أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
منصّة زين تنظّم جناحاً خاصاً لـ 20 مصمماً أردنياً في البازار اللبناني السعودية: تجميد 820 ألف أضحية بتقنيات حديثة لحين توزيعها المومني: “أكاديمية الدراية الإعلامية خطوة استراتيجية لمواجهة اضطراب المعلومات” توقف خدمات دائرة الأحوال المدنية في مراكز الخدمات الحكومية تحذير من حلوى أميركية تضاعف خطر الإصابة بالسرطان الإفراج عن فتاة أوقفت بتهمة (إثارة الفتن) بعد إساءتها لفريق رياضي لدولة مجاورة 5 فواكه تُعزز عملية إزالة السموم من الكبد .. ما هي؟ سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي تطلق جهاز التابلت Galaxy Tab S10 FE الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتجربة ترفيه ودراسة وعمل ذكية وسلسة أثناء التنقل اربد: وزارة الشباب والتدريب المهني تبحثان تعزيز البنية التحتية في المراكز اجتماع حكومي لضمان توريد الاسفلت بالأردن أبو شنب ينضم لصفوف الأهلي 1.2 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال 4 أشهر القسام: نسف منزل تحصن فيه جنود الاحتلال شرق خانيونس وسقوط قتلى وجرحى الأردنيون انفقوا 804 مليون دولار على السياحة في الخارج خلال 2025 ارتفاع الدخل الأردني ليبلغ 3.1 مليار دولار في 5 اشهر الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعتقل عناصر من حماس في سورية الأردن .. الصبيحي يحذر من التقاعد القسري تحطم طائرة هندية تقل أكثر من 200 راكب خلال رحلتها من أحمد أباد إلى لندن صناعة الأردن تصدر دليلا استرشاديا ماليا للقطاع الصناعي إسرائيل تخطر بهدم 30 محلا ومنشأة تجارية جنوب الخليل
هل تآكل إسرائيل نفسها؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل تآكل إسرائيل نفسها؟

هل تآكل إسرائيل نفسها؟

14-03-2024 10:22 AM

اسرائيل كيان تم انشاؤه حول الجيش. في اسرائيل الجيش هو عصب وروح وعنصر وحدة الدولة والمجتمع بين مكوناته الخليطة.
و في اسرائيل يشترك في الجيش.. المستوطن والمهاجر والاقليات من «دروز وسبعاوية « وعرب الداخل الفلسطيني المحتل. و من ولادة الكيان المحتل، واسرائيل تروج الى قوتها المطلقة والاسطورية، وتروج الى اسطورة التفوق الاسرائيلي العسكري والامني. و ارتبط الولاء للدولة في اسرائيل لقوة الجيش وتفوقه العسكري. و حرب حزيران 67، وما اسفرت عن احتلال الضفة الغربية والجولان والقدس.. المؤرخون اليهود اسموها حرب « ستة أيام».
6 ايام تختصر برمزية رقمية، عدد الساعات والايام المعدودة التي حسمت بها اسرائيل معركتها مع العرب، واكملت مشروع احتلالها لاراضي فلسطين و تهجير شعبها. ومن بدايات ولادة اسرائيل عام 1948، والكيان في حالة حرب مباشرة وغير مباشرة. و الحرب في العقلية الاسرائيلية ارتبطت في قوة وتماسك الكيان واستقراره. و طبعا، ارتبط استقرار الكيان باسطورة النصر المحقق، والنصر الحتمي توراتيا.
و اسرائيل لم تهزم ونصرها محقق بالمطلق، هذه من المفردات الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية، ويغلفها عقائد وافكار توراتية...و ان عرفت الهزائم في معارك وساحات المعارك، سوى في حربي الكرامة واكتوبر 73. و لكنها، اسرائيل سارعت في ترميم خسائرها في نصر سياسي وتلاشيها على صورة قوتها ومتانتها وتفوقها العسكري، والالتفاف على قوة ردع الجيوش العربية وتناميها وتغيير ادوات الصراع وموازين القوى بالحلول السياسية والسلمية.
و الفشل التاريخي الكبير الذي هز جيش الاحتلال في حرب تموز في لبنان 2006. وانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان.. وبروز المقاومة كقوة ردع قادرة على تغيير شكل الصراع، وتحويل اسرائيل من قوة رادعة الى كيان مردوع. و حرب تموز اصابت الكيان في صدمة كبرى، وضعف استراتيجي، وكشفت عورته العسكرية، ومزاعم التفوق، وارجعت الكيان وجيشه الى مربع الدفاع عن النفس، واصابت المجتمع الاسرائيلي في انكسار نفسي ونكوص لصورة القوة المطلقة والفائضة لجيش الاحتلال، وجاذبية الكيان لجلب مهاجرين وبناء المستوطنات وبقائهم في دولة الاحتلال. 160 يوما مرت على حرب غزة «طوفان الاقصى»، وعلى جبهتي غزة وجنوب لبنان، نظرية تفوق الجيش الاسرائيلي مرة اخرى تدخل الى ساحات الاختبار.
جيش الاحتلال وما رافق الحرب من دمار وابادة يبحث عن تسجيل نصر عسكري وتسجيل نقاط عسكرية في مرمى المقاومة.
النصر الاسرائيلي لم يحقق، والحرب باهداف تستعصي وتتحول الى مستنقع الالغام ووحل عسكري للجيش الاسرائيلي. و اهداف الحرب التي طرحها نتنياهو ومجلس الحرب من اول ايام طوفان الأقصى لم يتحقق منها هدف.
اجتثاث حماس، و تدمير البنى التحتية للمقاومة، و انتاج حكم بديل للمقاومة في غزة، وتهجير فلسطينيي غزة الى سيناء. فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق اهدافه الكبرى دفع سياسيي تل ابيب الى الاعتراف ان حرب غزة وجودية للكيان.
و ارتفعت اصوات سياسية تتحدث عن النصر في حرب غزة او نهاية اسرائيل. معادلة جديدة لحرب غزة اوقدت تحريضا وتعبئة جماهيرية للتغطية على هزيمة الجيش الاسرائيلي وفشله في تحقيق اهدافه العسكرية.
خسرت اسرائيل صورة الجيش المتفوق، وخسرت من موارده البشرية، والوية النخبة في الجيش تعرضت الى خسائر عسكرية فادحة، وضربت في صميم بنيتها وتركيبتها العسكرية والبشرية. الحكومة الاسرائيلية تسترت على الخسائر الفادحة، والاعلام الاسرائيلي محظور وممنوع من نشر اخبار الجيش وحرب غزة والخسائر المتراكمة. وعسكريون اسرائيليون تحدثوا بصراحة عن حاجة الى تعويض النقص في القوى القتالية في هياكل الجيش، والتي تفوق 20 الف عسكري. وفي اسرائيل يحيا اليوم صراع حول التجنيد الاجباري والاختياري.. وصراع حول اعفاءات «الحريديم «، وهم طلاب في كليات دينية تنتمي الى احزاب يهودية شرقية «سفاريم «، وتم اعفاؤهم من التجنيد بموجب قانون سنويا يتجدد من الكنيست، وبعد ان رفضت المحاكم العليا الاسرائيلية اقراره لتعارضه مع مبدأ المساواة.
وبينما خرج الحاخام الاكبر ليهود السفارديم، يعقوب يوسف يهدد بالهجرة من الكيان اذا تم نسف تجديد قانون الاعفاء والتسوية مع نتنياهو لضمان عدم تجنيد السفارديم، وكلامه كان مثيرا للجدل في الاوساط الاعلامية والسياسية الاسرائيلية، ومدخل لازمة داخلية اسرائيلية.
انشقاق اسرائيلي حول الجيش، وذلك يتزامن مع اعتراف بالنقص البشري الكبير.. واعتراف في وجود ازمة بموارد الجيش العسكرية والانفاق.. وانقسام كبير داخل المجتمع الاسرائيلي بين العلمانيين والمتدنين، وجدل مزمن حول هوية الدولة والمجتمع الاسرائيلي.. الانشقاق والانقسام الاسرائيلي حول الجيش يعني مشروعية الكيان، ويعني بداية انهيار البنى العقائدية الكبرى المؤسسة لاسرائيل، وتعني في منظور ابعد كيانا بلا مهاجرين ومستوطنين، وبلا شعب، ووفق معادلة التجنيد والتهجير. بطبيعة الحال يبدو ان اسرائيل سوف تأكل نفسها، وسوف تقتل نفسها.. وهو درس تاريخي، وعندما يتقيأ التاريخ نفسه مرة ومرات.. ومملكة سليمان بعد رحيله انقسمت الى مملكتين بقيتا طويلا في صراعات دموية، وما حصل قبل 3000 عام قد يحدث الآن.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع