أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

"بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

20-12-2020 03:17 AM

عندما خط الملك مشيع إنتصاراته على ملك إسرائيل (عمري )آن ذاك قبل الميلاد بأكثر من ثماني قرون لم يدر بخلده أننا سنحطم تلك المسلة بحرقها ومن ثم صب الماء البارد لتكسر إربا إربا .
لقد خطها على تلك الصخرة البازلتية السوداء لتكون لنا مرجعا نعود إليه لنتعرف على ماذا كان هناك وماذا حصل ، وكما هي مادبا التاريخ الزاخرة بآثارها والتي تعتبر مدرسة الفسيفساء الأقدم وأم اللوحات النادرة الأنيقة بجمالياتها والتي ينبض كل شبر من أرضها بحكاية وتاريخ والتي تتحدث كل تلة عن ماض عريق وعبور صنع الكثير من أحداث التاريخ وحتى يومنا هذا .
لكن تلك المسلة أنقذت بأيد أجنبية للأسف من خلال الملحق الثقافي الفرنسي في القدس في تلك الفترة والذي كان مهتما بالآثار ودراستها ، حيث لملم جراحاتها وكسرات فتاتها وتم نقلها لباريس ليصار إلى إعادة ترميمها وإصلاحها وهي الآن تجثوا في متحف اللوفر الفرنسي بسلام ونحن هنا نستمتع بنسخ مقلدة لها في متاحف مادبا الأبية والكرك الشماء .
مؤلم ما صدر منا ومن بعض من ظنوا أنها قد تحتوي ذهبا ففعلوا فعلتهم وهنا أنا لا ألقي باللوم عليهم فببساطة التفكير آن ذاك وطمع الإنسان ووهج المعدن الأصفر كان سيد الموقف آنذاك لكن العتب الأكبر هو على الحكومات والمسؤولين آنذاك الذين كان عليهم التنبه لأهمية مثل تلك الآثار والتي تعتبر كنزا تاريخيا يسعى العالم لاقتناءها بأغلى الأثمان لأنها تشكل ثروة سياحية جاذبة لمن يبحثون عن متعة تلك المخلفات وسجلا علميا لمن يريد توثيق التاريخ وأحداثه التي مرت بها المنطقة منذ فجر التاريخ .
أما (صخرة عرار) أو صخرة ذيبان والتي تطل بمنظر خلاب آسر على وادي الموجب ومنطقة الهيدان وسد مياه الجنوب هناك ، فهي حكاية القرن الحادي والعشرين حيث الوعي التام المفترض وحيث الإدراك العميق بأن مثل هذه الشواهد الطبيعية والتي حبانا بها الله كلغة مباشرة تتحدث عن فرادة بلادنا في جغرافيتها وجمالية تضاريسها التي صنعتها الطبيعة بيد من محبة لننعم بها نحن الحاضرون مستمتعين بجلال المشهد وندرته في تآلف حصري لمناطق الجنوب الأغر وخاصة في فصل ربيعنا القصير الخاطف .
هذه الصخرة وبكل ألم جعلوا إطلالتها مشوهة بسواد مفتعل وبحرق شابه ما حدث لمسلة مشيع تاركين بصمات من سواد وتكسير وخراب لم نفقه كأردنيين ما هو دافعهم لفعل ذلك فهي لا تحتوي اي نقش أو حروف تستفز مشاعرهم ليفعلوا ذلك هي ظاهرة طبيعية جميلة تطل بدلال على سحر جنوبنا لا تؤذي أحدًا بل ترحب بكل زائر يقصد الراحة ويقصد الخلاء مع ذاته وهدوء المكان .
وهنا يستحضرني عتب كبير على وزارة السياحة ومخططي الإستثمارات الذين غفلوا عن حراسة هذه المناطق وحفظ هذه الشواهد ولو بسياج أو بوجود حارس لمنع مثل هذه الأحداث التي تجرح وتؤذي كل من يؤمن بأهمية وجودها ومثل هذه الأفعال لا يمكن أن تكون سوى أعمال تنم عن جهل وعدم معرفة قبل أن تكون مقصودة بمعنى التخريب فنحن أبناء حضارات مرت على أرضنا وتركت الكثير من بصماتها مما استأمنته لنصونه ونبقيه للعالم ولنتعامل معه بكل رقي منظومتنا التربوية والأخلاقية التي يعرفنا بها العالم أجمعين .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع