين العلمانيين والمتدنين، وجدل مزمن حول هوية الدولة والمجتمع الاسرائيلي.. الانشقاق والانقسام الاسرائيلي حول الجيش يعني مشروعية الكيان، ويعني بداية انهيار البنى العقائدية الكبرى المؤسسة لاسرائيل، وتعني في منظور ابعد كيانا بلا مهاجرين ومستوطنين، وبلا شعب، ووفق معادلة التجنيد والتهجير. بطبيعة الحال يبدو ان اسرائيل سوف تأكل نفسها، وسوف تقتل نفسها.. وهو درس تاريخي، وعندما يتقيأ التاريخ نفسه مرة ومرات.. ومملكة سليمان بعد رحيله انقسمت الى مملكتين بقيتا طويلا في صراعات دموية، وما حصل قبل 3000 عام قد يحدث الآن.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع