أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو طلب مساعدة بايدن لمنع إصدار مذكرات اعتقال دولية. الأردن: تصريحات حماس استفزازية. إنقاذ الطفولة الدولية: خان يونس أصبحت مدينة أشباح قناة كان: إسرائيل وافقت على الانسحاب من محور نتساريم. افتتاح الدورة الـ12 من مهرجان الصورة عمان. البدء بكتابة جزء ثالث من مسلسل الفصول الأربعة. أول رئيس مسلم لحكومة في أوروبا الغربية يقدم استقالته. الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابطين وسط قطاع غزة. طيران الاحتلال يشن غارات على غزة وجباليا. متى ينتهي عدم الاستقرار الجوي الذي يؤثر على المملكة؟ واشنطن: 5 وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان". زعيم المعارضة الإسرائيلية: نستحق حكومة أخرى بدون متطرفين. الجيش الإسرائيلي: قصفنا مباني عسكرية لحزب الله قرب بلدة بلاط توقيف رئيس قسم في التنمية الاجتماعية استولى على 15 ألف دينار سرايا القدس: قصفنا سديروت ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية. عائلات الأسرى تتظاهر أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية. يديعوت أحرونوت: ربما صدرت مذكرات اعتقال سرية بحق مسؤولين إسرائيليين. 3 شهداء في قصف إسرائيلي لمنزل بمخيم النصيرات. صافرات الإنذار تدوي في سديروت بغلاف غزة. الشرطة الفرنسية تخرج ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من جامعة السوربون.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة " سياحتنا فزعة ،،، وآثارنا مستباحة "

" سياحتنا فزعة ،،، وآثارنا مستباحة "

11-05-2022 10:19 AM

عند كل موسم للربيع يزور بلادنا بعد كل شتاء أكان شحيحا أم وفيرا ، تغطي أرضنا ووهادنا وشعابنا وأوديتنا بسط من العشب الأخضر اليانغ وأزهار برية غير معمرة ونباتات اعتدنا ان نراها منذ الصغر تنتشر في ربوع الوطن، في السهول والجبال والهضاب وعلى هوامش الصحراء وحواف الطرقات ، حيث يغري هذا المنظر العابر عامة الناس ومن يبحثون عن متنفس بعد موسم الشتاء البارد ليخرجوا في نزهات عشوائية قصيرة المدى لا تتعدى الساعات فنجدهم يفترشون الأرض حاملين معهم سلال أمتعتهم وأشكالا متنوعة من الطعام وقد يرافقهم (بريموس) من أجل صنع القهوة أو الشاي أو حرق الفحم لإشعال (الأرجيلة ) وقد نلحظ بعضهم يجهزون حفرة لإشعال النار بواسطة حطب يلتقطونه من هنا وهناك لعمل ذلك أو لإعداد بعض المشويات وما يتبع ذلك من مظاهر كلنا نعرفها ورأيناها بأم أعيننا مما يترك خلفهم مساحات مهولة من بقايا الطعام وأكوام النفايات والأكياس وبقايا النار المشتعلة لتتسبب غالبا في حرق مساحات من غاباتنا المحدودة وأراضينا الزراعية للأسف كما شاهدنا في اعوام عديدة .

وهنا يستوقفني هذا المشهد المتكرر الذي يثير في نفسي الألم كما يثير فيها الفرح العابر الذي يعيشه هؤلاء الناس البسطاء في نزهاتهم القصيرة قبل أن يعودوا أدراجهم نحو بيوتهم المغلقة وشققهم المعلقة وأحيائهم التي تفتقر لمساحات تعد من أجل أن تكون متنفسا لهم ولأولادهم ، حيث كلما اشتد الضجر وساءت النفوس التي تحتاج للترفيه والفرح البسيط يجدونها مخرجا لهم ليخفف من عناء العمل وضغوطات الحياة وحيث يمكن لأطفالهم من ممارسة بعض الانشطة وعدم البقاء خلف الشاشات التلفزيونية او أجهزة الكمبيوتر والتلفونات .

وأنا هنا لا ألوم هذه العائلات وهذه الجموع التي تتوق لمشاهدة الطبيعة والإستمتاع بربيع يمر عابرا بسرعة نحو صيف حار وقيظ ينتظرهم خلال أشهر ليست بالقليلة ، لكن هنا نتساءل إلى متى ستبقى سياحتنا المحلية هي محض فزعة ونتاج رغبات أفراد لا حيلة لهم وليس في أيديهم سوى الإندماج ضمن عادات أصبحت تشكل ظاهرة يجب الوقوف عندها والتفكر بما نتوصل إليه من حلول لنحولها لظاهرة منظمة أنيقة تشفي غليلهم وتسند أوقات فراغهم .

فمن يخرج للتنزه نحو الشمال او الجنوب أو يذهب شرقا أو غربا نحو المرتفعات والسهول ونزولا نحو الأغوار ، لا يجد أي نوع من الخدمات المبرمجة ليستفيد منها بحيث تكون له عامل ترويح عن النفس وتخفيف لعناءه الذي يشكل عائقا في الغالب إن فكر بالخروج ، مثل تواجد حمامات عامة تكون مخدومة بالمياه والمتطلبات الأساسية الواجب توفرها في هذه المنفعة لتتواجد على جوانب الطرقات وفي أماكن الإرتياد ، وما المانع من خلق أكشاك لفرص عمل موسمي يستفيد منها أبناء المنطقة تؤجر بأسعار رمزية تخدم المتنزهين والقادمين الى تلك المناطق فتوفر لهم أدنى المتطلبات البسيطة وبأسعار معقولة تلك التي يحتاجونها ، ومن ثم عمل أماكن للشواء وعمل المشروبات الساخنة تكون آمنة وضمن شروط صحية ، أو تصميم جلسات ومقاعد تتواءم مع طبيعة المنطقة وعاداتها تحفظ للبيئة خصوصيتها ونظافتها دون إيذاء أو تعد ،

مناطقنا الطبيعية /السياحية تفتقر لوجود لوحات ارشادية دالة على تلك المواقع ، وتفتقر للعبارات التي تشجع السياحة الداخلية دون المساس أو إيذاء مقوماتها وعناصرها سواء كانت أثرية أو طبيعية ، لماذا لا يكون هناك تواجدا للشرطة السياحية والمرشدين والأدلاء من أجل زيادة الوعي وتنمية حس الإنتماء لهذه الأرض التي نعيش عليها ، ليس فقط التنزه وتدمير كل شيء وتخريب المنظر العام وخلق ازمات الشوارع وتلك المظاهر الغوغائية من بقايا ما يتركونه المتنزهون وما يسيئون إليه بمعرفة أو عن جهل ليس بمتعد !!

سياحتنا أيها المسؤولون ليست فقط سياحة الفنادق واستقطاب القروبات الأجنبية والترويج للخارج بما لدينا من مقومات غنية يفتقر لها الآخرون ، نعم السياحة الخارجية هي رافد أساسي لدخلنا القومي وكلنا نسعى لمضاعفته ليكون مصدرا آمنا للدخل لكن دون أن نهمل الجانب الداخلي وتنمية حس السياحة المنظمة الحضارية ، وتشديد الإهتمام بآثارنا بوضع الأسوار والكاميرات والحراس الدائمين ، فالعبث يكثر حيث فلتان الأمور وحيث عدم احتساب الخوف من العقوبات والذي يسبق كل ذلك هو ضعف المعرفة بأهمية تلك الآثار من حيث أنها تشكل سجلا تاريخيا وحضاريا لسيرة الأمم وتوثيقا لكل ما كان من ماض قريب او بعيد .

نأمل أن نرى تطورا ملحوظا وملموسا في هذا الجانب ، بحيث تصبح سياحتنا الداخلية تفي بالغرض الذي يجعلنا نتوقف عن البحث عن برامج ورحلا تأخذنا خارج الوطن ،فبلادنا فيها الكثير لكنها تحتاج للكثير من العمل والإهتمام والإدراك من قبل المسؤولين ومن قبل الأفراد وكل العاملين وواض عي الخطط في هذا المجال .









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع