أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مسيرة للمستوطنين باتجاه منزل نتنياهو. كاتبة إسرائيلية: خسرنا الجامعات الأميركية وقد نخسر الدعم الرسمي لاحقا. منتخب النشميات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني. كاتس: إذا توصلنا لصفقة تبادل فسنوقف عملية رفح. الصحة العالمية: 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام. الصين تعلن عن أداة لإنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي-فيديو. المستقلة للانتخاب: الانتخابات المقبلة مرآة لنتائج منظومة التحديث السياسي. مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية ينطلق 23 تشرين الأول. الاحتلال: سنؤجل عملية رفح في حال التوصل لاتفاق تبادل أسرى. تقرير يكشف .. كواليس جديدة لخلافات رونالدو مع مانشستر يونايتد إطلاق أوبرا جدارية محمود درويش: رحلة مواجهة حوارية بين الذات والعالم في بيت الفلسفة بالفجيرة. الاتصالات الأردنية توزع أرباحاً بقيمة 41.250 مليون دينار على مساهميها. عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يصادف الأحد حدث بحالة سيئة إثر لدغة أفعى في الصبيحي لبيد: علينا التوصل لصفقة أسرى جامعة بنسلفانيا: أخطرنا المتظاهرين بفض الاعتصام مخلّفات الغذاء تتجاوز حاجة الجياع عالمياً عائلات الأسرى بغزة: على إسرائيل أن تختار إما رفح أو صفقة التبادل الصفدي يبدأ زيارة عمل إلى الرياض مسؤول أميركي: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا عن قادة حماس ولم تجدهم
الوجه الآخر للحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الوجه الآخر للحرب

الوجه الآخر للحرب

05-03-2024 10:57 AM

على الرغم من أن كل الكلام عن حرب الإبادة في قطاع غزة يرتبط بعدد الشهداء والجرحى، وتأثيرات حالة المجاعة المهينة والمخزية، إلا أن لهذه الحرب وجها آخر، لا يقف عنده كثيرون.

قد لا يعلم البعض أن أدنى نسبة أميّة في فلسطين وفي العالم العربي هي في قطاع غزة، وأن نسبة التعليم الجامعي في القطاع أعلى النسب في فلسطين والعالم العربي، ونسبة الحاصلين على شهادة الماجستير تتجاوز الخمسين بالمائة من خريجي الجامعات، وهذا يفسر لماذا أقدمت إسرائيل على تدمير أكثر من 14 مؤسسة تعليم عالِ في غزة، حيث دمّرت أربع جامعات أساسية تصنف من أكبر وأقوى الجامعات في قطاع غزة، وهي الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر والأقصى وجامعة القدس المفتوحة، كما أقدم الاحتلال على قتل أكثر من 200 أستاذ جامعي في هذه الجامعات من بينهم أكثر من 65 بروفيسور في تخصصات مهمة جدا، ومعهم مئات المعلمين والطلبة والعلماء، وإضافة إلى ما سبق تدمير المدارس، ومدارس الأونروا.

هذا يعني أن إسرائيل تريد أن تترك أثرا إستراتيجيا لفترة ما بعد الحرب، ولا تريد أن تقف الأضرار عند كونها مجرد أضرار يومية، قد يتم تعويضها، لأن الحرب على التعليم في غزة، وعلى المؤسسات التعليمية، يراد منها وقف عملية التعليم، وترك أجيال كاملة بلا تعليم، ولا فرص للتعلم في ظل تدمير الجامعات والكليات والمدارس، وسفك دم الهيئات التعليمية، هذا فوق أن فرص أبناء قطاع غزة في هذه الظروف، أو بعد توقف الحرب للخروج إلى دول ثانية لتلقي التحصيل الجامعي، تبدو منعدمة، دون أن ننسى هنا، أن كل عملية التحصيل العلمي في الجامعات والمدارس توقفت حاليا، وضاعت سنة كاملة على هؤلاء، وهم الذين لن يجدوا شيئا إذا توقفت الحرب، في ظل تدمير البنى التحتية للحياة، وهو تدمير شمل كل شيء، بما في ذلك المستشفيات كما هو معروف، وبقية المرافق المدنية التي يحتاجها الناس في حياتهم.
هذه حرب انتقامية من المدنيين، والأمر ليس سرا هنا، لأن عنونة الحرب بالانتقام من فصائل مقاتلة، عنونة باتت مكشوفة للجميع، والذي نراه هو إعادة تصنيع قطاع غزة بشكل مختلف، جغرافيا، وإنسانيا، من خلال محاولات التحكم بالكتل السكانية وتحريكها، وصولا إلى شطب كل مظاهر الحياة، بحيث يتحول القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، وبحيث يتواصل تعذيب الفلسطينيين حتى إذا توقفت الحرب، حين يجدون أن كل شيء بات مدمرا، والحياة أصبحت بدائية جدا، في ظل اقتصاد منهار، وغياب كلي للخدمات، دون أي أفق أو مستقبل.
حرب التجهيل الإسرائيلية حرب غبية، لأن مخزون الفلسطينيين من المتعلمين والأكاديميين مرتفع جدا، ولا يقف عند هذه المأساة، لكن المؤكد هنا أن سلطات الاحتلال ترصد أصلا واقع القطاع بشكل دائم، حتى قبل حرب السابع من أكتوبر، وتدرك أن أهم ضربتين يمكن توجيههما تتعلقان بالحياة الاقتصادية، والتعليم، فيما التضحية بالبشر سلوك إسرائيلي قديم، وليس جديدا، اعتقادا من إسرائيل أن التعليم من أهم أسلحة الشعوب في مواجهة أي احتلال باطل، خصوصا، في ظل إقبال الفلسطينيين التاريخي على التعليم، طوال عقود ماضية في كل فلسطين.
نحن بحاجة اليوم إلى "جردة حساب" تفصيلية لكل ما فعلته إسرائيل حتى لا نقف فقط عند حدود عدد المساكن التي تم تدميرها، أو عدد الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل، وهذا يعني أن الأيام المقبلة سوف تكشف مستويات الجريمة الإسرائيلية البشعة التي يتفرج عليها هذا العالم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع