أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جرش .. زوج يضرب زوجته ويلقيها بالشارع لطلبها منه "علبة لبن" 1286 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في اربد استطلاع: 40% من الأميركيين يرون أن واشنطن تبالغ بدعم إسرائيل مصدر إسرائيلي: لن نوافق على إنهاء الحرب اكتشاف موقع أثري جديد في جرش 32 شهيدا بمجازر الاحتلال خلال 24 ساعة في غزة استمرار تقديم طلبات التمريض للعمل في ألمانيا وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن .. "مهندس الكلمة" وأيقونة الشعر السعودي غزة: 6 شهداء وعدد من الجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل الترخيص المتنقل في بلدية برقش الأحد الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال الجنائية الدولية الحراك الطلابي المؤيد لغزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم شركات أردنية بقطاع تكنولوجيا المعلومات تستعد للمشاركة بمعرض في مسقط مكافحة المخدرات تنفذ سلسلة من الحملات الأمنية في إربد والعقبة والبادية الشمالية- صور تجارة الأردن تستضيف منتدى كبير للدول الإسلامية حول الاقتصاد الرقمي 46.8 دينارا سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية عصابة دولية تستدرج الأطفال عبر تطبيق "تيك توك" في لبنان وتغتصبهم عدد سكان الأردن يتضاعف بأكثر من 6 ملايين بآخر عقدين إندونيسيا: مصرع 14 شخصا جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية التشريع والرأي: لا يجوز ترشح الحزبيين المنتسبين بعد 9 آذار 2024 على القوائم الحزبية
الساعة بتوقيت فلسطين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الساعة بتوقيت فلسطين

الساعة بتوقيت فلسطين

01-12-2023 07:40 AM

هي شؤون صغيرة تحدث كل يوم، ولا يعير لها العالم أدنى انتباه، شؤون ليست ذات شأن، لأنها ابتداءً يتكرر حدوثها بصورةٍ أخذت شكل الاعتياد عليها، ولأنه يصعب توثيق غالبيتها.
يحدث أن يذهب الفلسطيني صباحاً قاصداً الذهاب إلى عمله، فيجد حاجزاً عسكرياً أغلق الشارع دون مقدمات ودون إبداء أية مبررات، يحدث أن ينوي أحدهم مراجعة الطبيب في المستشفى، ليفاجأ بإغلاق المنطقة مع إعطائها صفة منطقة عسكرية مغلقة.
يحدث أن يذهب الفلسطيني إلى أرضه يريد قطف ثمارها، فيجد ثمة من قاموا بتجريفها وقطف محصولها وربما وضعوا أيديهم بقوة السلاح عليها.
يحدث أن يكون الفلسطيني بين عائلته يتسامرون، فيداهمهم جنود مدججون بالسلاح ويعتقلوا أحد أفراد العائلة الذي قد يكون الأب أو الإبن أو الأخت أو الأم.
يحدث أن تتوقف المركبات عند حاجز ويقوم الجنود بإنزال الركاب واقتيادهم لمكان مجهول، هو ليس مجهول لأنه في نهاية الأمر يؤدي إلى الاعتقال وإلى السجن، ويحدث إن يبقى الفلسطيني معتقلاً إدارياً كما يسمى أو في انتظار المحاكمة لسنين طويلة، دون أن يعرف لماذا هو معتقل، ولماذا لا تتم محاكمته.
يحدث أن ينظر الجندي الصهيوني إلى أحد الواقفين في طوابير المذلة عند حواجز الدخول إلى مناطق فلسطين التاريخية المحتلة من عام 1948، ويؤشر على أحدهم بالنزول وعدم الدخول ودون معرفة الأسباب.
يحدث أن تتعطل أعمال الفلسطيني، أو دراسته، أو علاجه، أو مناسباته، أو فرحه أو حزنه، فهذه كلها شؤون صغيرة يمكن لأصغر جندي صهيوني تعطيلها أو تأجيلها أو إلغائها، شؤون لا علاقة لصاحب الشأن فيها، فهي تحمل صفة القدرية والمزاجية التي تتحكم في أوردة وتفاصيل الحياة اليومية للفلسطيني.
يحدث أن يقرر أحدهم مراجعة إحدى الدوائر، فيكتشف أن بيته قد تمت مصادرته، وأن عليه إخلائه خلال 48 ساعة، وأنه في حال عدم تنفيذ ذلك، سيتم هدم البيت وعلى حساب صاحبه، نعم هذه شؤون صغيرة، فقط تحدث مع هذا الكائن الذي يدعى بالفلسطيني.
يحدث أن يكون قد تم تهجير آبائك قبل عشرات السنين، وأنك تسكن أحد المخيمات، فيتم تجريف المخيم، وتصبح أن وعائلتك بلا مأوى، وفي أحسن الأحوال تعيد تجربة النزوح واللجوء خالياً من كل متعلقات الدنيا، تاركاً خلفك كل ذكرياتك وأشيائك وممتلكاتك وطبعا تاركاً شؤونك الصغيرة.
يحدث أن تسافر خارج فلسطين في عمل أو علاج أو حتى سياحة، لتكتشف أنك أصبحت من الأشخاصغير المرغوب بعودتهم، وأنك حملت صفة ولقباً جديدين، إنها صفة المبعدين.
قلنا إنها شؤون صغيرة، لا تستدعي التوقف أمامها كثيراً، فهي في ظل سلطة احتلال غاشم، تصير مع الألفة لها أشياء اعتيادية متوقعة، لا بل ومقبولة، تبعاً لتدرّج شدّتها وقساوتها.
هذه هي حياة الفلسطيني، إنها حياة عدم الثقة بأحوال الطقس وأحوال الاحتلال وأحوال جنود الحواجز.
مع ذلك، ما زال الفلسطيني يصحو كل صباح وهو ينشد السلام والمحبة والحياة، حاله حال كل إنسان على هذه الأرض، إنه لا جينات متفردة لديه، ولا رغبات مغايرة، لا مزاج متقلّب، لا أحلام فوق المستطاع، فقط يريد أن يعبر الحياة من المطلة إلى أم الرشراش دون الخشية من عدم عودته إلى بيته وعائلته.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع