بقلم: يوسف رشيد زريقات
ينتظر مئات الآلاف ولأعوام طويلة من أرباب الأسر الأردنية كل الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية ليشعروا إنهم مواطنون أردنيون ولو من الطبقة العاشرة. ونعني بهم هؤلاء غير الموظفين او المتقاعدين الذين يكدحون في مناكب الحياة التي ضاقت عليهم بغياب الوظائف وما يتبعها من تأمين صحي ورواتب شهرية ومكرمات القبول في الجامعات وزيادات الرواتب والمكافئات والأمن الاجتماعي الذين يحلمون به ليل نهار. هؤلاء هم الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ولم تسمح لهم عزة النفس بالاصطفاف أمام مباني المحافظات او صناديق الزكاة على طوابير طرود المعونات او مراجعة صناديق المعونة الوطنية.
يقال لهم كل يوم انتم مواطنون أردنيون يفخر بكم الوطن وعليكم ان تدفعوا ضريبة المبيعات على ما تيسر من قوت يومك وكل أنواع الضرائب حتى على مكالماتكم الخلوية وتلفازكم ورسوم الجامعات والقائمة تطول. ها هم العاملون تحت الفقر في مئات الآلاف من المحال التجارية والمدن الحرفية والصناعية وقطاعات النقل والسياحة وغيرها ، ناهيك عن أعداد مشابهة من العاطلين عن العمل تجلس على عتبات بيوتها المتهالكة تشيح بوجوهها عن أسئلة وتوسلات تحوم في عيون أطفالها لا لشراء ملابس العيد بل ليأكلوا وجبة من طعام الفقراء.
لقد تضاعفت أعداد العاطلين عن العمل وجيوب الفقر التي أصبحت هي الدشداش الفضفاض والأغنياء هم الجيوب القليلة. ان شعور الإحباط عندهم يتعاظم يوما بعد آخر وها هو يقترب من منطقة الغضب والثورة لا قدر الله. إنهم الكادحون القابضون على جمر الوطن كما قيل لهم مذ كانوا أطفالا في المدارس التي هجروا علمها ووعيها بسبب فقر تغلب على كل مناحي حياتهم. هؤلاء الذين يشعرون بأنهم شهداء الفقر الذين لا بواكي لهم في هذا الوطن الذي رضعوا محبته والوفاء له ولم يفكروا يوما بسرقة المال العام او الفساد والإفساد. إنهم طبقة عريضة من المجتمع الأردني التي شاهدت خلال السنوات العشر الأخيرة كل أشكال الفساد وخصوصا فساد التوظيف الذي تجاوزهم وكان على حساب حياتهم.
إنهم اليوم يستصرخون فهل من مجيب قبل ان يصرخوا بأعلى صوتهم في الشوارع والساحات؟؟؟ !!!
tourismyousef@gmail.com