أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الامانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة 15 طنا يوميا فاقد خضار وفواكه بسبب سوء النقل او التخزين اشتيه: يجب على دول العالم الانتقال من النداءات لإسرائيل إلى العقوبات تم الإتفاق وحُسم الأمر .. "ليفربول" يقترب من الإعلان عن خليفة كلوب المرصد العمالي: نحو نصف العاملين في الأردن غير مسجلين بالضمان مسؤول أممي: العدوان الإسرائيلي على غزة خلف 37 مليون طن من الأنقاض. 113 سيدة حصلن على تمويل لمشاريعهن بقيمة 5000 يورو خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول الأمير فيصل يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للتنس الإمارات: وصول 25 طفلا فلسطينيا لتلقي العلاج مسؤول أميركي: بايدن سيدرس تقييد مبيعات أسلحة إذا اجتاحت إسرائيل رفح عباس وزعماء دوليون يعقدون محادثات بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع صحة غزة: جميع سكان غزة يتناولون مياها غير آمنة فصل مبرمج للكهرباء عن مناطق بالأغوار الشمالية غداً الأردن الثاني عربيا بعدد تأشيرة الهجرة إلى أميركا التشغيل التجريبي للباص سريع التردد بين عمّان والزرقاء في 5/15 إزالة اعتداءات على قناة الملك عبد الله بالشونة الجنوبية مسؤول أميركي: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا عن قادة حماس ولم تجدهم الأمن يحذر من عدم الاستقرار الجوي اجتماع عربي لتنسيق المواقف اتجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
لنتحدث بصراحة عن الوضع الداخلي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لنتحدث بصراحة عن الوضع الداخلي

لنتحدث بصراحة عن الوضع الداخلي

15-11-2023 05:21 AM

علينا أن نتحدث بصراحة هنا، لأن الأزمات تحيط بنا من كل الجهات، في فلسطين، والعراق، وسورية، ولبنان، وهذا يعني أن السوار العربي التاريخي الذي يحيط بنا تحت الخطر والنار.

هذا الظرف لا يستجلب مواعظ وارشادات نوزعها على رؤوس الناس، ومن واجب الأردنيين الوقوف إلى جانب فلسطين بكل الوسائل، فهي قضيتهم، لكن في الوقت ذاته هناك ملاحظات ليست عابرة بشأن الوضع الداخلي في الأردن يتوجب الوقوف عندها، بشكل عميق ومؤثر.

بيننا من يعتقد أن معاقبة الأردن، وحرقه، أو مد النيران إليه يعد فعلا وطنيا، وهذا أمر يتسم بالخفة السياسية، لأننا نرى أن كل دول المنطقة تحترق، وليس من المصلحة، ولا من الفهم العميق، ولا الانتماء الاعتقاد أن إشعال النار في الأردن بأي وسيلة كانت، أمرا وطنيا، وتقرأ تعليقات غاضبة تريد صب نار غضبها على الأردن، وكأنه من يقود الحرب ضد أهلنا في غزة، دون أن ننكر هنا أن أغلب ردود الفعل راشدة، ومحكومة لأخلاقيات الوطنية الأساسية.
لقد كنت اعتقد أن هذا "التيار الانتحاري" الذي يريد حرق كل شيء، لم يعد موجودا، لكن للأسف نراه موجودا وهو يظن أن إطلاق النار على القدم يعبر عن الغضب الوطني، وهناك تصرفات وتصريحات وأقوال كثيرة تؤشر إلى عدم الإدراك، خصوصا، ان القاعدة الأساسية هنا أن الأردن المتماسك والقوي، مفيد لفلسطين وأهل فلسطين أضعاف ما يمكن أن نراه إذا تم ايذاء الأردن، أو نقل المواجهة مع المؤسسات، تحت عناوين مختلفة، لا تدرك الكلفة النهائية لكل هذه الرعونة، ولا تعرف أن الوطنية لا تتجزأ أصلا، وأن جوهرها يعني صون الأردن وأهله وحياته وعدم تعريضه لأي خلخلة في المنطقة، في ظرف يتسم أصلا بالهشاشة البنيوية.
تأتي هذه الأجواء والمطالبات والإشارات، في ظل ما هو أخطر، أي التراجعات الاقتصادية، وتضرر أغلب القطاعات، والأخطار على تحصيلات الخزينة، من الضرائب، وانجماد مشاريع الأفراد بسبب التحوط من المستقبل، والمؤشرات المؤكدة على أن العام المقبل 2024 سيكون أصعب بكل المقاييس من عام 2023 خصوصا على الصعيد الاقتصادي، والمخاوف بشأن شراء الغاز وكلفته على الخزينة وملف الديون والفوائد، إضافة إلى سيناريو التهجير الذي تعتقد إسرائيل أن بإمكانها أن تفرضه على مصر أو الأردن، بما يعنيه ذلك من حسابات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، والمخاوف من توسع الحرب، والتورط في حرب إقليمية تأكل الأخضر واليابس، إضافة إلى حالة الانجماد النفسي، والكآبة، وتراجع معنويات الناس، وعدم قدرة الغالبية على ممارسة حياتها بشكل طبيعي، بل وتوقف كثير من العمليات التجارية، أو تراجعها وتعطل عمليات تحصيل الديون حتى على مستوى الأفراد، وبعض الجهات، في ظل مناخ معنوي غير قادر على توقع أحداث الغد، ولا توقع ماذا سيحدث في كل المنطقة، ووسط كل هذه المناخات يخرج عليك من يريد نقل المعركة هنا، أو مد النار إلى الداخل الأردني بوسائل كثيرة، وكأنه لا يكفي الأردن ما يمر فيه هذه الأيام من ظروف على مستويات يلمسها الجميع، وهي مستويات تتعمق، ولا يبدو أن أحدا لديه القدرة على الخروج منها حتى الآن.
لا نستثمر هذا الظرف لتسكين الداخل الأردني، وإثارة مخاوفه، بل لأن الظرف بطبيعته حساس جدا، ولا يحتمل ضربا على أعصاب البلد من الداخل تحت عناوين مختلفة، ولعل الأردن الذي يطالب ليل نهار بوقف الحرب، يدرك حجم المذبحة الإجرامية، ويستبصر أيضا كلفتها على كل فلسطين، وعلى الأردن أيضا، وهي ارتدادات لا نراها على أغلب الشعوب العربية والإسلامية بل تتكثف هنا، لاعتبارات مختلفة، بما يدعونا أن نعود ونكرر اننا نعبر ظرفا صعبا على صعيد المؤسسات والأفراد، وهذا يفرض التنبه جيدا لكل شيء، وأن تكون معركتنا الأساسية الوقوف إلى جانب فلسطين، مثلما هي معركتنا الإستراتيجية أن يبقى الأردن قويا وسط هذا الإقليم.
الذين يحبون فلسطين حقا، بالضرورة يحبون الأردن ويخشون عليه.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع