أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
المرأة الأردنية تستعد لانتخابات 2024 في ظل القانون الجديد الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين للقدس السعودية: سحب لقب معالي من الخونة والفاسدين الكهرباء الأردنية تفتتح مركزا جديدا لخدماتها في مجمع رغدان بلدية مأدبا تكرم عمالا رياديين بمناسبة عيد العمال أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية جولات تفتيشية على محلات الدواجن في ناعور إعلام إسرائيلي: إجلاء جنود جرحى من غزة بـ5 مروحيات فرنسا تمنع الطبيب غسان أبو ستة من دخول أراضيها مسؤولة أممية: شمال غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوب القطاع استشهاد فلسطيني بعد محاصرة الاحتلال لمنزله شمال طولكرم جرش .. زوج يضرب زوجته ويلقيها بالشارع لطلبها منه "علبة لبن" 1286 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في اربد استطلاع: 40% من الأميركيين يرون أن واشنطن تبالغ بدعم إسرائيل مصدر إسرائيلي: لن نوافق على إنهاء الحرب اكتشاف موقع أثري جديد في جرش 32 شهيدا بمجازر الاحتلال خلال 24 ساعة في غزة استمرار تقديم طلبات التمريض للعمل في ألمانيا وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن .. "مهندس الكلمة" وأيقونة الشعر السعودي غزة: 6 شهداء وعدد من الجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الوطن .. والملك .. وأنا ..

الوطن .. والملك .. وأنا ..

19-08-2011 01:03 AM

الوطن والملك وأنا...

صايل الخليفات

إن الروابط التي تصل ما بين الأركان الثلاثة لكل تجمع مدني: الوطن والحاكم والمواطن، هي في الأصل نشيج من علاقات الحب والانتماء والولاء ،يحكمها ويهذبها الواعز الديني .
وعندنا كمسلمين ،حب الأوطان والدفاع عنها والسعي في إعمارها واجب ديني مقدس، إذ ورد قوله صلى الله عليه وسلم في مكة : والله إنك لخيرُ أرضِ الله وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى الله ولولا أني أُخْرِجْت منك ما خرجت ".[سنن الترمذي ، كتاب المناقب، باب في فضل مكة، حديث رقم :3925].
وكذلك طاعة ولي الأمر والإتمار بأمره والوقوف عند نهيه فيما لا يتعدى حداً أو يعطله مما بينه الشارع الحكيم ،فقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [ النساء : 59 ] .إضافة إلى ما الأصل فيه التحلي بأواصر المحبة والتآلف والتكاتف الخيِّر بين أبناء المجتمع الواحد، أو الأمة الواحدة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". رواه البخاري (5665).وعمارة الأرض حاصلة بهذا الأصول مجتمعة، وبروح حية تصل بينها، تمدها بما يلزم من الطاقة النقية السليمة وفق ما تقتضيه الحال.
ولكن الواقع الذي نعيشه في هذه الأيام وفي بلدنا تحديدا خارج على هذه الأصول مجتمعة أو فرادى ،إذ تتعرض روابطها إلى أيد منتنة وعفنة عالِمَة أو جاهِلَة ، تحولها عن مسارها وعن أصلِ وضْعها،فتصبح مَجْلَبةً للضرر، ومنبعاً للفساد والإفساد في أي ركن منها ليعم البلاء بقية أركانها.
ومن الصور على هذا الواقع أضرب هذا المثل :
في مكرمة من سيد البلاد أقيمت مأدبة إفطار للأسرة التربوية، لممثلين عنها على امتداد رقعة هذا الوطن،التي يتجاوز عددها التسعين ألفا من العاملين معلمين وإداريين وغيرهم .
ولا يمكن تصور أن يقيم سيد البلاد لكل هذا الجيش مأدبة إفطار تستوعبهم جميعا وفي صعيد واحد!
والأصل أنه لا يمكن إقامة وليمة لمثل هذه الأمة في ظل المرحلة الإنتمائية والدينية والثقافية التي نعيشها اليوم وتحت مبدأ الانتقار!!
فقد قال الشاعر العربي :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر

وعلى أية حال ، اقتضى الأمر اقتصار المأدبة على ممثلين عن الأسرة التربوية بنسبة واحد عن كل مئة،وتعالوا بنا نرى ما هي أسس انتقاء واختيار هذا الواحد من بين كل مئة ، يرى كل فرد منها أنه جدير بأن يكون هو ذلك الواحد !!!
لقد مرت أسس الاختيار بمراحل ومحطات فلترة ،بدءا من المحسوبية والشللية والعنصرية حتى وصلت إلى صغار المسؤولين ممن يتلقطون لذاتهم فرص الارتقاء والتسلق في مواطئ نعال زملائهم!!!
وكانت النتيجة سؤال يتردد على لسان كل واحد من التسعة والتسعين المتبقية ،لِِمَ فلان ؟وكيف ارتقى هذا ليمثل هؤلاء؟من ...؟ وكيف... ؟ فوقع الحيف!!
ربما كانت الدعوة تكريما وتشريفا وإحقاقا لصورة من صور التواصل بين الراعي والرعية في مختلف الظروف ، لكن من يتولى إدارة مثل هذه الصورة وأمثالها دائماً ويقيناً يخرجها عن مسارها و مضمونها ، فيجعل ثمارها تأتي على غير ما أريد منها ....
إن مثل هؤلاء في إداراتهم وسياساتهم في التعامل مع مكارم الراعي وتوجيهاته وتطلعاته ومبادراته، هم من أسباب تقوّضِ وتفطُّرِ أواصر الصلة بين الأركان الثلاثة التي ذكرتها في المقدمة: الوطن والحاكم والرعية . ولا أجد غير ما نصَّ عليه حديث رسولنا الكريم وصفا لهم ومطابقة لحالهم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ضُيِّعًتِ الأَمَانَةُ فانتظرِ الساعةَ،قال:كيفَ إضاعتُها يا رسولَ الله؟ قال: إذا أُسْنِدَ الأمرُ إلى غَيرِ أهله فانتظر الساعة "[صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ،باب رفع الأمانة:6131].
لا بد لنا أن نقيَّمَ أفكارنا ، ونعيد قراءة واقعَنا مستندين إلى صادق الخبرة ، فإن كثيرا من المقاصد لا تأتي على وفق ما يرتجى منها، خصوصاً وأننا لسنا في هذه المرحلة مثاليين ، ولن نكون في الزمن القريب ، كما إنه كثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!
ولا يُذْهَبُ بكلامي أنه انتقاصٌ من قدرِ أولئك الذين وقع عليهم الاختيار،قطعا لست أقصد هذا ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع