قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )..وقال رسوله الكريم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
ومن المعلوم ان كلمة أخ تقال بالفطرة عند الالم وضيق الحال .................
الاخوة من اعظم واقوى الصلات بين الناس ,لهذا ومن خلال الايات القرآنية والأحاديث الشريفة ,فان الاخوة هي وحدة البناء في الامة ,ومن اهم شروط الايمان في التعامل بها , فلأخوة من الايمان الذي هو من رحم الرحمة الالاهية ,التي تجمع الامة في تقاربها وعلى هدف وشعور واحد,تماما كما تجمع بين ما تنجبه ارحام الامهات بالأخوة ,حيث جاء هدى الايمان ليثبتها بشروطه ,وهديه قي اختيار الارحام من ذات الايمان,والمشهود له بالخلق والايمان ,دلالة على ان الاخوة الصادقة تنبع من رحم الايمان ,ومن الفطرة التي انفطرة النفس عليها ,لهذا قال الشاعر(الشريف الرضي) ومستنبط من الواقع(رُبَّ أَخٍ لي لَم تَلِدهُ أُمّي..َنفي الأَذى عَنّي وَيَجلو هَمّي................
يقول لي احد الاصدقاء , ومن خبرته مع اخوته الذين تزوجوا سابقا ,انني اصبحت اودع في نفسي الاخوة مع ما تبقى من اخوتي ,عند اقبالهم على الزواج ,وذلك عند ابتعاد الغالبية عن التربية والاختيار على مبادئ الايمان ,واصبحت التربية والاختيار على مبادء الحياة المادية ,وكل ذلك على حساب اعظم ترابط الشعور والقوة في الاخوة , وهذا وللاسف هو واقع الناس وأحوالهم,عندما وقعوا في مكائد ومصائد وغرور الدنيا ,جردتهم من كل معاني الاخوة ,وما يلزم من ذلك فان اختيار الازواج لبعضهم البعض ,امر لا يستهان به كما هو الحال ,واهميته لا بد ان تكون على مبدء الاحتفاض بالاخوة والتي هي من رحم الرحمة من هدى الرحمن وهدي رسوله الكريم ........................
يبقى الخير في هذه الامة ,ليكون بصيص من النور ,ليهتدي به الانسان التائه في ظلمات الدنيا ,حيث العذاب والشقاء من التفكك الاسري الى تفكك المجتمع والامة ,والبرهان نجده في الواقع اليوم ,غاب الاحسان وغاب حزاءه ,وما يلزم ذلك الكثرة لدور رعاية الكبار .......................
مشهد من مشاهد الاخوة الصادقة ,من ارشيف ذكرياتي ,هز كل كياني العاطفي ,لا ادري هل اخفيت دموعي , ولكني اذكر انني تفاعلت مع الحدث بكل شعوري شعور باللذة والفرح ,حيث القصة تبدأ عندما اردت ان اصلح سيارتي وكان ذلك قبل زمن بعيد,وما زلت اذكر الصورة واتفاعل معها ,حيث كان في وقت الشتاء والبرد القارص ,مصلح السيارة تبين لي ان الاقبال عليه قليل ,له اخ عمله اجير مقابل اجر بسيط قريب من المصلح ,المهم ان التصليح اخذ وقتا طويل ,ادركنا من خلاله وقت العشاء وهو يصلح بكل همة ,حيث جاء اخوه بعد ان انهى عمله ,واخذ يساعده ,حيث بدى لي ما بدى من حب وشفقة كل منهم على الاخر,من خلال تهامسهم مع بعضهم البعض حيث بدو لي كأنما هم فرد واحد .............
سألتهم عن جهة مكان سكنهم ,حيث يمكن ان انقلهم في طريقي ,عندما ركبنا قي السيارة ,حاسبت المصلح وتعمدت ان ازيد الاكرامية لمعرفتي المبدئية بالاحوال , حيث انطلقنا ,وانا متعمد ان اراقب همسهم وحركاتهم ,ومنها يسألوا بعضهم البعض عن مجمل تحويشت يومهم ,وعن حاجيات كل منهم لاهله ولوالديهم , بعدها سألني المصلح عن ما كنت احدث نفسي ,في اطالة المدة معهم ,في امكانية التوقف في السوق للتبضع ,نزل الاخوان مسرعين لتحنب حرج التاخر عليا ,عندها انتابني الفضول ان اتعرف عليهم اكثر,حيث تبين لي انهم متزوجون ,يسكنون مع والديهم في بيت واحد ,يتقاسمون متطلبات الحياة ,ويتحملوا عبئها بالتعاون مع بعضهم البعض ,يوما بيوم وبكل سعادة روابط الاخوة ..............
ذكرني ذلك بحديث رسول البشرية صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت[1] له الدنيا» "[2].صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقد ملكوا الدنيا ,ولم تملكهم لمصائدها ومكرها بزينتها والتفاخر بها لسلب سعادة الاخوة ............
اخوكم بالله ,واعتذر عن الاطالة .د. زيد سعد ابو جسار