أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
محافظة :165 ألف طالب سوري بالمدارس الحكومية السير تحدد أكثر مخالفة تسبب الحوادث إيطاليا .. هتافات مؤيدة لفلسطين خلال مسيرات يوم العمال أوستن وغالانت يبحثان خطة "إسرائيل" المحتملة للهجوم على رفح منتدى دولي استثماري للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في عمان الاتحاد الأوروبي يعرض مليار يورو لدعم لبنان غزة: بلدية دير البلح تحذر من التداعيات الخطيرة لعدم توريد الوقود 70.8 مليون دولار قيمة شهادات منشأ صناعة إربد الشهر الماضي أكبر 10 اقتصادات في العالم لعام 2024 810 أطنان من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في إربد صعود الدولار وتراجع الين واستقرار اليورو اللجنة الملكية لشؤون القدس: مشاهد مروعة يتعرض لها الصحفيون في فلسطين 750 ألف دولار لتخفيض انبعاثات الكربون "مياهنا": اتباع هذه الارشادات يسهم في توفير استهلاك الماء خلال الصيف استقرار الرضا عن خدمات النقل العام في الربع الرابع من 2023 25 % ارتفاع رؤوس الأموال المسجلة خلال الثلث الأول ترامب: من الممتع مشاهدة مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب شرق تايوان وزارة الصحة في غزة: 3 مجازر إسرائيلية أسفرت عن 28 شهيدا خلال 24 ساعة هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الغموض الرجراج أحافير في الحب

الغموض الرجراج أحافير في الحب

26-07-2023 11:08 PM

كتب الدكتور سمير محمد ايوب - جمَعَتنا أكثرُ من مِنصة عامة، في أكثر مِن مُنتدى ثقافي أوسياسي أوديني، في العاصمة عمان وفي غيرها من مدن الأردن. لا أذكر متى كانت الأولى ولا عدَدها.
قالتْ بجديتها المعتادة ونحن غروب الأمس، نحتسي قهوة في ظلال شجرة خروب تُطلُّ على جرش التاريخية. عبر المنابر المسموعة والمرئية، قرأت جُلَّ ما كَتبتَ، واستمعتُ لِكلِّ ما وصلَ سَمعي مِمَا قُلتَ.
سمعتُ إسهاماتك في نقاشاتٍ بعيدةٍ عن مظانِّ العلم ودهاليزِ السياسة. إختلفتُ واتَّفَقتُ مع الكثيرِ مِما كَتبتَ ومِمّا قُلتَ. وأنا في كلِّ هذا وبعد كلِّ هذا، أدركُ أن لِمَرْجِعياتك بصمةٌ خاصة فيما تُقًرِّرُ أن تُعلِن، ولكن مما يُحيِّرُني فيك، هو غموضٌ مُتعنِّتٌ في شخصيتك، ملتصقٌ بالكثيرِ مِن سلوكياتك، وأظن أنه نتاجُ مرجعياتٍ مُختلفة مُتشابكة، لكنها في النهاية كما أظن تِلقائيةٌ مُثقلةٌ بغموضٍ يفوقُ وسامةَ طيبتك. وعند هذا الحد من التوصيف، دعني بجرأةٍ أسألك عن غموضك: أهو غموضٌ عابرٌ تجيء به الصُّدَف، أم أن الأقدارهي التي تستوجب استدعاءَه بِقصديَّةٍ مُبيتةٍ؟!
وأنا مُسترخٍ في كرسيِّ مُريح، لدقائق تحسّستُ شَعريَ الذي كنتُ بالأمس قد شذَّبْتَه وهذَّبْتَه بِنفسي، وأنا أتابع بالصمتِ تأمُّلَ أسرابا من إجابات مُنتظمةٍ تروحُ في خاطري وتَجيء، قبل أن أجد نفسي أقول:
يا سيدتي، مُذْ كُنتُ في بواكيرِ الشباب، في ظروفٍ مُتباينةٍ، علَّمَني أهلي ورِفاقي، أنَّ الاشتباك في قضايا الشأن العام، عبر الانتماء الوطني والاجتماعي، المتكئ على قوميته، يستلزم الحرص على السلامة فيه، بل الالتزام الصارم بدرجاتٍ مُتقدمة من الكتمان، الذي لا بد له أن يرتقي إلى نوعٍ منَ الحسِّ الأمني الطازج دائما.
كَبُرتُ وتَشعبت مساحاتُ الاشتباك، توسّع وتعمَّق تَدَفق المعلومات، حتى أن بعضها كان يُلامس أعشاش دَبابير السياسة وحقول ألغامها، وخصوصيات قضايا التغيير والتحرير، فَثَقُلَتْ مَسؤولية الكِتمانِ المُتعمَّد، وثَقُلَت مقتضيات وتبعات التحفظ والغموض. فتعلَّمتُ فنونَ القولِ الرَّجراج والتَّوْرية، دون السقوط في مثالب الكذب. باتَ التَّحفُّظُ دِرعا ومِتراسا وأنفاقا أحتمي بها وأتغطى، أتَقوى بها وهي تنمو في أعماقي كطفلٍ في الأرحام، بعيدا عن المُتِلصِّصين والبَصَّاصين والمغرضين من كُتاب التقارير ومُفَبْرِكيها، حتى صار كل هذا جزءا من تصرفاتي وعلى صورتي.
تابَعتُ وأنا أداعبُ حصى الأرض بعكازتي، وأتبصر وقعَ كلامي في عينيها الزُّرق: أرجوكي أن لا تَنسي يا سيدتي، أنَّ حكوماتَ بعضِ دُولِ الواق واق ، كانت وأظنها ما تزال، لا تتوانى عن تخوين مِن قد تضبطُ مِن مُواطنيها كاتِماً لسرٍّعام . تخافُ حِرصَ ناسِها على حفظ الأسرار العامة. فلا يتورعون هناك، عن فعلِ أيِّ شيءٍ لِهَتكِ المَستورِ وكشفه، تمهيدا لقراءته ومجابهته إنْ لَزِم، وهم من أجل هذا، يستعينون بجحافل لها أول وليس لها آخر، من خبراء العم جوجل وتقنياته، وأبالسة الودع، وحُواةُ قراءة الكف والفناجين، لفك طلاسم رواسب قهوة تكونين قد شربتيها لوحدك، أو مع شريك حميم مقيم، او حتى عابر سبيل.
تلاقت عيوننا المُشاغبة، ضَحِكنا وقَهْقَهنا معا حتى بانَت نواجِذنا، ومن ثم غَرقنا معا في موجٍ منَ الصَّمت الغامض الكتوم، حتى وإن قال.....








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع