(لا تعمموا روح الفشل )

في خضم ما يدور من أحداث على ساحة هذا الوطن ، من أحاديث وتحليلات وتفسيرات، وايضا ما نشهده من توافقات هنا واعتراضات هناك ، وما نواكبه من كثرة قرارات ومحاولات للنهوض بشأن الوطن والمواطن ،،في ظل كل ذلك تجدنا وقد وصلنا لمرحلة من التخبط الحياتي والإعلامي وتضاربات تشعل مواقع التواصل الاجتماعي وحتى الشارع والمنزل ومكان العمل ، حيث كل يحاول أن يبدي رأيه وكأنه ذاك الخبير العارف بكل مدخلات الإقتصاد وبيده حلول سحرية لإنقاذ الواقع من من كل اختلالاته واعتلالاته ، في ظل هذا التخبط بدأنا نلحظ استفحال ظاهرة إدراج روح الفشل وإسقاطه شعور اللآثفة تجاه كل محاولة أو إعلان وتعميم ذلك ليصيب كل مقترح وكل طرح وهنا يكمن مقتل الفرس .
هل معالجة مشاكلنا لا تأتي إلا بتلك الوسائل الهدامة السلبية المحبطة للنفوس ؟ وهل النهوض من جديد لا يتأتى ٱلا بتكسير المجاديف ودس العصا بالدواليب ؟
حالة مؤلمة ومحزنة نعيشها بكل تفاصيلها ، والوطن هو الخاسر الأوحد ، ونحن المتلقين لكل تلك الخسارات وتلك الإحباطات ، فالعاملون على تعزيز هذا الحال يدركون تماما أنهم سيحصدون نتاىج ما يخططون له من خلال استغلال العواطف وتجييش النفوس لدى العامة وهنا لا انتقص من إدراك ووعي شعبنا لكن ما يستخدمونه من أساليب ولغة تؤتي أكلها لدى عوام الشعب البسيط الغير مطلع على كافة التفاصيل ودقاىق المجريات ،
نحن مع كل ما يرنو لإصلاح أوضاعنا والنهوض بنا ثانية من هذا الضيق ، لكن ليس كذلك تورد الإبل فنحن بحاجة لتقوية مؤساستنا من خلال تقوية وتاهيل أفرادها ،فالوطن هو مجموع مؤسسات ناجحة فإن سقطت سقط الوطن والمؤسسة لا تقوى إلا بقوة العاملين فيها فإن ضعفوا لا بد أن تنهار وتسقط ونسقط جميعا ، وهنا نقول لكل الذين يبثون روح الفشل والإنهزام ويصبغون كل جديد باللون الأسود المقيت ، قبل أن نتحقق من مصداقيته أو نتأكد من نجاحه ،نقول أن الوطن لن يكون بخير ما دمتم تعملون بهذه الروح ، والوطن بحاجة لكل يد ولكل جهد ولكل روح لا تضعف او تتخاذل أمام الصعوبات ، فلكي نبرأ من داء الركود لا بد من صمود العزائم وشحذ الهمم، وهذه لا تأتي إلا من كل نفس شريفة تعمل بصدق من أجل الوطن وكل أبناءه ومواطنيه بصدق وأمانة وتخشى على الوطن خشيتها على بيتها واهل ذاك البيت .