أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السعودية: سحب لقب معالي من الخونة والفاسدين الكهرباء الأردنية تفتتح مركزا جديدا لخدماتها في مجمع رغدان بلدية مأدبا تكرم عمالا رياديين بمناسبة عيد العمال أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية جولات تفتيشية على محلات الدواجن في ناعور إعلام إسرائيلي: إجلاء جنود جرحى من غزة بـ5 مروحيات فرنسا تمنع الطبيب غسان أبو ستة من دخول أراضيها مسؤولة أممية: شمال غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوب القطاع استشهاد فلسطيني بعد محاصرة الاحتلال لمنزله شمال طولكرم جرش .. زوج يضرب زوجته ويلقيها بالشارع لطلبها منه "علبة لبن" 1286 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في اربد استطلاع: 40% من الأميركيين يرون أن واشنطن تبالغ بدعم إسرائيل مصدر إسرائيلي: لن نوافق على إنهاء الحرب اكتشاف موقع أثري جديد في جرش 32 شهيدا بمجازر الاحتلال خلال 24 ساعة في غزة استمرار تقديم طلبات التمريض للعمل في ألمانيا وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن .. "مهندس الكلمة" وأيقونة الشعر السعودي غزة: 6 شهداء وعدد من الجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل الترخيص المتنقل في بلدية برقش الأحد الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال الجنائية الدولية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ثلاثية البخيت وابو رمان والمجالي: سنداويكم...

ثلاثية البخيت وابو رمان والمجالي: سنداويكم بالتي كانت هي الداء ؟

20-08-2011 02:54 AM

معركة ساحة النخيل أنتهت بدون منتصر من الطرفين ، فقد تم تطييب الخواطر ولملمت اشتات المعركة وختمت الخطابات بجمل عامة لاتغني ولاتسمن من جوع .
والمنتصرالوحيد الباقي في ذاكرة الشعب والمعارضة هي صورة منقل الشوي وهو يرتفع في الهواء من يد شرطي سير ليس له لا في النفير ولا في العير، فقط شاء حظه السيء أن يوجد في تلك اللحظة هناك ، وقد عجزت اجهزة الامن العام بالتعرف على صورة رجل الامن الأخر الذي ظهر في الصورة وهو يهوي على احد المتظاهرين ( وربما كان سائح كما ظهر من لباسه ) بقطعة من الخشب يزيد طولها عن متر ونصف .
وهنا أنتهت حكاية ساحة النخيل ولكنها بقيت كذلك في ذاكرة دولة البخيت وحسين باشا المجالي ومعالي ابو رمان ، مع كل الجهود التي بذلت لطمس هذه الصورة من ذاكرتهم ، لكنها بقيت تداعب مخيلتهم مع دعاء من الله أن لاتتكرر في الجمع القادمة .
و بدء البحث عن أدوات ووسائل تقوم بمسح الصورة الذهنية التي رسختها وسائل الاعلام في ذاكرة المواطن بعد يوم ساحة النخيل ، ففي هذا اليوم طبعت صورة المنقل وعصاة رجال الامن في الذاكرة ، واصبحت مقترنة بصفتهم الوظيفية وبيوم الجمعة ، وطغت هذه الصور على كل صور الرئيس ووزير الدولة لشؤون الاعلام ومدير الامن العام في كل مؤتمراتهم الصحفية ، وتعمدت معظم وسائل الاعلام المحلية الخاصة وخصوصا المواقع الاخبارية على تداول هذه الصور بتركيز مقصود بهدف المشاركة في زرع هذه الصورة الذهنية في عقول الشعب كمحاولة لعلب دورها في تشكيل هذه الصورة واثبات مدى فعاليتها في التاثير على الجمهور المستقبل لرسائلهم ، وهم يعلمون درجة المصداقية التي يتمتعون بها .
وجاءت اللحظة المناسبة والتاريخية لدولة البخيت ومعالي ابو رمان وحسين باشا المجالي بأن يستخدموا نفس الداء الذي قتلهم في جمعة النخيل ، وهي فرصة تعتبر متقدمة والأولى في تاريخ تعامل الحكومة وجهازها الامني مع القضايا العامة المثيرة للخلاف عند الرأي العام معها كجهاز تنفيذي ، وبكل هدوء تم طبخ العملية على نار هادئة ،ومع وجود وزير دولة لشؤون الاعلام قد أنهى دراسته العليا في الاعلام ودرس على يد رجل ثقافة الصورة في اقسام الاعلام في الجامعات الاردنية وهورجل شارك في صنع الكلمة الحكومية التلقيدية من خلال الكتابة التي أثبت عصر الثورات العربية أنها ليس أداة فعالة في التاثير على الراي العام ، تمكن الجهاز الحكومي وبالتزاوج مع الجهاز الاعلامي على كسر كل محرمات الاسلوب الاعلامي الحكومي التقليدي .
وتمثل هذا الكسر بأستخدام نفس الداء الذي وضع لهم في ساحة النخيل ألا وهو الصورة ، ففي قضية جلب السجين خالد شاهين حضرت الصورة االفوتوغرافية والموثقة بختم الحكومة ( بترا ) بشكل رئيسي وكبير وأوحد في تغطية الحدث .
والذي شاهد الصور سيجد أن غالبية الصور قد أخذت لرجال الامن العام وهم يمسكون بالسجين منذ نزوله من الطائرة ، وايداعه في سيارة البوكس ، والطريقة الرحيمة في التعامل مع هذا السجين من خلال مساعدته على الصعود والنزول من السيارة ، وصورة رجال الامن العام وهم يسيرون بالسجين في ممرات مركز الاصلاح والتأهيل ، وهم يجلسونه على المقعد وفك الاصفاد من يديه ، وأخذ بصمة العين له ، فكلهم رجال أمن يلبسون نفس الزي الرسمي لرجال الامن الذين كانوا متواجدين في ساحة النخيل ، ولم يظهر أي صورة لأي رجل بلباس مدني سوى مدير ادارة السير وهو ينزل من الطائرة برفقة السجين ، وبعض رجال البحث الجنائي .
وفي استخدام اخر للصورة الغير فوتوغرافية أي صورة وصف حركة الجسد لدولة الرئيس وهو في المؤتمر الصحفي ومن خلال ملاحظة الصحفيين له وهو يرسل ويستقبل الرسائل القصيرة مع الجهات المسؤولة عن احضار السجين خالد شاهين ، واستخدام رؤساء الصحف اليومية كأداء لإبراز هذه الصورة من خلال تركيزهم على تلك الحركات فيما كتبوا لاحقا في زوايا صحفهم الخارجة عن سيطرة الرقيب والمرغوبة من قراء صحفهم اليومية جاعلين هذه الصورة المكتوبة تطغى على محتوى ما قيل فيه من معلومات أخرى في اهتمامات القراء .
وذلك أكبر دليل على أن حكومة البخيت وجهازها الأمني والاعلامي قد أداروا العملية بذكاء جديد على العقلية السياسية الاردنية ، مستخدمين الصورة في كسر كل المفاهيم ، وكمحاولة لترسيخ هذه الصورة الذهنية عن أداء الحكومة في عقلية الجمهور ، وهو نفس الجمهور الذي استخدم وسائل الاعلام ( المواقع الاخبارية ) في تعرضه لصور أحداث ساحة النخيل .
وهنا أقول أن دولتك ومع جهازك الاعلامي والامني تمكنت من رسم صورة ذهنية في عقلية المواطن ستحتاج الى سنوات كي تنزع منه ،وانكم قد أوجدتم صورة واضحة وجميلة وحرفية للسجين خالد شاهين ستتداولها كل وسائل الاعلام وخاصة المواقع الاخبارية في كل تغطية إعلامية قادمة في محاكمات هذا السجين وهو إما مكبل اليدين يسير على أرض المطار أو وهو جالس بلباس السجن في الجويدة ويبدو عليه الذل والمهانة ، بدلا عن الصورة التي تداولتها وسائل الاعلام له سابقا وهو يظهر كرجل منعم وتظهر عليه حياة الرغد والعيش الكريم .
ولكن ككلمة حق من الجانب الاخر وهي أن دولتكم قد قمتم بالتعدي على خصوصة الناس وبحالة ذاتية الهدف وبعيدا عن كل أخلاقيات العمل الاعلامي والسياسي ، عندما سمحتم لأنفسكم أن تظهروا هذا الرجل وبهذه الصورة المذلة ،وهنا ربما قد نسي وزير الدولة لشؤون الاعلام أول مبادىء المسؤولية الاجتماعية في الاعلام وهو إحترام حصوصية الافراد وعدم الاعتداء عليها من خلال نشرصورهم في اوضاع غير اخلاقية ومذلة بوسائل الاعلام ، ولكن يبدو أن الموقف يستحق كسر كل هذه المبادىء على قاعدة أن الغاية تبرر الوسيلة .
وفي ختام هذا المقال فأن صورة رجل السير الذي يهوي على المواطن بعصاته أو منقل الشوي وما زال مجهول الهوية لدى جهاز الامن العام والشعب منذ يوم جمعة النخيل ، وتمثل تلك الصورة صورة رجل الامن العام في مخيلة المواطن ، أريد من دولته ووزير اعلامه ومدير الامن العام أن يقولوا لنا من هي المرأة التي ظهرت في خلفية صورة نزول السجين خالد شاهين من الطائرة الى جوار مدير ادارة السير، وذلك كي نتمكن من رسم المشهد كاملا في عقلية المواطن الاردني كما تريدون يا دولة الرئيس ، لأنني الى الان ما زلت افكر في شخصية هذه المرأة كمحاولة لإكمال المشهد كما يريد دولة الرئيس مني كمواطن غبي .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع